fbpx
تقرير : فتوى تكفير جديدة يصدرها رجل دين يمني شمالي بحق شعب الجنوب
شارك الخبر
تقرير : فتوى تكفير جديدة يصدرها رجل دين يمني شمالي بحق شعب الجنوب

يافع نيوز  –  اياد الشعيبي :

كفر عالم دين يمني بارز الشعب الجنوبي الذي يطالب باستقلال الجنوب عن اليمن ، في فتوى من شأنها أن تؤلب القوى المتطرفة لارتكاب جرائم وأعمال قتل بحق الجنوبيين.

وقال الشيخ السلفي الشمالي محمد بن عبد الله الإمام أنه من “دعانا إلى الانفصال فهو كمن يدعونا إلى الكفر ، ومن دعانا إلى الانفصال كمن يدعونا إلى الموت”.

واعتبر الإمام في أحدث فتوى صريحة تكفر شعب الجنوب ألقاها في خطبة لها نشرت بتاريخ 12 ربيع الثاني 1434 هجرية تحت عنوان ” المحافظة على الوحدة من المحافظة على الإسلام”.

وتأتي هذه الخطبة التكفيرية ضد الجنوبيين في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات السلمية في الجنوب المطالبة باستقلال جنوب واليمن وفك الارتباط بدولة الشمال تزامنا مع حوار وطني يجري حاليا في صنعاء.

وأضاف الشيخ الإمام ” لا يجوز لا يجوز لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم والآخر أن يدعوا للمفاصلة وإنهاء الوحدة ، هذه دعوة تحمل كل شر ،هذه الدعوة البائرة البائرة .. الدعوة إلى انفصال الجنوب عن الشمال”.

نص الفتوى

((أما النعمة الثانية والكرامة الثانية وهي كرامة تحقيق الوحدة اليمنية بين الشطرين بين جنوب اليمن وشماله فقد تحققت هذه الوحدة وقامت واعتبرت كرامة من الله .. الحزبية فعلت أفاعيلها وضربت ضرباتها وهتكت هتكاتها في المسلمين والوحدة بين المسلمين من أعظم فرائض الإسلام ومن أعظم قواعد الدين والأصول العظيمة.

آمنا بالله ورضينا بشرع الله وسلمنا بحكم الله ولا نرضى بشرقية ولا غربية ولا بمؤامرة على البلاد والعباد لا من قبل حاكم ولا من قبل حزب ولا من قبل أفراد .

لا يجوز لا يجوز لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم والآخر أن يدعوا للمفاصلة وإنهاء الوحدة ، هذه دعوة تحمل كل شر ، أعاذكم الله يا أهل اليمن أن تدعو أو يدعو أحدكم منكم بهذه الدعوة أو تقبلوا أو يقبل احد منكم بهذه الدعوة هذه الدعوة البائرة البائرة .. الدعوة إلى انفصال الجنوب عن الشمال.

ولهذا أقول من دعانا إلى الانفصال فهو كم يدعونا إلى الكفر ، ومن دعانا إلى الانفصال فهو كمن يدعونا إلى الموت.

أن الأمم لتتحد فيما بينها وتقوي تواصلها وهكذا الولايات المتحدة الأمريكية أعداء الإسلام يجتمعون ونحن نتفرق وندعو للفرقة والتمزق ، أعداء الإسلام اليهود والنصارى يتحدون لضرب المسلمين ونحن ندعو إلى الانفصال)) انتهى حديث الإمام.

امتداد لفتاوى التكفير

وهذه الفتوى الصريحة التي أصدرها رجل الدين اليمني الإمام ليست الأولى ، حيث سبق وتعرض الجنوبيون لحملات تكفير واسعة مهدت لاستباحة أرض الجنوب ووظفت مقاصد الشريعة لشن حرب على الجنوب في صيف العام 1994.

وكان وزير العدل اليمني عبد الوهاب الديلمي قد أصدر فتوى صريحة إبان حرب صيف 94 اعتبرت الجنوبيين والنظام الحاكم في الجنوب بأنهم “غير مسلمين وشيوعيين” وأحلت بقتل النساء والأطفال ، وهي الفتوى التي استنكرها علماء دين عرب بينهم الشيخ السعودي عبد الله بن جبرين والشيخ محمد الشعراوي مفتي الأزهر الشريف حينها.

وقال الديلمي في فتواه الشهيرة (( إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة, ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طيال خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم اعلموا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فاخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل وهنا لابد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر:

أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.

إذا ففي قتلهم مفسدة اصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح.

هذا أولا، الأمر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضا )) انتهى نص فتوى الديلمي.

ردود فعل ساخطة

ويتوقع مراقبون أن تدفع هذه الفتوى إلى ردود فعل جنوبية ساخطة ، حيث تستغل مثل هذه الأوساط الدينية مكانتها الدينية في الشمال لتحرض على الجنوبيين وقتالهم من خلال إصدار مثل هذه الفتاوى التي تعتبر الجنوبيين داعون إلى الكفر ، ومن شأن ذلك تبرير الانتهاكات وأعمال القتل التي يتعرض لها الجنوبيون دون أن ينال مرتكبوها الجزاء أو إحالتهم للقضاء.

ودرج علماء متطرفون في اليمن ينتمون إلى تيارات أصولية متشددة وبعضهم ينتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح (الجناح اليمني للإخوان المسلمين) إلى تقديس “الوحدة اليمنية” واتخاذ مقاصد الشريعة لتوظيفها في سياقات تخدم أهداف سياسية لقوى النفوذ الشمالية والأحزاب الإسلامية الشريكة في الحكم الطامحة لإبقاء السيطرة على الجنوب.

ودعا ناشطون جنوبيون علماء جنوب اليمن والعلماء الأجلاء في العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ موقف من هذه الفتوى الصريحة التي تكفر شعب الجنوب ، وأن لا يتمادوا في الصمت تجاه مثل هذه التخريجات الدينية التي تحل صراحة قتل الشعب الجنوبي وتكفيره ، وتوظف الدين الإسلامي الحنيف خدمة لأجندة سياسية تسيئ للعلماء الأجلاء وتحرض ضدهم وتشرعن لإزهاق الأنفس المسلمة التي حرمها الله تعالى.

مقطع صوتي للفتوى:

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=xJFhjYp43Qw

أخبار ذات صله