fbpx
القمة الثالثة للمشرق الجديد خطوة في الإتجاه الصحيح

كتب/ علي عبد الله البجيري

يعاني عالمنا العربي من انقسامات سياسية تصل حد الوقوف ضد المصالح العربية نفسها. انقسامات تعصف بقواه وقدراته وسط أزمات عالمية ليست هيّنة، وأعاصير سياسية وبيئية ووبائية خطيرة.

وحتى لا تفقد هذه الأمة بوصلة السلامة وسط هذه الإنقسامات والأعاصير علينا مراجعة حقائق التاريخ والمصالح، وترك التبيانات التي تنتج الصراعات والتلاقي فيما ينفع ولا يضر بمستقبل عالمنا العربي. فعالم اليوم عالم متغير لن يرحم الضعفاء القابعين في الماضي، فالتحديات القادمة إذا تأملناها وجدنا أننا جميعًا فى قارب واحد تتقاذفنا أمواج عالية ورياح عاتية .

علينا الاعتراف بأن الجامعة العربية فشلت في قيادة السفينة إلى بر الامان، ومعها فشلت القمم العربية التي تحولت إلى مجرد قمم للمجاملات تبداء بكلمات ” الشكر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة” وتنتهي بالبيانات المستنسخة من ما قبلها من قمم. ، فهل قمة المشرق العربي بارقة أمل لأمة فشلت في مواجهة تحديات العصر والزمن.؟!

المشرق الجديد هو تحالف عربي يضم كل من مصر والعراق والاردن يعتمد على توظيف نقاط القوة لدى الدول الثلاث للاستفادة القصوى منها داخل التحالف، ومن المشاريع الاقتصادية العملاقة التي يبشر بها انشاء خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق وصولا إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم إلى مصر، يحصل الأردن منه على النفط العراقي بسعر أقل من سعر السوق الدولي، فضلاً عن رسوم العبور، فإن مصر ستستفيد من عملية تكرير جزء من هذا النفط العراقي على أراضيها، في حين يستورد العراق الكهرباء من مصر، كما يمكنه الاستفادة من الخبرات والكوادر المصرية في عملية إعادة الإعمار، وستتم الاستفادة من إمكانيات الأردن في مجال النقل نظرا لامتلاكه قدرات كبيرة في هذا المجال، إضافة إلى تصدير السلع من الأردن ومصر إلى العراق.

إن قمة بغداد الثلاثية التي عقدت، الأحد الماضي 27 يونيو 2021م، وجمعت قادة مصر والعراق والأردن، هي القمة الثالثة بعد قمتي القاهرة وعمّان، تأتي في وقت يحتاج فيه العرب إلى ما يجمع شملهم، ويوحّد موقفهم وقرارهم، وينهي حالة الانقسام والتذرّر التي يعيشونها، والبحث عن المصالح الاقتصادية المشتركة.

إن قمة «الشام الجديد» وفق تعبير رئيس الوزراء العراقي، أن نجحت اهدافها تدشن مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، وهي كما أشار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بداية «لشراكة استراتيجية وتعاون وثيق بين الدول الثلاث.
قمة عربية مصغرة تبحث في الاقتصاد والمصالح المشتركة هو ما تحتاجه أمتنا العربية في عالم عنوانه المصالح الاقتصادية المشتركة، نعم لقد شكلت القمة إنجازاً مهماً انعكس من خلال البيان الختامي الذي  لخص ما تحقق وتم الاتفاق عليه في: التأكيد على تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين العراق ومصر والأردن في المجالات كافة.، تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة بين الدول الثلاث، المضي قدماً في استكمال خط الغاز العربي، وتأطير التعاون والتكامل الصناعي، وضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي، وتشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية، والتعاون في مجالات النقل.
إنها بداية طيبة نأمل أن تشكل نقلة فعلية وعملية من التعاون بين الدول الثلاث، إضافة إلى ما تم الاتفاق عليه من مواقف مشتركة تجاه القضايا السياسية الراهنة، وأهمها :

التعاون المشترك في مواجهة الارهاب ، ودعم العراق في جهوده لترسيخ الأمن وفرض السيادة الوطنية ومنع التدخل في شؤونه الداخلية، ودعم مصر والسودان في قضية سد النهضة، والتأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وقيام دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ورفض إجراءات إسرائيل التي تقوّض فرص تحقيق السلام العادل.
والخلاصة. مشرق عربي يحمل أمل جديد، نتمنى أن يشكل محطة هامة لمرحلة جديدة. وأن يحمل بشارة خير لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك ، على ان لا يخضع للمؤثرات الإقليمية وتنخره المصالح الشخصية.