fbpx
البناء التنظيمي والثورة الثقافية الجنوبية

لقد نجح الحراك الجنوبي السلمي في استنهاض همم الجنوبيين حول قضيتهم الوطنية العادلة والمتمثلة في الرفض والمقاومة الشعبية لاحتلال نظام صنعاء للجنوب وبالفعل استطاع الحراك الجنوبي السلمي ان ينهض بالقضية الجنوبية لتصل إلى كل قرى ومدن الجنوب وتستولي على عقول وأفئدة الجنوبيين لتتحول إلى رأي عام جنوبي بل وفرضت نفسها بقوة على الرأي العام الخارجي العربي والدولي كقضية شعب يناضل من اجل حريته واستقلاله بمعنى ان العمل الثوري في تحريض وتعبئة الشعب الجنوبي وكذلك الفعل الثوري نفسه قد تحقق بنجاح وأصبح من الصعب ثني او توقيف الثورة الشعبية التحررية الا ان العمل الثوري وحدة لايكفي لكي تستكمل الثورة مسيرتها التحررية ولكي تؤمنها من الانتكاسات والمخاطر ولبناء الجنوب الجديد دون ان يرافق العمل الثوري ويتكامل معه العمل التنظيمي والثقافي ،، ولذلك فقد آن الأوان للانتقال بالحراك الجنوبي إلى البناء التنظيمي بحلقاته المختلفة في مختلف قرى ومدن الجنوب والبدء بتشكيل مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي وهذا يتطلب بناء المنظومة السياسية الجنوبية من خلال استكمال فك ارتباط المنظمات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني مع صنعاء بحيث تكون جنوبية خالصة وكذا بناء المنظمات الجنوبية الجديدة وتشكيل اللجان الشعبية والمجالس الوطنية الأهلية في كل قرى ومدن الجنوب ،،

كما يتطلب كذلك ان يترافق هذا العمل التنظيمي مع القيام بعمل ثقافي وتربوي لتربية وترشيد الشباب وبناء الشخصية الجنوبية الجديدة المستنيرة والمتسلحة بأخلاق وقيم الثقافة العربية الإسلامية وهو الأمر الذي يتطلب تطوير وتفعيل تلك الجهود الطيبة التي يقوم فيها بعض المثقفين ورجال الدين من خلال عمل منظم وممنهج عبر تشكيل فرق العمل الثقافي في كل قرى ومدن الجنوب وكذلك تشكيل فرق مركزية من رجال الدين والمثقفين للنزول الى مختلف مدن وقرى الجنوب لإلقاء المحاضرات وتنظيم الدورات التخصصية لخلق وعي وطني جنوبي يستطيع أن يسير بالثورة بثبات ويحميها ويستطيع أيضا من بناء الجنوب الجديد الذي يتسع للجميع وينعم فيه الكل بالعدل والرخاء والحياة الحرة الكريمة

 

ابو وضاح الحميري