fbpx
احتلال شبوة.. احتلال ضار – نافع

أ.د. خالد مثنى حبيب.

احتلال شبوة من قبل القوات الشمالية للمرة الثانية يُعدُ حدث ضار – نافع مكَّن المجتمع الشبواني من إجراء مقارنة حقيقية بين حكم النخبة الشبوانية وحكم القوات الشمالية (الاحتلال الأول من قبل القوات العفاشية -المؤتمرية + الاحتلال الثاني من قبل القوات الإصلاحية -الإخوانية).

ففي عهد النخبة الشبوانية تم تقديم نموذج رائع لأمن الدولة المدنية المنشودة، إذ شعر المجتمع الشبواني بالحرية والأمن والأمان وانحسار الثأر ومنع حمل السلاح بالمدن الرئيسية كل ذلك يعود الى ان رجال النخبة ينتمون اليه ومن ابناءه ومنه فيه، لم يبطشوا بأهلهم ولم يقيدوا حرية أحد أكان شبواني او جنوبي أو حتى شمالي الا في حالات الجنايات الواضحة ، لم يستفزوا احد ولم يصادروا مال أحد ولم يقطعوا طريقاً قط.

في حين قدمت القوات الشمالية المرابطة على مداخل مدينة عتق والمنتشرة في ارجاء محافظة شبوة نموذجاً استبدادياً يتمثل في استفزاز أصحاب الأرض وإذلالهم واعتقالهم وقتلهم بدم بارد ناهيك عن ممارستها الحرابة وقطع الطرق التي نهى عنها الإسلام وكل شرائع الأرض والسماء وكان آخرها ما تعرض له أعضاء الجمعية الوطنية لانتقالي حضرموت من اختطاف في شبوة أثناء عودتهم من عدن .

 

ومهما حاول الاحتلال الشمالي إن يذر الرماد على العيون ويغطي على جرائمه برشوة بعض شيوخ شبوة من ثروات شبوة، ومهما حاول الاحتلال إن يقدم المحافظ بن عديو كديكور يخفي خلفه السلوك الاستعماري الاستبدادي للاحتلال من خلال تبنيه لبعض المشاريع الديكورية ذات النمط الاستهلاكي التي تصب أخيرا في خدمة الاحتلال ذاته ، فلن يستطيع تزييف وعي أبناء شبوة ، ستضل شبوة – بلد التاريخ والحضارة والأصالة – عصية على الغزاة جنوبية الهوى والهوية , وستقول كلمتها الفاصلة في طرد الاحتلال تحت قيادة النخبة الشبوانية قريباً انشاء الله.