fbpx
الغرب يسارع لدعم الجيش اللبناني المنهك ماليا ومعنويا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تنظم باريس الخميس، مؤتمرا دوليا لتأمين مساعدات طارئة للجيش اللبناني الذي يعاني في الصميم من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها لبنان منذ نحو عامين.

 

وتأثر الجيش اللبناني إلى حد بعيد بالأزمة غير المسبوقة التي تعصف بالبلاد منذ العام 2019، والتي قال عنها البنك الدولي إنها أحد أسوأ الانهيارات التي شهدها العالم في السنوات الـ 150 الماضية.

 

ويفرض الانهيار الاقتصادي ضغوطا غير مسبوقة على القدرات العملياتية للجيش، مما يؤدي إلى القضاء على قيمة رواتب الجنود وتدمير الروح المعنوية. ويعرض هذا التدهور للخطر إحدى مراكز القوى القليلة التي توحد اللبنانيين في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية والجريمة وسط ارتفاع دراماتيكي في نسب الفقر.

 

ودفع هذا الوضع الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا إلى التحرك، خصوصا وأن الأمور تتجه في البلاد نحو المزيد من الانسداد وسط مخاوف متصاعدة من انفجار شعبي وأمني.

 

وتشارك حوالي عشرين دولة من بينها الولايات المتحدة ودول الخليج وعدة دول أوروبية في المؤتمر الافتراضي فضلا عن ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، على ما أوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأربعاء.

 

فرانك ماكنزي: الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الجيش اللبناني

 

وأفادت مصادر من داخل المؤسسة الدفاعية الفرنسية “منذ أشهر عدة يواجه الجيش اللبناني صعوبات في تأمين حاجاته الأساسية” المتعلقة بالغذاء وصيانة العتاد، مضيفة “ما يزيد من خطورة المشكلة هو أن الجيش اللبناني مؤسسة أساسية تحول دون تدهور الوضع الأمني في البلاد بشكل كبير”.

 

وأوضح أحد المصادر أن الجيش اللبناني فصّل “حاجات محددة جدا” على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما من الأدوية وقطع الغيار لصيانة العتاد تقدر قيمتها “بعشرات ملايين اليورو”.

 

وأضافت المصادر في باريس أنه يجب حشد المساعدة “في أقرب فرصة ممكنة” مشيرة إلى “خطورة الوضع وطابعه الملح”. وسيناقش المجتمعون الخميس الشكل الذي ستتخذه المساعدات من تحويل أموال أو ارسال سلع فضلا عن قسائم غذائية وغير ذلك.

 

وستفتتح بارلي المؤتمر مع نظيرها الإيطالي لورنزو غيريني في روما ونظيرتها اللبنانية زينة عكر في بيروت. ووعدت الولايات المتحدة بمساهمة خلال لقاء جمع بارلي الثلاثاء في بروكسل بنظيرها الأميركي لويد أوستن.

 

وقال الجنرال فرانك ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر إن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الجيش اللبناني. وأضاف “إنهم أحد عناصر السلطة اللبنانية الذين يعملون بشكل جيد للغاية، ونعتقد أنه يجب أن يظلوا التعبير الوحيد عن القوة العسكرية للدولة في لبنان”.

 

وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي تدهور وضع الجيش إلى تعزيز تموضع ميليشيا حزب الله التي باتت تشكل بمثابة جيش مواز من حيث عدد عناصرها وحجم التسليح، لا بل أن الأوساط الاستخبارية تجمع بأن حزب الله يملك من العتاد ما يفوق قدرات الجيش.

 

وسبق وأن شن حزب الله خلال الأشهر الأخيرة حملات تستهدف الجيش اللبناني، لاسيما مع تزايد الاهتمام الغربي بعم.

 

ويفترض أن تعلن فرنسا التي سبق أن قدمت للجيش اللبناني مساعدة تفوق قيمتها مليون يورو في مطلع السنة الحالية، إرسال مستلزمات طبية مضادة لكوفيد-19 وقطع غيار للآليات المصفحة والمروحيات.

 

وأضافت المصادر في وزارة الجيوش الفرنسية أن الحاجات تشمل “الوقود والزيوت والإطارات والبطاريات ما يظهر الطابع الحرج للوضع”.

 

ولن تشمل المساعدة شراء عتاد أو دفع أجور إذ أن الأسرة الدولية تشترط لتوفير أي دعم اقتصادي ومالي للبنان إجراء إصلاحات بنيوية لم تتبلور حتى الان مع غياب تشكيل حكومة.

 

ويتخبط لبنان في أزمة سياسية منذ أغسطس الماضي في ظل عجز القوى عن التوصل إلى توافق بشأن تشكيل حكومة جديدة تتولى الإصلاحات الهيكلية المطلوبة للاقتصاد.

 

ويعوّل الجيش اللبناني على الحصول على مساعدات طارئة، وفق ما أفاد مصدر عسكري الأربعاء في بيروت. وقال المصدر العسكري “نحن بحاجة إلى مواد غذائية، إلى طبابة وإلى دعم العسكريين في رواتبهم”، مشدداً على أهمية الدعم “حتى يستمر الجيش في ظل هذه الأزمة الاقتصادية”.

 

وأضاف “يؤثر تدهور قيمة الليرة على العسكريين.. لم تعد رواتبهم تكفيهم”.

 

وقبل انفجار الأزمة كان الجندي اللبناني يكسب ما يعادل 800 دولار شهريًا، لكن ذلك انخفض الآن إلى أقل من 100 دولار شهريًا. وهذا الوضع ينطبق على الضباط حيث انخفضت قيمة رواتبهم إلى حوالي 400 دولار شهريًا.

 

الانهيار الاقتصادي يفرض ضغوطا كبيرة على القدرات العملياتية للجيش اللبناني، مما يؤدي إلى القضاء على قيمة رواتب الجنود وتدمير الروح المعنوية

 

وشدد الجيش الانفاق قبل نحو عام، وأعلنت قيادته أنها ستتوقف عن تقديم اللحوم في الوجبات المقدمة للجنود أثناء الخدمة. ولا يزال يقدم لعناصر الجيش علاجا طبيًا مجانيًا ، لكن من هم في الخدمة يقولون إن الجودة والفعالية قد تدهورتا بشكل حاد.

 

وقال جندي يبلغ من العمر 24 عاما كان استقال من الجيش في مارس الماضي بعد خمس سنوات من الخدمة “روحي المعنوية تحت الأرض”.

 

وأضاف أنه بحلول الوقت الذي غادر فيه، كان الراتب البالغ 1.2 مليون ليرة لبناني بالكاد يكفيه للطعام والسجائر والمواصلات. وتحدث لوكالة أسوشيتيد برس شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام.

 

وقال محمد العليان، الذي تقاعد قبل عامين بعد أكثر من 27 عامًا في الجيش إن حادث تحطم الطائرة قضى على أجره في نهاية الخدمة، وبدلاً من التقاعد اللائق، يجب عليه الآن أن أن يبحث عن مورد عمل جديد لإعالة ابنتيه التوأم اللتين تبلغان من العمر 12 عامًا.

 

وتساءل العليان “ما الحافز الموجود حاليا للجنود الشباب؟”. وقال في إشارة إلى السياسيين: “لقد ضحيت كثيرًا من أجل بلدي، وانظر كيف انتهى بي المطاف بسبب هذه المافيا”.

 

وتحذر أوساط لبنانية من إمكانية أن يدفع الوضع المأزوم إلى فرار الجنود وتفكك المؤسسة، وقد سجلت بعض الحالات، بيد أن الأمر لا يزال تحت السيطرة.

 

ومنذ انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع في الرابع من أغسطس أكثر من مئتي قتيل وأحدث دماراً واسعاً، يعتمد الجيش إلى حدّ كبير على مساعدات غذائية أبرزها من فرنسا ومصر والولايات المتحدة والعراق. كذلك قدّمت دول أخرى مساعدات طبية.

أخبار ذات صله