fbpx
يا ناخبي سير سير !!

ليس استخفافا مني بـ عبد الله الناخبي الذي تم خلعه من الحراك الجنوبي ، ولا استهتارا بإرادة شعب الجنوب ، لكن يبدو أن قيادات الجنوب منها “التاريخية” المتربعة عواصم الخارج ، ومنها تلك المفترشة “مقايل القات” بالداخل ، يمضي عمرها السياسي بـ “البركة”.

سأكون أكثر صراحة ، وفي ذات الوقت الذي نُكبِر فيه دور هذه القيادات خصوصا تلك المتواجدة في الداخل التي كان لها شرف السبق في إشعال شرارة ثورة شعب الجنوب ، إلا أننا لن نخضع لحسابات التملق والتزلف على حساب مستقبل سياسي يمكن أن يقلب الموازين على رؤوس هذه القيادات وعلى شعب الجنوب العظيم.

كنت قد حذرت عقب تصريحات أطلقها رجل الأعمال ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء الشيخ أحمد الصريمة أخرج فيها قذاه على كل من حوله ، رغم أنه لم يتربع سوى على كرسي المؤتمر الذي تديره كواليس القبيلة والنفوذ ، وبعيد لحظات من وليمة جمعته بالشيخ القبلي صادق الأحمر.
قلتُ في تلك التحذيرات على صفحتي الشخصية في الفيسبوك ” إذا لم يتفق القيادات البارزة البيض وباعوم والعطاس وناصر والقيادات الأخرى والشبابية والمؤمنة بحق استعادة الدولة الجنوبية على كلمة سواء وخطة عمل تستغل الزخم الإعلامي العالمي الحاصل والعيون المترقبة لكل ما يحدث في الجنوب ، فإن الصريمة والناخبي وشطارة وحورية مشهور سيكونون هم الممثلون للشارع الجنوبي رغما عن أنف الشارع ، وهذا في قاموس السياسة الوسخة يحدث خصوصا ، وأن هذه القيادات الجنوبية منتظرة الجنوب يأتيهم (على طبق من ذهب) وأنا اتفق مع الإرياني على هذه الجزئية.!
طبعا لم أقل ما قلت أعلاه تقليلا بإرادة شعب الجنوب الذي يثبت كل يوم عظمته للعالم ، لكن شعب الجنوب لديه صبر وحدود للصبر وبطبيعته بشر وغياب من يديره ويصل إلى مستوى ثقته يعني حاجتين إما أن ينتفض هذا الشعب بثورة ويعلن كفره البواح بكل هذه القيادات ويخرج قيادة شابة من أصلابه تقود الجنوب إلى الأمان، أو يستسلم للأمر الواقع ، لا سمح الله.
المتتبع لحديث الباحث الروسي سيرجي سيربيروف وهو باحث في الشئون اليمنية بمعهد الدراسات الشرقية الاثنين الماضي على قناة روسيا اليوم سيدرك أن هذه المخاوف – التي أشرت لها أعلاه – قابلة للتحقق في حال عجزت قيادات الجنوب المؤمنة بحق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال عن إيجاد نمط قيادي موحد أو منسق ورؤية سياسية لإدارة المرحلة والتفاوض مع صنعاء والمجتمع الدولي بهذا الشأن.
يقول الباحث الروسي ردا على المليونية السلمية التي شهدتها العاصمة عدن في 18 مارس الماضي” أعتقد أنه من السابق لأوانه الحكم على الأمور ، خاصة وان الحوار الذي انطلق في صنعاء هو كما أرى عملية قد تأخذ وقتا وبناء على مسارها وتطورها قد يكون بوسعنا رؤية تطورات في تركيبة المشهد السياسي ، وإذا اتخذ الحوار المنحى الصحيح فلا استبعد أن تلتحق به القوى التي تحفظت على المشاركة فيه حتى الآن وربما سيتناقص بشكل ملموس عدد أنصار الانفصال النهائي للجنوب”.

الباحث الروسي يراهن على مخرجات هذا الحوار اليمني وقدرة الجنوبيين المشاركين فيه على وضع أفكار من شأنها قلب المعادلة على قيادات الجنوب المتمسكة بالاستقلال والرافضة للحوار الحالي ، ويقول بهذا الصدد” تكمن المفارقة في أن مشكلة الجنوب تعتبر بنظر الكثيرين واعترافهم مشكلة سياسية مركزية وسوف تحظى باهتمام رئيسي سواء بمشاركة أو عدم مشاركة القوى غير الممثلة بالحوار اليوم المسالة ليست بالتمثيل الشخصي بل المضمون الفكري في هذا الحوار “.
إذن يبدو أن الكرة الآن بملعب القيادات الجنوبية التي لم تشارك فيه هذا الحوار وعبرت عن رفضها لها ، وهذه الكرة إذا لم يتم لعبها بشكل صحيح واستغلال الوقت المتاح لها بدقة ، فإنها ستكون خارج هذا التوقيت مجرد كرة وحيدة على الساحة تفتقد للمشجعين.!

يضيف سيرجي سيبيريون ” تتلخص المسألة في كون علي سالم سياسيا شارك قبل 24 عام في اتخاذ القرارات المفصلية حول الوحدة بين الشمال والجنوب وهو يشعر بعقدة الذنب ، لأن ما حصل في الجنوب بعد عام 90 يعتبر كارثة وطنية في نظر العديد من المواطنين الجنوبيين ، ربما من السذاجة افتراض أن التاريخ سيغفر للبيض أخطائه إذا تمكن من العودة بالأوضاع إلى مرحلة ما قبل الوحدة ، اعتقد انه سياسي واقعي ، وإذا كان الحوار سيتلمس حلول لكافة مشاكل الجنوب بما في ذلك التعويض العادل مقابل ممتلكاتهم التي وقعت في أيادي الشماليين ، فسيكون علي سالم أمام خيار وحيد إما مغادرة المسرح السياسي وإما أن يتناقص جدا عدد المؤيدين له ، وأعتقد أن ذلك يتوقف تحديدا على مضمون الحوار”.

إذن من المنطقي القول أنه إذا فشل الرئيس علي سالم البيض ورفاقه التاريخين ومعهم الموالين لهم من قيادات الحراك في الداخل في إيجاد بنية سياسية منظمة وقوية بمختلف الجوانب في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، فلا نستغرب إن خرجت مسيرة في الأيام القادمة في شوارع عدن تحمل صور عبد الله الناخبي المنظم لثورة علي محسن الأحمر ، وهم يهتفون ” يا ناخبي سير سير” بدلا من “يا علي سالم سير سير”.!!