fbpx
إعادة تعبئة الجيش الأفغاني من أجل صد تقدم طالبان
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تعهّد الرئيس الأفغاني أشرف غني بـ”إعادة تعبئة” القوات الحكومية من أجل كبح تقدم حركة طالبان السريع، حيث بات المتمردون باتجاه مشارف كابول ما جعل السكان يبدون مخاوفهم مما قد تحمله الأيام المقبلة على وقع التقدم السريع لطالبان.

 

وفي إطار مهمة لإجلاء الرعايا، وصل أوائل عناصر مشاة البحرية الأميركية إلى مطار كابول، إحدى المدن القليلة التي لا تزال بيَد القوات الحكومية بعد سيطرة طالبان على قندهار ثاني أكبر مدينة في أفغانستان.

 

وقال غني “إعادة تعبئة قواتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا”. وأفاد عن بدء مشاورات قال إنها “تتقدم بسرعة” داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد “حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني”.

 

ولم يلمح غني إلى أنه سيستقيل أو سيتحمل مسؤولية الوضع الحالي، لكنه قال وقد بدا عليه الحزن وهو يجلس أمام العلم الأفغاني “كمهمة تاريخية، لن أدع الحرب المفروضة على الشعب تتسبب بمقتل المزيد من الأبرياء وبضياع المنجزات التي تحققت خلال السنوات العشرين الماضية، وتدمير المعدات العامة واستمرار عدم الاستقرار”.

 

وبات الوضع الميداني حرجاً للغاية بالنسبة إلى الحكومة، إذ تمكنت طالبان خلال ثمانية أيام من السيطرة على معظم الشمال والغرب وجنوب أفغانستان، أي حوالي نصف عواصم الولايات الأفغانية. وباتت بعد سيطرتها الجمعة على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار على بعد 50 كيلومترا فقط إلى الجنوب من كابول.

 

أنطونيو غوتيريش: إنه من المروع والمحزن أن نرى تقارير تشير إلى هدر حقوق الفتيات والنساء الأفغانيات التي تم الحصول عليها بشق الأنفس

 

ولا يبدو أن الحركة ستبطئ زحفها، فقد سيطرت السبت على ولاية كونار في الشرق وصار بإمكانها أن تتقدم نحو كابول من الشمال والجنوب والشرق.

 

ودارت معارك عنيفة السبت حول مزار شريف عاصمة ولاية بلخ حيث شن الجيش الأفغاني غارات جوية جديدة. وهذا المفترق التجاري هو المدينة الرئيسية الوحيدة في شمال البلاد التي لم تسيطر عليها حركة طالبان بعد.

 

وكابول ومزار شريف وجلال أباد في الشرق هي المدن الرئيسية الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الحكومة. لكن لا يتوقع أن تقاوم لفترة طويلة لأنها تقع في منطقة يهيمن عليها البشتون، الإثنية التي ينتمي إليها أغلب مقاتلي طالبان.

 

ويشعر سكان كابول وعشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا إليها بعد مغادرة منازلهم في الأسابيع الأخيرة بالخوف.

 

وقالت مزدة (35 عاما) التي وصلت إلى العاصمة مع شقيقتها من ولاية بروان شمالا “أبكي في الليل والنهار عندما أرى طالبان تجبر الفتيات الصغيرات على الزواج من مقاتليها (…) رفضت عروض زواج في الماضي (…) إذا أجبرتني طالبان على الزواج فسأنتحر”.

 

من جهته صرح داود هوتاك (28 عاما) وهو تاجر من كابول أنه “قلق بشأن مستقبل” شقيقاته الصغيرات ولا يعرف “ماذا سيحدث لهن (…) إذا ساء الوضع حقًا سنغادر أفغانستان مرة أخرى كما فعلنا مطلع تسعينات” القرن الماضي.

 

ويخشى الكثير من الأفغان، وخصوصا النساء، الذين اعتادوا على الحرية التي تمتعوا بها في السنوات العشرين الماضية عودة طالبان إلى السلطة.

 

فعندما حكمت البلاد بين 1996 و2001 قبل أن يطردها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة، فرضت طالبان رؤيتها المتطرفة للشريعة الإسلامية، فمُنعت النساء من الخروج بدون مرافق ذكر ومن العمل. كما مُنعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة وتعرضت النساء المتهمات بجرائم مثل الزنا للجلد والرجم.

 

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “القلق العميق” إزاء روايات عن سوء معاملة النساء في مناطق استولت عليها حركة طالبان.

 

في إطار مهمة لإجلاء الرعايا، وصل أوائل عناصر مشاة البحرية الأميركية إلى مطار كابول، إحدى المدن القليلة التي لا تزال بيَد القوات الحكومية بعد سيطرة طالبان على قندهار ثاني أكبر مدينة

 

وقال غوتيريش “إنه من المروع والمحزن أن نرى تقارير تشير إلى هدر حقوق الفتيات والنساء الأفغانيات التي تم الحصول عليها بشق الأنفس”.

 

وحلقت مروحيات ذهابا وإيابا في سماء كابول السبت بين المطار الدولي والمجمع الدبلوماسي الأميركي الواسع في المنطقة الخضراء التي تخضع لإجراءات حماية مشددة، بعد 46 عاما على إجلاء مروحيات الأميركيين من سايغون في نهاية حرب فيتنام.

 

ووصلت كتيبة أولى من مشاة البحرية الأميركية إلى العاصمة حيث سيكون دورها تأمين إجلاء الدبلوماسيين والأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة الذين يخشون أعمالا انتقامية تنفذها طالبان.

 

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة إن الولايات المتحدة تعتزم إجلاء “الآلاف من الأشخاص يوميا”، لذلك سينشر البنتاغون قبل نهاية عطلة نهاية الأسبوع ثلاثة آلاف جندي في مطار العاصمة الأفغانية.

 

وتلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها طالبان “لأغراض دعائية”.

 

وأعلنت لندن في الوقت نفسه عن إعادة نشر 600 جندي لمساعدة البريطانيين على المغادرة.