fbpx
الاغتيالات ورقة الحوثيين لزرع الشكوك بين خصومهم
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

– رجحت مصادر أن تكون الجماعة الحوثية هي التي تقف خلف حادثة اغتيال القيادي في المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء وقائد جبهة الحازمية موسى محسن المشدلي من خلال عبوة ناسفة زرعت في سيارته في مديرية دار سعد بالعاصمة عدن، وكذلك محاولة اغتيال قائد قوات التدخل السريع بمحافظة أبين عبد الرحمن الشنيني.

وقالت المصادر إن المشدلي الذي ينتمي للتيار السلفي قتل السبت نتيجة عملية استخبارية حوثية، انتقاما من دوره في قيادة آخر جبهات المقاومة التي ما تزال صامدة في وجه الميليشيات الحوثية في البيضاء.

 

وجاءت عملية الاغتيال التي تم تنفيذها في مدينة عدن بعد ساعات من تصريحات أطلقها عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران توعد فيها باستعادة كافة المناطق والمحافظات اليمنية المحررة وفي أعقاب هجوم شنته الميليشيات على قاعدة العند (شمال العند) أوقع العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المقاومة الجنوبية وقوات العمالقة.

 

واعتبر مراقبون ي أن التصعيد الحوثي باتجاه المناطق المحررة في الجنوب انعكاس لحالة الشعور بالقوة الفائضة لدى الحوثيين الذين استفادوا من التحولات المحلية والإقليمية والدولية المتسارعة والتي كان آخرها الانسحاب الغربي المذل من أفغانستان.

واعتبر الباحث السياسي  سعيد بكران في تصريح أن عملية الاغتيال التي طالت أحد قادة المقاومة في العاصمة عدن عملية ارهابية المستفيد منها الوحيد هو الحوثي ذراع الحرس الثوري الإيراني البارع في مثل هذا النوع من الاغتيالات في العراق ولبنان واليمن.

 

 

وأشار بكران إلى أن مكاسب الحوثيين من مثل تلك العملية، بل ترسل رسالة تحد تقول بأن الجماعة الحوثية لديها يد قادرة على الوصول إلى كل مدينة وتصفية أعدائها، كما أنها تبعث رسالة شك خطرة للأطراف التي تقاتلها إذ تزرع بينهم الشكوك والظنون وتدفعهم إلى تبادل الاتهامات وبالتالي تدمّر أيّ إمكانية لوجود جبهة موحدة تواجه الجماعة الإيرانية في الأساليب والمنهج والأدوات والاستراتيجية”.

ووفقا لمصادر مطلعة فقد عمل الحوثيون على جعل نشاطهم الاستخباري حاضرا في المحافظات المحررة ترقبا لنقل هذا الدور إلى مرحلة أخرى تتوافق مع تطلعات قادة الجماعة لاستعادة كافة المحافظات المحررة التي خسروها منذ بداية الحرب، وهو الأمر الذي أعلن عنه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في آخر تصريحاته.

وفي ذات السياق، أصيب قائد قوات التدخل السريع بمحافظة أبين عبدالرحمن الشنيني بطلق ناري نقل على إثره إلى مستشفى في عدن.

 

وقال مصدر مقرب من أسرة الشنيني إن الأخير “أصيب بطلقة نارية اخترقت صدره قرب منزله في مدينة جعار بأبين”، وأوضح أن الشنيني الذي يشغل أيضا منصب نائب قائد قوات الحزام الأمني في أبين نقل على إثر ذلك إلى قسم العناية المركزة بأحد مستشفيات محافظة عدن.

 

وكانت السلطات الأمنية  قد أعلنت خلال الأعوام السابقة عن ضبط عدد من الخلايا الحوثية النائمة في عدن  نفذت مهام اغتيالات ورصد، إلى جانب قيامها بزرع عبوات متفجرة إمّا لاستهداف شخصيات بعينها أو بغرض زعزعة الأمن في المناطق الجنوبية المحررة.

 

وكشف التصعيد العسكري والسياسي الحوثي المتزامن خلال الآونة الأخيرة عن تحولات في استراتيجية الجماعة المدعومة من إيران وانفتاح شهيتها لتوسيع دائرة مكاسبها على الأرض، مستغلة حالة الصراع المتصاعد في معسكر مناهضيها، وانشغال التحالف العربي بإعادة تقييم ملف الحرب، إضافة إلى الارتباك الدولي اللافت والذي عكسته تصريحات المسؤولين الأمميين والدوليين التي يغلب عليها طابع الإحباط والقبول بسياسة الأمر الواقع والتعاطي مع المعطيات التي تشكلت على الأرض خلال سبع سنوات من الحرب.

وسوم