fbpx
تفجير مطار عدن.. أطفال عدن يتحدون الإرهاب
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العين

يرنو الصغار في الجنوب من واقع مؤلم يشاهدونه بأم أعينهم، واقع فرضه المتربصون بمستقبل الجنوب ممن يحاولون منع الجيل الجديد من النظر إلى الغد.

 

يقفون يتلمسون آلام مدينتهم، بينما يحملون على أكتافهم قيّما ومبادئ بإمكانها تغيير ما تعانيه عدن، رغم كل الأعباء التي يحملونها على كواهلهم نتيجة تبعات صراعات الكبار.

 

 

تأثيرات الإرهاب والتفجيرات الدموية لا تقف عند الحاضر، ولا تنتهي عند مستوى ما تخلفه من ضحايا بشرية أو خسائر مادية ملموسة، بل تمتد لتهدد المستقبل وتحاول اغتيال أي محاولات للأمل والتغيير.

وقوف طلاب المدارس هؤلاء أمام أطلال التفجير، الذي استهدف بوابة مطار عدن الدولي، مساء السبت، تؤكد أن المدينة التي احتضنت قيم السلام والمحبة، بإمكانها أن تنفض غبار مآسيها.

 

عدن بمقدروها أن تتعافى من جديد عبر أبناءها الذين يصرّون على حمل حقائب العلم على أكتافهم والذهاب إلى المدارس، تماما كما يحملون مسؤولية تغيير واقع المدينة، رغم ما يشاهدونه من آلام وضحايا وتفجيرات.

يؤكد أهالي عدن أن الغد سيكون أفضل بكثير من اليوم، لهذا انطلقوا غداة التفجير الأخير أمام مطار عدن إلى أعمالهم متمسكين بالأمل في الحياة، ولم تثنهم آثار التفجير الإرهابي.

 

كما اندفع أطفالهم نحو مقاعد الدراسة، مملؤون بشغف تغيير واقعهم، ولم تمنعهم التفجيرات التي باتوا ليلتهم على تداعياتها وآلامها، ولم يتقاعسوا عن المضي نحو مستقبل جديد.

مدرسة نجوم المستقبل

بالقرب من موقع التفجير، الذي طال البوابة الخارجية لمطار عدن الدولي، مساء السبت، كان المستقبل أيضا يتعرض لاعتداء مؤلم وكارثي، يؤكد أن الإرهاب لا يستهدف الحاضر فقط.

 

فعلى بُعد نحو 200 متر فقط، ثمة مدرسة في حي المطار، بمديرية خورمكسر، كانت إحدى أهداف التفجير الذي لم يستثني الغد أيضا.

 

مدرسة نجوم المستقبل، هي مدرسة أهلية، تضم قرابة 1000 طالب وطالبة، طالتها تأثيرات التفجير الكبير الذي وصلت إلى مساحة قطرها أكثر من 400 متر.

ينقل المصور الصحفي، صالح العبيدي، عبر تسجيل مرئي بكاميرته، الأضرار التي تعرضت لها المدرسة القريبة من موقع التفجير، ويعلق عليها بصوته.

وتبدو آثار التدمير كبيرة، ومن المؤكد أنها ستتسبب بحرمان مرتاديها الأطفال من الدراسة، ربما إلى نهاية العام، بحسب العبيدي.

وتظهر في التسجيل المرئي فصول المدرسة وقد تساقطت نوافذها وأبوابها فوق الأدراج وطاولات الدرس، وامتلأت جدرانها بالحفر والدمار نتيجة شظايا التفجير المتناثرة في كل مكان.

كما أن ساحاتها ومنصة الطابور تعرضت هي الأخرى للتدمير، ما يوحي بصعوبة مواصلة طلبة هذه المدرسة للعام الدراسي، وهو ما يمثل أحد أبرز تداعيات التفجير الإرهابي.

الصحفي العبيدي، حمد الله أن التفجير لم يحدث في وقت الدوام المدرسي، وإلا فإن الكارثة والضحايا من الأطفال والطلبة ستكون كبيرة وكارثية؛ لقرب المدرسة من موقع التفجير.

لكن المدرسة وكذلك الطلاب تأثرت في كل الأحوال بالتفجير، وسيحرم نحو 1000 طالب وطالبة من التعليم، طيلة العام الحالي، ما لم تتدخل الجهات المعنية والسلطات التعليمية وتعيد ترميم المدرسة.

إعادة هذه المدرسة للحياة مرة أخرى، يمثل أكبر رد على الأعمال الإرهابية، التي وإن كانت استطاعت تدمير الحاضر، فلن تمنع الجيل الجديد من بناء المستقبل.

وسوم