fbpx
صمود شعب وجشع تجار.. لا بد من صرامة
شارك الخبر

كتب – علاء عادل حنش
بعد أن عاش شعبنا الجنوبي العظيم فترة صعبة للغاية، خلال الأشهر المنصرمة، من خلال الحرب الاقتصادية والخدماتية والمعيشية التي شُنت عليه بكل شراسة من قبل أعداء الجنوب، فتدهورت العملة المحلية حتى وصلت إلى مستويات لا معقولة، وارتفعت معها الأسعار في كل نواحي الحياة، حتى وصلت إلى مستويات جنونية لا تُطاق، ووصلت، على إثر ذلك، بعض الأسر العفيفة إلى عدم القدرة على سد جوعهم ولو ليوم واحد، فكانت بحق أيامًا صعبةً على شعب الجنوب، لكنهُ شعب يأبى الاستسلام والخضوع، فصمد بوجه تلك الحرب الخسيسة بكل شموخ وكبرياء.
لقد كان إيمان أبناء الجنوب الكبير بعدالة قضيتهم الوطنية الجنوبية العظيمة هو من هزم الحرب الاقتصادية والخدماتية والمعيشية التي شُنت عليهم، والتي كانت تهدف إلى إخضاع وتركيع شعب الجنوب، فكان شعبًا جبارًا، قهر المعاناة، وسطر أروع ملاحم الصمود التي لن يكررها الزمن، ولن يعرف مثيلها في المعمورة.
لقد أوصل شعب الجنوب رسالة للعالم مفادها: نحن شعب عظيم لن تهزمه أي ظروف، ولن تخضعه أي حرب، ولن ينال منه أي عدو مهما كان خبثه، ودهاؤه.. فتحية عظيمة لكل أفراد وفئات الشعب الجنوبي العظيم.
كما يجب ألا ننسى أنه منذ مغادرة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي إلى العاصمة السعودية الرياض، تحركات عديد الملفات الراكدة، منها الملف الاقتصادي، فكانت للقاءات الرئيس الزُبيدي مع سفراء دول عربية وأوروبية، الأثر في تحسن الوضع، فقد تم تغيير محافظ البنك، وتغيير محافظ شبوة، وغيرها من الملفات التي تعمد الأعداء إيقافها، كما أن للسلطة المحلية في العاصمة عدن، ممثلة بالمحافظ الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد لملس، دورًا كبيرًا في حلحلة عديد القضايا الشائكة.
اليوم، ها هي الأوضاع تبدأ بالتحسن التدريجي، والعملة بدأت بالتعافي، ونتمنى استمرارية ذلك التحسن حتى نصل إلى المستوى المطلوب لدى المواطن الجنوبي.
لكن ما هو مؤسف أن التجار، إلا ما ندر، أظهروا جشعًا نتنًا وحبًا للمال دون مراعاة لمعاناة الشعب؛ لذا لا بد أن تعود كل الأسعار على كافة المستويات (مواد غذائية الأساسية، والثانوية، ومشتقات نفطية، وإيجارات المنازل، وأسعار الاتصالات، والأدوية، والمواصلات، والإلكترونيات.. إلخ)، إلى ما كانت عليه عندما كان سعر صرف السعودي (200) ألف ريال.
فليس معقولا أن تتحسن العملة والأسعار كما هي، في حين أن التجار، خلال فترة تدهور العملة، كانوا عندما يرتفع السعودي يرفعون الأسعار مباشرة، بل بالدقيقة كانت ترتفع الأسعار، وحينما كنا نسأل التجار: لماذا رفعتم الأسعار؟ يجيبون: (مش بيدنا.. الصرف ارتفع)!
إذن الآن لماذا لا تنخفض الأسعار تماشيًا مع تحسن العملة؟ لماذا هذا الجشع يا تجار؟
نطالب بممارسة الصرامة ضد أي تاجر جشع، وذلك من خلال تشكيل فرقة عسكرية تختص بضبط الأسعار، وإلزام التجار بخفض الأسعار تماشيًا مع تحسن العملة، أو إغلاق محلاتهم، فيكفي عبثًا بقوت المواطن.
أخبار ذات صله