fbpx
إلى متى السكوت والوطن ينهار؟؟

 

كتب – علي عبد الله البجيري.
وكأنه كُتب على الجنوب أن ينطبق عليه المثل القائل « يستاهل البرد من ضيع دفاه ».. هذا المثل يتوائم مع وضعنا نحن الجنوبيين عندما أمنا بالشعارات القومجية وهرولنا مسرعين الى مكان ليس مكاننا، ذهبنا دون تروي ولا دراية. تركنا ارثنا وتاريخنا وأضعنا دولتنا ووطننا وتنازلنا عن سيادتنا ، على أمل ان تتحقق لنا أمجاد وهمية، معتقدين  بأننا سنظفر بها في ذلك المكان والزمان الغلط. وهاهي النتيجة ان تعرضنا في ذلك المكان للمكر والخديعة، لولا انه بعد ان سالت دمائنا استنهضنا وافقنا من احلام اليقظة ولو متاخرا. وهكذا انطبق علينا ذلك المثل الحكيم في معناه والعميق في مغزاه “يستاهل البرد من ضيع دفاه”
فمنذ  وحدة عام 1990م،  وما تلاها من غزو في عامي 1994و 2015م للجنوب، والكوارث تتوالى على مدينة عدن. واخرها  ما سببته تداعيات الأحداث الأخيرة، التي زادت من تفاقم  المأسي على الجنوب بما فيها  إثارة الفتن الداخلية بين ابناء الوطن الواحد ولا تزال تداعياتها حتى اليوم، ضف اليها تلك المحاولات التي تستهدف تقسيم  الجنوب من خلال مشاريع الأقاليم  الفاشلة، وصولاً إلى تأسيس كيانات سياسية متعددة هجينة لا تمثل الجنوب وشعبه وتاريخه النضالي.. كل هذه المصائب فتحت الطريق لانتشار الفساد ونهب الأراضي  وثروات البلاد وسرقة المال العام على كل المستويات السياسية والمالية والإدارية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وصولا إلى ما نحن عليه اليوم.
مع الأسف بعض القوى السياسية  لايهمها إلا مصالحها، فوجدت ضالتها في دولة الشرعية التي  تركت  الابواب مفتوحة لمن يريد ان يسرق أكثر، ويمارس الفساد أكثر، إلى درجة أن «اتسع الخرق على الراتق»، فاستشرى الفساد، وتعذر الإصلاح، وصار الفساد هدفاً لكل من يتولى أي منصب، خصوصاً في غياب الرقابة والمحاسبة. هناك أزمة في الكهرباء والماء، هناك تخريب متعمد للمؤسسات الخدمية تدعمه قيادة الشرعية ودول اقليمية معروفة، أوضاع خطيرة  تشكل كارثة – إنسانية وأخلاقية، تتحملها الحكومة المتجردة من اي واعز وطني ، وهي مثال على الفساد والإهمال والاستهتار الذي يعم كل المؤسسات . لقد بات الفساد مثل “الأرضة “لا يهمها نوع الخشب ومكانته ومتانته.
كم سمعنا عن الاجتماعات الطارئة لحكومة الشرعية والإجراءات الاعلامية التي تتخذها حكومة د. معين عبد الملك والتي تنتهي  بتشكيل لجنة للتحقيق، عملا بالمثل الذي يقول” إن أردت تمييع قضية فشكل لها لجنة” بعيدا عن ملامسة الأزمة وتوفير العلاج المطلوب. فالفساد المستشري يحتاج إلى عمل جراحي استئصالي شامل، بينماالوطن يتمزق والسيادة الوطنية مرهونة في دول الاقليم،   وعدن  يعاني أهلها من الجوع والأمراض والموت اليومي من الحر القاتل، والظلام  الدامس.
خلاصة القول: هل من وقفة مسؤولة يا ابناء الجنوب؟ هل من محاسبة لمن يعبثون بثروات البلاد والعباد؟ هل من موقف موحد لإزالة هذه الدويلة الهزيلة التي تجر البلاد إلى المجهول؟ هل من صحوة وطنية تعيد مراجعة المواقف والحسابات السياسية وتعيد اللُحمة الجنوبية  ؟