fbpx
هل ستقود الأمم المتحدة تدخل عسكري لوقف الحرب في اليمن؟!

كتب/ علي عبد الله البجيري
عندما يبدي المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن عن قلقه من تدهور الأوضاع في اليمن، ويعرب عن خيبة أمله في نجاح الحكومة الشرعية وكذا سلطة الأمر الواقع الحوثية في إحلال السلام، فماذا ننتظر بعد؟! تحذيرات وبيانات نسمعها بين الحين والاخر يصدرها مجلس الأمن الدولي، بينما الوضع العسكري والسياسي الإنساني يزداد تعقيدا وتدهور ومن سيء إلى أسوأ. امام هذا الوضع الغير محتمل، فان موقف مجلس الأمن الدولي إزائه هو الفشل بذاته، فشل مخزي وأرعن. فهو المسؤول عن تلك الكارثة الانسانية التي تجاوز عمرها السبعة أعوام راح ضحيتها الالاف من الاطفال والنساء جوعا وألما ومعاناة. ما يصدر من بيانات عن مجلس الأمن هي الاخرى تعكس فشل المجتمع الدولي في انقاذ اليمن ووقف الحرب المدمرة التي هي نقطة سوداء على جبين ليس المجتمع الدولي فحسب، بل والمجتمع العربي الغير مبالي بما يحدث في اليمن.
اليمن يعيش واقع سياسي وعسكري مؤلم لم يسبق له مثيل، مقابل غياب اي تحرك دولي او عربي جاد وحاسم لإنقاذ اليمن من ما يعيشه من حروب مدمرة وصراعات سياسية عبثية وأزمات معيشية كارثية، تسببت بها تلك التجاذبات الداخلية والإقليمية والدولية، واتجهت به إلى الضياع الشامل كما نراه على أرض الواقع. وهنا وجب علينا القول انه لا خيار لاحلال السلام في اليمن إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن يفرضه المجتمع الدولي بالقوة العسكرية، كما حدث في يوغسلافيا السابقة، وتحقق به الامن والاستقرار في منطقة البلقان.
اليمن ومنذ عقود يعيش في مستنقع الأزمات والتدخلات الإقليمية التي تدمي جراحاته وتدعم تمزق نسيجه الاجتماعي وتهدد مستقبله..لقد وجدت قوى إقليمية ودولية فرصة سانحة لاستثمار الصراعات اليمنية، من أجل العثور على موطئ قدم لها تُحقق من خلاله أهدافها المختلفة، ولم تعد عمليات تقاسم النفوذ في اليمن سراً خافياً على أحد، هناك قوى يمنية ارتهنت للقوى الاقليمية من أجل السلطة والنفوذ والمال، بل إن بعض هؤلاء الفاعلين لا يعيرون قيمة للبلد ولا يقيمون وزناً للمعايير الوطنية والأخلاقية.
نقول ان الشرعية وحكومتها، وانصار الله ومليشياتهم لم يتعظوا من التاريخ، فأكبر همهم هي” السلطة وجمع الأموال ” فالشرعية اليمنية أختارت إدارة البلاد من الخارج، وتركت اليمن يقبع في أتون الاحتراب ويغرق في أزمات الجوع والمرض والفقر وانهيار العملة.
هناك أطراف يمنية ليس من مصلحتها وقف الحرب خوفاً على فقدان مصالحها المالية والتجارية وتوقف الجبايات التي يفرضها أمراء الحرب من الجانبين ..اليمن بحاجة إلى تدخل دولي وفرض حكومة وطنية تقنع العالم بفعاليتها ونزاهتها وقدرتها على محاربة الفساد والإرهاب واستبعاد قواه الحقيقية التي تتواجد في هرم الشرعية الإخوانية وقيادة المليشيات الحوثية.
الأمم المتحدة مع الأسف عاجزة في مساعيها، حتى مع تعيين المبعوث الجديد السويدي” هانز غراند” برغ فنحن نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً. نجاح جروندبرج في مهمته لن تحققه الأمنيات أو التعهدات المسبقة، وإنما باعتراف الأمم المتحدة بأن هناك خللاً في مقاربتها للأزمة اليمنية، وبدل استبدال هذا المبعوث بذاك، عليها أن تعترف بفشل الجهود الدبلوماسية، وتتقدم بخطة واضحة إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بالتدخل العسكري الدولي لوقف الحرب وانقاذ شعب يحتضر بسبب حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
أننا نقف اليوم أمام حائط مسدود جراء ممارسات «شرعية الاخوان ومليشيا الحوثي »، وبدا أننا في مواجهة ثلاثة سيناريوهات ، إما الاستسلام« لشرعية الإخوان» وتسليمهم رقاب اليمنيين، لتحويلها إلى «ولايات إسلامية»، وإما التشيع والتحوث بما تفرضه جماعة أنصار الله الحوثية الايرانية من افكار، أما السيناريو الثالث وهو ما نراه يطبق على أرض الواقع، وهو “الدخول في فوضى عارمة واحتراب داخلي لا نهاية له”.
الخلاصة.. يبدو واضحاً من ما أشرنا إليه اعلاه، أن الطريق إلى المستقبل ليس مُعَبداً أو مفروشاً بالورود كما أنه لا يتحدد بالأمنيات الطيبة والاحلام، لكنه يحتاج على حد تعبير (ونستون تشرشل) إلى الدم والعرق والدموع.