بقلم – الصحفي/ عبدالعزيز سبعين.

يُقال: (من خلّف ما مات)، هذا المثل -عادة- يُطلق على الابن الذي ينهج السلوك الحسن ويقتدي بمسيرة والده المثالي الذي أجاد تربيته ذات يوم قبل ان يتوفاه الأجل…

هذا المثل أطلُقه اليوم على أشبالك من افراد اللواء الأول دعم وإسناد الذين تخرجوا على يدّك يا شهيدنا الحي المغدور فيه ( ابي اليمامة)..

لقد ساروا ويسيروا على نفس النهج الوطني الذي غرسته في نفوسهم ورسخّته في افكارهم خلال مسيرتك الوطنية الخالدة ايها القائد الفذ الذي لا يعوّضه الزمن..

الشاهد على ذلك انهم منذُ توليهم مهام النقاط الأمنية في عدن رسموا صور بهيّة واستثنائية ، وعكسوا -بوقت قياسي محدود- ارتياح شعبي واسع ومنقطع النظير، والكل يثني عليهم دون استثناء .. وهذا ناتج عن السلوك الحسن الذي لزموه ورسموه في نفوس المواطنين كافة، وهو ما تمنيناه وطالبنا فيه بإلحاح شديد طوال السبع السنوات الفائتة دون نلتمسه قط، وما ان جاء أشبالك الأوفياء وتولوا مهام نقاط التفتيش في مديريات عدن التمنسا حقيقته الثابتة على أرض الواقع ، اذ نهجوا وينتهجوا سلوكاً وتعاملاً واعِ وخلّاق مع كافة المواطنين، هذا السلوك نحتوه بأحرف من نور، والأكثر من ذلك انه أوحى بملامح دولة جنوبية مدنية  حديثة يقودها أشبالك هؤلاء..

اولئك الأشبال الأوفياء لوطنهم (ولك أنت يا قائدهم) لم يكتفوا باداء مهامهم في النقاط الأمنية بصورة مثالية واخلاقية، بل تجاوزوا اطار مهامهم فيها ومثلوا مصدر أمن وأمان وحب ورعاية للمواطن والوطن اينما حلّول أو ارتحلوا.. ومن هذه الصور الاستثنائية نورد صورتين على سبيل المثال وليس للحصر :

#الصورة_الأولى: تعيش فرزة الباصات المقابلة لنقطة نهاية شارع التسعين (تحديداً بجانب كهرباء المنصورة) حالة فوضى دائمة، حتى تكاد تقطع الخط الرئيسي ( كالتكس- البريقة)..

افراد تلك النقطة (من اشبال ابو اليمامة) شاهدوا تلك الفوضى امامهم بشكل يومي ومتكرر، فحسموا أمرها وأجبروا اصحاب الباص على الوقوف في اماكن معلومة بعيدة عن الخط الرئيسي.. فتحية خالصة لهم كل مواطن ..

#الصورة-الثانية: وهي الأجمل والأروع، منذُ ان حدد مكتب النقل تسعيرة أجرة المواصلات بين مديريات عدن قبل يومين، أهاب ويهيب افراد أشبال ابو اليمامة بملاك باصات الأجرة العابرون من تلك النقاط على عدم تجاوز التسعيرة المحددة، ومنه اهابوا وطالبوا ويطالبوا الركاب -حتى اللحظة-بتصوير لوحة أي باص يفرض عليهم أكثر من السعر المعلوم، ومن ثم التبليغ عليه فوراً ليتم حجزه وانزال العقوبة القانونية التي يستحقها وفق النظام والقانون..

أخيراً : أبعث هذا الرسالة إلى القائد الشهيد ابو اليمامة::

سيادة القائد سأخبرك اليوم بإن اشبالك الذين تخرجوا على يدك أوفياء جداً (لك وللوطن)، وانهم ينهجوا ويسيروا على خطاك وطريقك ونهجك الوطني الذي لم يقبل المساومة يوماً..

لقد تركت إرثاً وطنياً ثميناً ، هذا الإرث هو الثروة الحقيقة للوطن، ويتمثّل في رجالك الذي أصبح كل واحدا منهم (ابو اليمامة).. لكن ورغم ذلك  عليك ان تعلم  بإنك قائد استثنائي لم ولن يكرره الزمن ابداً، وان خسارتنا فيك كبيرة ولا يمكن ان تعوّض على الإطلاق، وحجم هذه الخسارة يزداد اتساعاً وحجماً ووضوحاً  كلما شفنا ألق وسلوك أفرادك واشبالك الذين صقلتهم بتمكّن وإتقان فريد من نوعه..

نُم قرير العين  .. وتأكد بإنك ستظل حيّاً في قلوب كل الوطنين أمد الدهر ، وان كل فرد من افرادك يذكّرنا فيك وسيرتك الاستثنائية ، وصَدَق المثل القائل (من خلّف ما مات)..