بقلم – علي ثابت القضيبي
* قبل عام بالضبط عنونت مقالا لي ب( أوصلوا هذا للرئيس ) ، ونشرته الغرّاء الأيام بتأريخ 14يناير2021م في صفحتها الأخيرة ، وهو عن أحد أبناء منطقة الرئيس من العسكريين الجنوبيين الذين لم يستلموا رواتبهم لأشهر ، وجاع وأسرته وأسرة إبنه شهيد هذه الحرب التي تسكن معه ، وتهرّب من الدّائنين .. إلخ ، وطبعاً كل ذلك أداء ممنهج ، وتسلكه السلطة في جنوبنا بغية إذلاله وتركيعه لغايات خبيثة تخصها .
* مساء أمس تكوّمت إمرأة عدنية جنوبية على بوّابة مسجدنا للتسول ، والى جوارها تقرفصت إبنتها الصّبية والحزن الممزوج بالخجل يسحقُ وجهها ، وهما إضطرّتا للتسول لأول مرة – هذا قالته السيدة – وبسبب الجوع كسرتا حواجز العفاف والكرامة والخجل ومدّتا أيديهما للناس !
* الإستهداف الممنهج لجنوبنا بتجويعه وإنهاكه بدأ بتخريب مصفاة عدن عمداً ، وتزامن معه العبث بالبنك المركزي ، وايضا تفريخ مئات بقالات الصرافة التي تلاعبت بعملة البلاد ، وكلٌ هذا أداء يديره ويملكه فاعلون في رأس السلطة ، ناهيك عن العبث بكل الخدمات في جنوبنا .
* بالنسبة للمصفاة ، فقد حدّثني شخصيا قيادي كبير فيها بأنّ الرئيس أصدر أوامره فعلاً بصرف 7مليون دولار للشركة الصينية التي ستشغلها ، لكنّ الحيتان في كواليس السلطة أخفوها ، ولازالت المصفاة متوقفة ، ولازلنا ندفع ملايين الدولارات شهرياً لشراء المحروقات من الخارج ! وهذه يتاجر بها ويتربّح منها حيتان كبار في رأس السلطة ! لكنّ فخامته لم يسأل لماذا لم تشتغل المصفاة ؟ أو مَن أخفى أوٱمره بسداد قيمة تشغيلها للشركة الصينية ؟ أو أنّ وراء الأكمّة ماوراءها .
* في ضيافة المملكة في الرياض ، هناك يقبع عرّابوا السلطة مُترفين ، وبينهم مَن ينهب عوائد نفط البلاد ، وايضاً يديرُ عصابات الإرهاب والقتل والتّفجيرات في جنوبنا ، وهناك بعض من مَن يملكون كبار بقالات الصرافة ، وكذلك من يتحكّم بتحريك وتموضع جيش الشرعية المدعوم بالمليارات وهو نائم في تخوم حضرموت وشبوة ، والطريف أنه لما تقرّر تحرير شبوة من الحوثي لم يتحرك ، بل تحرّك جيش العمالقة الجنوبيين من سواحل الحديدة البعيدة وحرّرها في أيام وحسب ! وهم بكل أسف يتهوّرون الٱن ويحرروا حريب والبلق الشماليتين ، وكل هذه الأمور مثار إستغراب وغضب شارعنا الجنوبي .
* كل ما يدور هنا ملتبس ومبهم ، لكن غاياته ظاهرة للكل ، أما الأهم الٱن هو : إذا كان الرئيس رئيس حقا فأين هو من كل مايجري ؟ وأين هو من تجويع الشعب عمداً من قِبل فاعلين في السلطة حوله ومعه ؟ ولأنهُ من غير اللائق به البقاء رئيسا ( بالشّراكة ) مع مجرمين قتلة ولصوص أفّاكين ، وهم أرهقوا الشعب بالنهب والتّجويع والإنهاك و … و … ، وكلٌ هذه ذنوب وأثام كبار لاتحتملها الأرض على سِعتها ، وهي تقعُ على رقبة الرّئيس شخصياً بصفته الرئيس والمسؤول الأول عن البلاد أمام الشعب وقبلهم أمام الله سبحانه وتعالى ، أليس كذلك ؟!
✍️ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .