fbpx
جامعة عدن وليلها الطويل:

د.عبدالمجيد العمري

حين تشيخ المؤسسات تتدفق لها دماء جديدة ويتم تحديث العقول والرؤى والمناهج وتنطلق نحو آفاق جديدة وواعدة.

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

شيخوخة جامعة عدن طال أمدها؛ وبدأ في نفوس نخبها عتمة مخيفة نتاج تراكمات من التسيب والتجهيل وتدوير المراكز القيادية بناء على خلفيات مناطقية.

يعتبر الباحث والعالم شعلة مضيئة تملأ الحياة نورا وتجديدا؛ وما رأيته من النخب في جامعة عدن روح الإنهزامية؛ والرضا بما هو كائن؛ وتعليق قداسة الفكر والعلم بمتعلقات سياسية ومناطقية مخيفة.

وضع جامعة عدن يعتبر جزء من الوضع العام لمدينة عدن ولليمن برمته؛ لكنه قطاع يعتبر الأشرف والأطهر؛ فليت النخب السياسية تحيطه بلوائح عملية تمنع تلوثه بلوثات السياسية والسلطة والمناطقية.

البحث العلمي والتسابق المعرفي وذلك التميز والإبداع وتسجيل براءة الإختراع ونشر المقالات العلمية المحكمة والمشاركة الفاعلة في الندوات والمؤتمرات الدولية غاب عن هذه الجامعة العريقة ودخلت في سنوات عجاااف.

عملية التغيير قد تكون صعبة ومكلفة؛ وتحتاج تدخل جراحي معقد؛ فالجامعة تعتبر دائرة من دوائر النفوذ السياسي وليست منطقة مقدسة مطهرة من دنس السياسة والمطامع الدنيئة وعملية التطهير يجب أن تكون داخلية وخارجية؛ بحمايتها من العبث السياسي خارجيا؛ وتهيأة مناخ داخلي يستشعر المسؤلية وينطلق من لوائح ترسم معالم الجامعة؛ وليس متنفذين يطوعون الجامعة بكبرها ومكانتها التاريخية لمصالح شخصية.