fbpx
رحيل السلطان
شارك الخبر

عادل المعزبي

فُجعنا صباح هذا اليوم الأحد الموافق 12/12/2021م برحيل الفاضل السلطان فضل محمد بن عيدروس العفيفي في مدينة القاهرة بمصر المحروسة، وبذلك تكون يافع قد فقدت أحد قادتها الحكماء ورجالها الصادقين الأفذاذ وسلاطينها الكرام وأعمدتها الكبار، لما كان يمثله السلطان رحمه الله من مكانة اجتماعية، وقبلية، وسياسية، وثقافية مسؤولة؛ اتصفت بالحكمة، والرزانة، والإتزان، والفطنة، وعدم التّعجل في الأمور أو إصدار الأحكام في القضايا العامة والخاصة، أو مع من يختلف معهم في الأمور السياسية وغيرها.

كان رحمه الله مثالاً للصدق والنّزاهة والأمانة، وتجنب كل المماحكات التي كانت تقودهُ إليها أطراف سياسية، وقبلية، وحزبية، وتعامل مع الجميع بحكمة ودراية، ونُصح وخُلق رفيع، ولم يُؤثر عنه الإساءة لأي فصيل، أو جماعة، أو أفراد وإن اختلف معهم في الرؤى والأفكار والتوجهات.

فقد مثّل السلطان رحمه الله خط الوسط بين الغلاة والجفاة في المراحل السابقة، ولم يكن من المزايدين ولا المفرطين، ولا من أصحاب المصالح، وكان له رؤيته الخاصة لكل التحولات والأحداث التي مرت بها البلاد شمالاً وجنوباً الى أن توفاه الله.

عمل السلطان رحمه الله في الوظائف العامة بحكومة اليمن وزيراً ومستشاراً؛ وكان متفانياً في عمله خادماً لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج دون تمييز أو عنصرية، وعمل رحمه الله على محاولة توحيد صف وكلمة يافع على مدى سنواتٍ طوال، وعلى الحث على توحيد جهود أبنائها ودعم مشاريعها والتواصل مع كثيرٍ من شرائح المجتمع اليافعي؛ مسؤولين، وسياسيين، وقادة، وعسكريين، وتجار، وسلاطين، ومشايخ، وأعيان، وشخصيات إجتماعية، ومثقفين، ومؤسسات، وهيئات، وكان آخرها اشهار مجلس يافع العام، بالإضافة إلى رسائله الصوتية والمرئية؛ التي لم تكتمل برحيله؛ فقد وجهها لكافة أهل يافع بكل انتماءاتهم السياسية والإجتماعية من قلب الرجل المحب المخلص والحريص على الجميع، وبما يمليه عليه موقعه ومكانته.
عاش رحمه الله متسامحاً مع كل من ظلمه وأساء إليه وإلى أسرته الكريمة في المراحل السابقة والحالية، وكان ناشراً لرسالة الحب والسلام ولم يلجأ للإنتقام أو التعدي والظلم.
عاش عفيفاً لم يتسكع على موائد أهل الأموال والسلطة، فكان يتعامل مع الجميع بحذر في حدود عمله ومكانته وما أوكل إليه من أعمال.

كان للجنوب وقضيته أولوية لديه فكان من أوائل داعمي الحراك الجنوبي في الساحات والمليونيات، ولم يصدر عنه ماينتقص من قضية شعب الجنوب وحقوقه في الإنعتاق والعيش بكرامة وحرية.

رحل السلطان رحمه الله ويافع والجنوب في أمس الحاجة إليه وإلى أمثاله النبلاء في هذه المرحلة المفصلية والدقيقة، ممن همهم نفع الناس والرقي بهم دون أي مطامع أو توجهات وايدلوجيات.
فلا نقول إلا ما يرضي الله؛ وقد كان رحيله صدمةً كبيرة على كل مُحبيه داخل الوطن وخارجه، وقد كان الكثير يأمل أن يكون له دور كبير وفاعل بين العقلاء في المرحلة المقبلة لطي صفحات الماضي المؤلم والخروج من المرحلة الحالية، والنهوض بالجنوب للمستقبل المشرق الخالي من الصراعات، وبناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، نسأل الله أن يخلف علينا برجال من أهل الصدق والسداد يُخرجون البلد إلى بر الأمان بإذن الله.
فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان. 🤲🏻

*كتبه/ عادل محمد المعزبي السعدي.*

أخبار ذات صله