fbpx
تحسرات راجح بادي ندبا على فشل مؤامرة المطار.

 

كتب/ علي عبد الله البجيري
رحم الله شهداء الجنوب من أبطال القوات المسلحة والأمن ورجال الدولة المدنية في جنوبنا الحبيب، الذين تعرضوا للارهاب الصاروخي على مطار مدينة عدن المسالمة.
مؤكدون على أن دماء الشهداء الزكية لا تزيد ابناء الجنوب الا عزما على التمسك بارضهم والذود عنها وعلى إجتثاث شأفة الإرهاب وشروره. ونجدها فرصة ان نتقدم بخالص العزاء والمواساة للضحايا من شهداء وجرحى والهم ذويهم الصبر والسلوان.
نشير الى ان بيان الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي وإدانته لما حدث للكوادر والقيادات الجنوبية وحكومة المناصفة كان واضحا وصريحا، تم التاكيد فيه على ثبوت الموقف السياسي الجنوبي وعزم المجلس الانتقالي على تنفيذ اتفاق الرياض والحرص على إحراز تقدم في مسارات الحل السياسي والعسكري. وفي نفس الاتجاه يعلن رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك” أن الحوثيين وإيران هم من يتحمل مسؤولية الصواريخ الموجهة إلى مطار عدن”.

وهنا تستوقفنا تصريحات ما يدعي انه ناطقا رسميا للحكومة، المدعو راجح بادي، ليصب الزيت على النار خدمة لحزبه الاخواني، مؤججا الموقف ومستفزا للقوى الجنوبية التي هي ضحية لذلك العمل الإجرامي، موحيا بتصريحاته تلك بان حزبه الاخواني الارهابي عازم على مواصلة خلط الاوراق وإثارة الفتنة سعيا لإفشال اتفاق الرياض وتخريب كل الجهود التي تبذلها دول التحالف وكل الشرفاء من أبناء الوطن.
تصريحات راجح بادي تلك، هي إمتداد لتصريحاته السابقة، التي دأب عليها منذ تعيينه في هذا المنصب عام 2014م، و بحسبي فانها لا تعبر عن موقف حكومة المناصفة، بل هي تعبير عن نوايا حزب ذلك المتحدث، وإعلانا صريحاً لمعادات التسوية السياسية، بل وعرقلة أية جهود باتجاه تنفيذها.

ولعلي أطرح هنا بعض الملاحظات المتصلة بهذا الأمر:
١) الاعتداء الصاروخي على مطار عدن كما خطط له هو بمثابة انقلاب على التسوية السياسية، نتيجته الإستيلاء على السلطة بالقوة، وفرض الهيمنة والأستقوى على أراضي الجنوب.
٢) الهحوم الصاروخي على مطار عدن يستهدف ايجاد تهيئة لارضية الميدان العسكري والسياسي لقبول وضع الهيمنة والاستقوى على الجنوب، وخلق مشهد جديد خاليا من تلك القيادات والكوادر الجنوبية بما فيهم ايضا النخبة القيادية لحكومة المناصفة.
٣) ما يكشف فشل ذلك المخطط هو ما تضمنته تصريحات المتحدث الاخونجي المدعو ” راجح بادي “، وقوله بان اسباب ذلك ” تعود الى تقصير من قوات امن عدن الجنوبية”. وبقراءة لما بين السطور، فان المدعو بادي يعيد فشل انقلاب المطار ليقضة الأمن الجنوبي وحنكته في امتصاص الحدث وانقاذ اعضاء حكومة المناصفة.
هكذا يصرخ المازومون، بعد ان وقعوا في شر إفكم واعمالهم، داعينهم الى أن يخرجوا من إطار فكر وحقد حزبهم الاخواني وان يوسعوا من اطلاعهم ومداركهم على الوضع الإقليمي والدولي.
وهنا نشير الى ان ما حدث في مطار عدن من عمل ارهابي، سبق للمحللين العسكريين والسياسيين الدوليين ان تنبؤا بحدوثه ليس ضربا من التخمين وانما وفقا لتحاليل واستنتاجات لجملة من المواقف والاحداث المتسلسلة. وهذا ما كشفته صحيفة أمريكية قبل شهر من سقوط الصواريخ. إذ حذرت صحيفة “المونيتور” الإمريكية، في تقرير لها، عن تهديد حوثي حقيقي يتربص بالحكومة اليمنية الجديدة التي تشكلت وفقا لاتفاق الرياض. وذكرت الصحيفة أن أي حكومة قادمة في اليمن ستحتاج الى الاستعداد لمواجهة سيل محتمل من صواريخ الحوثيين.
وأضافت ” إن عودة الحكومة إلى اليمن ستواجه تهديدًا حقيقيًا يتمثل في الصواريخ الحوثية”. وتابعت: فمن المرجح أن يطلق الحوثيون بعض الصواريخ والطائرات المتفجرة على الجنوب لتعطيل عمل الحكومة.
٤) إن هذا العمل يوضح ان الجنوب هو الهدف في الحاضر والمستقبل، والاهم ان يستوعب أبناء الجنوب الدرس ويقتنع من لازال يغرد خارج سرب الوطن، بأن ما حدث في مطار عدن كشف المخفي لما يخطط للجنوب وشعبه ومستقبل أجياله.
٥) إن من له مصلحة في تفجير المطار ، هم الحوثيين وتحالفهم مع جماعة الاخوان الاصلاحية، كونهما يشكلا ثنائي استراتيجي يكن العداء للجنوببين، تجمعهما اطماعهما في الاستيلاء بالقوة على الجنوب وثرواته.

ولنا هنا ان نقف أمام الشواهد والحقائق التالية:
* : ان من له مصلحة في احداث المطار هو نفسه من يتباطئ في تنفيذ بنود اتفاق الرياض؟ انهم حزب الاخوان كطرف سياسي. ومليشياتهم المحسوبة على الحكومة اليمنية.
* ‏ان من يطمع في السيطرة على الجنوب هم مليشيات الاخوان المحسوبة على الحكومة اليمنية، مضاف اليهم حلفائهم من المليشيات الحوثية.
* : ان المستهدف من هذه الجريمة هم القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية الذين حضروا إلى المطار ليشاركوا في استقبال حكومة المناصفة؟ حضروا ومعهم أطفالهم في مشهد يدل على صدق النوايا والوفاء بالعهود.
*: إن الهجوم على المطار كان بصواريخ اطلقت عن بعد، وهذا رد واضح يكشف زيف ادعاءات الاخواني ” راجح بادي” وقوله بوجود تقصير أمني في مطار عدن”. وهنا نقول ” للبادي الاخواني” ان القوات الأمنية الجنوبية لا تمتلك بطاريات الباتريوت المضادة للصواريخ، ولا تمتلك أجهزة رادار ولا طائرات استكشاف من الجو، ولا تواصل بالاقمار الصناعية، فالصواريخ الحوثية تصل إلى المملكة يوميا رغم وجود الباتريوت والقوات الامريكية.
لقد تم استهداف ابناء الجنوب وقتل ما لا يقل عن 25 من الكوادر وجرح 100 وهم يمثلون كل الطيف الجنوبي. والسؤال للمدعو بادي الا تخجل مما تقوله؟!!، لقد انكشفت هويتك وتمثيلك لحزبك الاخواني وليس لحكومة المناصفة.
* : نشيد بالتصريحات المسؤولة للاخ رئيس الوزراء د معين عبد الملك وتوجيه الاتهام للقوى الإرهابية الحوثية وايران، حديث جاء ليضع النقاط على الحروف ، وهو اتهام لم يأتي من فراغ، بل مدعوم بمعلومات مخابراتية ورصد عبر الأقمار الاصطناعية قدمته دول التحالف التي أكدت أن الصواريخ قادمة من الشمال وتحديدا من ذمار وتعز.
ما نراه في تصريحات بادي إذكاء للفتنة المجتمعية عبر التعامل الغير مهني مع الاحداث وهو ما شكل إجماع في وسائل التواصل الاجتماعي على أن الأداء غير الموضوعي للمدعو بادي يؤدي إلى تغذية الاحتقان السياسي وعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.
رسالتنا للاخ رئيس الوزراء د معين عبد الملك، أعيدوا النظر في من يكون الناطق باسم حكومة المناصفة، اختاروا من يستحق هذا المنصب، فالموقع حساس وينبغي ان يعتليه شخص حصيف القول، ولا ينتمي لأي من الأحزاب والمكونات السياسية.
‏نأمل أن يكون الخطاب السياسي والإعلامي للدولة خطاب جامع وصادق يعكس توجهات ونهج حكومة المناصفة، وأن لا يكون مصدر فتنه وكذب وإفتراء.