fbpx
المهندس محسن عوض . . . وداعاً!!!

د عيدروس نصر
فارس آخر من فرسان العطاء والتفوق والإبداع، يغادرنا إلى عالم الملكوت الرباني الأبدي.
إنه المهندس محسن عوض عبد القوي بن دعبان، الذي وافته المنية يوم أمسوكان خبر وفاته مثار حزنٍ والمٍ كبيرين.
نشأ الفقيد في منطقة شعب العرمي، اليهرية بيافع (مديرية رُصُد اليوم)، وهاجر طفلاً صغيراً بصحبة والده وأخيه الناشط السياسي الأستاذ علي عوض عبد القوي ليستقر في دولة الكويت الشقيقة ويكمل تعليمه الابتدائي، والثانوي هناك.
بعد الثانوية حصل الفقيد على منحة لدراسة الهندسة المعمارية في جمهورية مصر العربية، بصحبة رفيق دربه الطبيب المشهور، الدكتور غالب السعدي، وبعد التخرج عاد للعمل في دولة الكويت في حين انتدب زميله، د غالب للعمل في مستشفى الكويت بصنعاء.
في العام ١٩٩٠ عين فقيدنا المهندس محسن، في إدارة الإسكان بمحافظة أبين ، وهناك تعرفت عليه وجها لوجه، رغم كل ما سمعت عنه من شقيقه زميلي علي عوض، ومن د غالب والأستاذين العزيزين، المرحوم محمد حسين عبد الله والأستاذ عبد الله محمد صالح، زميليه في الاغتراب والدراسة في دولة الكويت الشقيقة.
تميز الفقيد بدماثة الخلق والتواضع والصدق والجدية والروح البشوشة والميل إلى العمل والمثابرة ولم ينفق وقتا طويلاً ولا حتى قصيراً في اللهو واللعب والتسلية، وهذا كان أحد أسباب تفوقه العلمي والمهني.
بمجرد تعيينه في إدارة الإسكان محافظة أبين تولى إدارة الشؤون الهندسية وأشرف على تخطيط مدينة زنجبار الجديدة في العام ١٩٩٠ قبل ان تختطفها عصابات الفيد والغنيمة.
كنت شاهداً على ذلك التصميم الجميل الذي يعكس شخصية صاحبه وأهليته ومدنيته وتطلعه للمستقبل، فقد احتوى التصميم جميع المرافق الحيوية، من مدرسة ومركز صحي، ومدينة ألعاب وحدائق، ومسجد وشوارع ذات اتجاهين وجولات تقاطع، وكل ما تتطلبه المدينة المعاصرة من مرافق ومنشآت.
غاب الفقيد عن المشهد مثلما غبنا كلٌ في اتجاه، ولم ادر أين اتجه إلى أن قابلته عام ٢٠١٥ في مكتب السيد عبد الحكيم السعدي بجدة وعرفت أنه يعمل لدى مؤسسة العيسأي العقارية.
وبهذا المصاب الحزين أعزي اولاده وأسرته واخص زميلي الأستاذ علي عوض عبد القوي وأولاده وأولاد الفقيد الأستاذ بدر عوض عبد القوي، وكل أهلنا في شعب العرمي، وكل زملاء الفقيد واصدقائه ومحبيه.
سائلا المولى العلي القدير أن يرحمه ويغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح، وأن يلهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
.