fbpx
تعقب تحركات الإخوان في الجنوب
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

يجد المجلس الانتقالي الجنوبي صعوبة في تفكيك هياكل حزب الإصلاح الإخواني بسبب عملها تحت عناوين مختلفة بينها جمعيات وأنشطة خيرية لإبعاد الشبهات عنها، في وقت ينظر إليها المجلس على أنها خلايا نائمة يمكن أن تتحرك في أيّ لحظة لتهديد الاستقرار في عدن.

 

وتولى المجلس الانتقالي إغلاق مقر جمعية الإصلاح الخيرية، بمديرية دار سعد محافظة عدن، وأصدر قرارا بمنع الجمعية من “ممارسة أيّ نشاط بالمديرية، بعد رصد أنشطة مشبوهة قامت بها”.

 

و”قضى القرار بعدم التعامل مع الجمعية وإغلاق مقرها ومنع دخولها أيّ مرفق حكومي وإخراجها من المديرية، ومنع كافة الجمعيات والمنظمات والمبادرات المرتبطة والمتعاونة معها”.

 

ويتوقع أن تكون هذه الإجراءات خطوة أولى ستتبعها خطوات مماثلة في باقي مديريات عدن الثماني من أجل تفكيك النفوذ الخفيّ للإخوان في الجنوب. ويخشى المجلس أن تكون هذه الجمعيات غطاء للتحريض أو يتم من خلالها التجهيز لاستهداف الأمن في العاصمة عدن.

 

وأعاد التراشق الإعلامي والسياسي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وأطراف في الحكومة اليمنية بعد عودة هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني إلى حضرموت، تسليط الضوء مجددا على صراع خفي بين الطرفين للاستحواذ على النصيب الأكبر من كعكة المناطق المحررة في جنوب .

 

وبينما أبدى الانتقالي رفضا حاسما لعقد جلسات المجلس في وادي حضرموت على اعتبار أن ذلك يمثل استفزازا للجنوبيين وخروجا عن جوهر التوافق الذي تضمنه “اتفاق الرياض”، تمضي الشرعية قدما في بسط نفوذها على محافظات جنوبية لم يتمكن الانتقالي من حسم الصراع حولها.

 

جماعة الإخوان النافذة في الشرعية تتّبع نفس التكتيك القديم القائم على الاختباء خلف الشرعية

ووفقا لمراقبين ينظر المجلس الانتقالي إلى تحركات الشرعية في المحافظات الجنوبية بوصفها أنشطة لحزب الإصلاح الإخواني الذي يناصبه العداء والذي يتهمه بالتسلل إلى الجنوب تحت عباءة الحكومة اليمنية ومؤسساتها.

 

كما يتهم الانتقالي الحكومة الشرعية بأنها خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، بما في ذلك الجيش الوطني الذي خاض المجلس معه العديد من المواجهات، قبل أن يتمكن من حسم المعركة لصالحه وتحجيم نفوذ الشرعية ومن خلفها الإخوان في العاصمة  عدن، ليبسط المجلس سيطرته عمليا في أعقاب المواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة في أغسطس 2019 وانتهت بطرد القوات الحكومية التي تمكّنت بدورها من السيطرة على محافظة شبوة واحتلالها.

ويؤكد المراقبون أن جماعة الإخوان النافذة في الشرعية مازالت تتّبع نفس التكتيك القديم القائم على الاختباء خلف مؤسسات الدولة في مواجهاتها السياسية والعسكرية وتصدير شخصيات جنوبية لمواجهة المجلس الانتقالي، والعمل على استراتيجية طويلة النفس لتضييق الخناق على المجلس وتأليب التحالف العربي عليه، إضافة إلى خلق بؤر توتر في مناطق سيطرته.

 

ويشير هؤلاء إلى أن المجلس تمكّن من تحجيم نشاط الإخوان فعليا في محافظات بعينها مثل عدن والضالع ولحج وجزء من أبين، لكن تلك المناطق ما تزال تشهد نشاطا خفيا لهذه الجماعة التي تدير خلايا نائمة وتعمل على تأجيج الاحتجاجات الشعبية تحت عناوين خدمية ومطلبية أحيانا ومناطقية وقبلية أحيانا أخرى.

 

واستطاع الإخوان بعد مواجهة أغسطس 2019 تعويض خسارتهم لعدن التي كانت تشهد حالة توازن هش بين قوات الانتقالي وقوات الحكومة، من خلال إحكام السيطرة على محافظة شبوة بشكل كليّ وإنهاء أيّ حضور عسكري للانتقالي هناك بعد تصفية وجود “النخبة الشبوانية”، ليتسع الأمر بعد ذلك إلى تضييق الخناق على أيّ تواجد أو تأييد قبلي أو اجتماعي لأنصار الانتقالي وقمع أيّ أنشطة أو تظاهرات يقومون بها.

 

وسوم