fbpx
الشاعران الجنوبيان الناصري والخالدي.. ولو شعب الجنوب اتوحَّد!!

 

علي_صالح_الخلاقي

هناك زوامل مؤثرة وقوية، يرددها الناس لأنها تعبر عما يجيش في قلوبهم..ومن أشهرها زاملان لكل من الشاعرين شائف الخالدي رحمه الله، وعلي الناصري العوذلي، أطال الله عمره، نظم الشاعران تلك الزوامل في ظروف مشابهة، بعد حرب احتلال الجنوب، واتفقا على أن تفرق الجنوبيين واختلافهم كان السبب الرئيسي لهزيمة الجنوب في تلك الحرب التي قضت على الوحدة وحولتها إلى احتلال.
فقد اشتهر الشاعر الشعبي القدير علي ناصر الناصري العوذلي بزامله الذي قاله في السوداية- بمحافظة البيضاء بعد حرب 94م، رداً على شاعر من السوادية اسمه صالح الخضر ، كان قد بدأ مخاطباً الناصري منتشياً مما جرى في حرب بعد احتلال الجنوب..بقوله:

حيا الله الليلة قدوم العوذلي
ماشي حنق لحنا طهشناكم طهوش
خذنا مواقعكم وهشنا بُوشكم
والبنك كسرناه ذي فيه القروش

ثارت حمية الشاعر الناصري وهو الضيف لديهم، وجاء ردّه مزلزلاً، فقال:

الله يحيي كل من حيا بنا
ما يصبح الميراج يربشها ربوش

ياذي ذكرت الطهش ماهي عادتك
شُف ليلة القدر اعطتك فرصة تهوش

لو لا الخلل والشرخ ذي بيناتنا
كان امثعالب ما كَلَت رزق الوحوش

في تسعة وسبعين جينا لا هنا
نهار فريتوا وخليتوا الحيوش

ظلت غرابين السمأ توكل لها
توكل من اعضامك وهي فوق النعوش

والشاعر هنا يؤكد أن ما جرى صيف 94م سببه اختلاف الجنوبيين، وهو الأمر الذي مكّن الشماليين من احتلال الجنوب، ولم ينَسَ أن يذكره بما جرى لهم من هزيمة مرة في معركة 1979..
وهناك من يُنسب هذا الرد للشاعر الشعبي شائف الخالدي، وهو خطأ..
لكن للشاعر الخالدي زامل قريب منه وفي نفس المعنى والقوة قاله عام 1997م في بيت مدير أمن عدن حينها محمد صالح طريق، حينما استدعاه للحضور لوجود شعراء من مأرب تجمعه بهم سابق معرفة ، وكانوا قد اتفقوا على صياغة زامل مسبقاً يستقبلون به الخالدي لاستفزازه وتعجيزه ساعة وصوله.. وكان زاملاً مستفزاً حقاً..يقول:

راح الحزب يا بو لوزه
ماشي من كلامك ماشي
بعد الهيمنة والسلطة
حزبك راح واصبح ماشي

وقبل أن يجلس الخالدي في مكانه المخصص بجانب شعراء مأرب، أبى هاجسه العنيد إلا أن يرد بقوة،وبما يشفي غليله، فارتجل مباشرة الرد التالي قائلاً:

لولا الوقت ذي خلاني
طير أمرد بدون اَرْيَاشي
لو شعب الجنوب اتوحد
والله ما بقي دحباشي

رحم الله الشاعر الخالدي، وحفظ الله الشاعر الناصري، وعلينا أن نتعظ من العبر والدروس التي لخصها الشاعران في مضمون ردهما المفحم، وكفاناً تمزقاً واختلافاً ..