fbpx
نهاية الشرعية بين الاغتراب الخارجي والتحلل الداخلي

 

باسم فضل الشعبي

تمضي الايام مسرعة، ومعها تمضي السلطة الشرعية متدحرجة من حالة الي اخرى، في ظل صمت وعجز قياداتها، والاحزاب التي باعت نفسها بثمن بخس مقابل رهن اليمن للمجهول.

ان المكوث في المنفى، او ما يمكن تسميته بالاغتراب الخارجي كل هذه المدة التي تتجاوز الست سنوات، يخصم من رصيد السلطة الشرعية، ويصيرها سلطة بلاشرعية، لانها عزلت نفسها عن الواقع، وابتعدت عن الوطن الذي يفترض انها سلطته الحاكمة التي تحكمه من الداخل وليس من الخارج.

كل المبررات التي تسوقها السلطة الشرعية لتبرير وجودها خارج البلاد تبدو غير واقعية، وهي التي تقول انها تسيطر على 80 بالمئة من الارض اليمنية، بينما لم تستطع تؤمن بضعت كيلوا مترات للعودة اليها في صورة تنم عن عجز وفشل حقيقين، ورغبة في الاستمرار بالمتاجرة بالحرب، ومعاناة الشعب من خارج الحدود دون وازع من ضمير.

في قاموس العالم الشرعية لمن يسيطر على الارض، وشرعية المنفى لاشرعية لها، ويبقى الاعتراف الدولي بها عبارة عن حالة مؤقتة سيزول مع خسائرها المستمرة على الارض، وعدم قدرتها على تحقيق انتصارات حاسمة على جماعة الحوثي شمالا.

لو تمكن الحوثيون من دخول مارب، سيعجل بنهاية الشرعية المنتهية تماما، وسيدفع الي تغيير المواقف الاقليمية والدولية تجاهها، فلربما يسحب العالم الاعتراف بها بصورة صريحة وواضحة، ويتجه للاعتراف بالحوثي باعتباره سلطة امر واقع تسيطر على الشمال.

كل يوم تمر تتحلل فيها السلطة الشرعية، لاسيما في الجنوب، فهي تنتهي في الشمال وتزول، وتتحلل في الجنوب بصورة يومية بكل ادواتها، لانها ترفض ممارسة مهامها من الداخل، وتابى الا ان تظل سلطة مارقة بدون دولة،وأداه للتنكيل بالناس الذين تمنع عنهم المرتبات لشهور طويلة، والخدمات بصورة مستمرة، وهو ما يجعلها تتحلل من وظائف الدولة وتتحول الي جماعة وسلطة جباية ونهب للموارد والمنح والقروض.

تجني السلطة الشرعية شهريا نحو 285 مليون دولار ويزيد من قيمة اربعة ملايين برميل نفط تستخرجها من ابار حضرموت، وتبيعها في الخارج بالعملة الصعبة، وتودعها البنك الاهلي السعودي، ثم يتم انفاقها كمرتبات للحكومة ووزرائها ووكلاءها وللرئاسة وبقية الحاشية في الخارج، حيث تحصل الحكومة على زهاء اربعة ملايين دولار، بينما تحصل الرئاسة على مايزيد من خمسة ملايين دولار.. وهكذا دواليك يتم الانفاق، بينما الجميع يعيش في الخارج دون مهام حقيقية.

لم يتبقى للشرعية في الشمال غير محافظة صغيرة ومهددة وهي مارب وشارعين في تعز من 15 محافظة وفي الجنوب ليس بحوزتها سواء محافظتين ونصف من ثمان محافظات ومع ذلك تصر انها السلطة الشرعية للبلاد وتريد العودة لصنعاء.

لقد كشفت معركة البيضاء الاخيرة التي قادتها قوات جنوبية ان السلطة اللاشرعية لم يعد في حساباتها تحرير البلاد، وانما ادارة الحرب بالاسلوب والكيفية التي هي عليها، لان ادارة الحرب توفر لها الامكانات والاموال الطائلة، اكثر من تحملها لمسؤولية ادارة البلاد، لذا فهي ترفض التحرير ثمنا لاستمرار المصالح الشخصية لقادتها، ومعركة البيضاء كشفت زيف وشعار التحرير بصورة اكثر وضوحا لدى السلطة الغير مسؤولة.

تخسر السلطة اللاشرعية يوميا نفوذها وحضورها داخل اليمن، وفي المقابل تخسر حضورها في الخارج، وتقوض سلطتها بصورة كبيرة بسبب وجودها في المنفى، ونتيجة تحللها في المناطق المحررة التي تفقد فيها وظيفتها باستمرار، ويتوقع كثيرون ان استمرار الحرب لايصب في مصلحة سلطة هادي ذلك الرئيس المرعوب الذي يرفض العودة لبلاده، وانما في مصلحة خصومها شمالا وجنوبا بدون ادنى شك.

وفي الاخير قد يواجه حزب الاصلاح الفرع اليمني للاخوان المسلمين مصير ما يحدث للاخوان في تونس او ما حدث في مصر، والمعلوم ان الاصلاح هو من يسيطر على الرئاسة اليمنية، وقواته تحتل محافظة شبوة ومدينة سيئون او وادي حضرموت، وهناك من يرى انه قد يواجه مصير ما حدث في سقطرى، بسبب الرفض الشعبي له في هاتين المنطقتين الغنيتين بالنفط والغاز، وبالتالي تخسر السلطة الشرعية حضورها ووجودها جنوبا، وتزول وتتلاشى شمالا،انها نهاية مستحقة لسلطة لم تقدر حجم المسؤولية الوطنية يوما ما.