fbpx
همس اليراع.. الرحمة لروح الفقيد محمد جواس

كتب – د عيدروس نصر.
يواصل الفيروس اللعين انتقاء ضحاياه بعناية فائقة فيختار من العباد أنبلهم ومن القادة اصدقهم.
كان خبر وفاة الفقيد العميد طيار محمد جواس الحسني، صادماً لكل من عرف الرجل وشهد مواقفه وتابع اخباره والاختبارات التي تعرض لها وتجاوزها بمهارة الفرسان ونقاء الشهداء وتواضع العلماء وصمت الزاهدين.
لم ينل جواس سمعته من خلال الخطابات العنترية والتصريحات النارية ولا من خلال مشاريعه الاستثمارية، ولا حتى من خلال نشر سيرته الذاتية المعطرة، بل جاءت سمعته من خلال مواقفه الوطنية وأدواره البطولية ومهاراته القيادية التي أبرزها خلال فترات المواجهة السياسية السلمية مع الغزاة، ثم المواجهة المسلحة مع أشقائهم واخوتهم في الرضاعة وشركائهم في الغزو والنوايا وساسيات الاستقواء على الجنوب وأبنائه.
وفاة الفقيد العميد طيار محمد جواس الحسني ابن أبين الوفي ومناضلها المقدام تمثل خسارةً كبيرةً لا تعوض وفجوةً لا تمتلئ، تركها الفقيد الشهيد.
من اين لنا عقل كعقله ومهارة كمهارته واخلاق كاخلاقه ووفاء كوفائه.
جواس عبر في سيرته الذاتية وفي مسالكه ومواقفه ومنعطفات حياته عن محافظة أبين الابية النقية الكريمة المعتادة الزاهدة، فنال حب أبين وأهلها وكل الجنوب.
ليت الموت يقبل التفاوض لطلبنا منه أن يؤجل موعده مع محمد حتى يستكمل مشروعه في تحرير الوطن وإعادة صياغته في الصورة التي استلهمها من شعارات وتطلعات البسطاء في أبين وكل الجنوب، لكن إرادة الله تضعنا أمام الخيارات المرة، عاجزين وراضيين بما كتب الله لنا وعلينا.
ألف رحمة ونور تغشى روحه الطاهرة وصادق مشاعر العزاء والمواساة لاسرته وأولاده وإخوانه ومحبيه ورؤسائه ومرؤوسيه وكل القوات المسلحة الجنوبية وكل قيادات وقواعد المجلس الانتقالي الجنوبي وجميع أبناء وبنات الجنوب
ولا حول ولا قوة إلا بالله العليالعظيم
وإنالله وإنااليه راجعون.