fbpx
الجنوب قضية دولة دُمّرت‎
 …… وانطلق الحوار الوطني 
 
اليمنيون بين مشارك فيه وطامع بالحصول على اكبر قدر من الثروة والمال حيث يمثل الحوار بالنسبة للبعض فرصة للظهور وطرح مشاريعهم الشخصية والطائفية والمناطقية واضفاء الصورة الشرعية عليها … بل ان مجرد الاعتراف ببعضها يعطيها الصفة الشرعية والاعتراف الضمني  ..
 
فريق اخر دخل الحوار  كتأدية واجب لا اكثر مع القناعة بصعوبة الامر والتسليم بان الحوار  شكلي ليس الا وان الامر لن يتغير ولن يظهر جديد على ارض الواقع وان تم الاتفاق عليه في قاعات الحوار وجلساته في القاعات وردهات الفنادق …
 
فريق اخر قاطع الحوار لانه كان يطمع بحضور اكبر من حيث التواجد الكمي والمعنوي   ..
 
فريق اخر وهم الجنوبيون رفضوا الحوار لانهم يرون ان قضيتهم اكبر من ان تحل بحوار كهذا ؛ وهذا حقهم وهذا هو الطبيعي ؛ فالقضية الجنوبية ليست قضية صراع بين فرقا سياسيين وليست قضية طائفية ؛ وليست قضية منطقة او كيان يريد فرض نفسه على الاخرين …
 
القضية الجنوبية قضية وطن تم تدميره من اول يوم تم فيه اعلان وحدة اليمن ؛ الوحدة التي كان قرار عاطفي بامتياز ؛ قرار لم يحظى باي نكهة سياسية او رؤية استراتيجية على المدى البعيد ؛ وحدة لم يراعى فيها اي فوارق اقتصادية او اجتماعية او ثقافية بين البلدين المتوحدين …
 
الجنوب كان دولة بكامل هيكلها الاداري ؛ والشمال كان عبارة عن دولة تحكم اربع مدن رئيسية  ويحكم الجزء الاكبر منها شيوخ القبائل ؛ في الجنوب كانت دولة تمسك الشعب بقبضة حديدة  وهي التي ربما دفعت الجنوبيين الى الحماس للوحدة ؛ اي ان الجنوبيين كان يرغبون بالخلاص من هذه القبضة التي لم تعطهم الحق في التصرف بانفسهم واموالهم ومايملكون من الماديات …
 
هرع الجنوبيون الى الوحدة  دون ان يعلموا ان يحل محل الظلم ظلمان ؛ وان يتحول الظلم من عنجهية الدولة الى عنجهية الدولة والقبيلة والنفوذ والمال في نفس الوقت …
 
واليوم تحتشد الملايين من الجنوبيين ليقولوا كلمتهم  وان لا حوار تحت سقف الوحدة والتي يعتبرونها جزء معاناتهم يرون اليوم بانه لامجال لتكرار خطأ الوحدة بخطأ الحوار تحت سقفها …
 
يريدون حوارا نديا بين دولتين شمال وجنوب ؛ حوار اليوم في صنعاء لاعلاقة لهم به ؛ فكما اسلفت فقضية الجنوب لايمكن اختزالها باجتماع او نقاش كان هنا او هناك ؛ ولا يمكن مساواتها بقضية الحوثي او حراك تهامة او حراك مارب !!! هذه الكيانات التي ظهرت فجأة لتطالب  بقضايا  عادلة احيانا وقضايا استفزازية احيانا اخرى …
 
قضية الجنوب قضية دولة تد القضاء على كل مقوماتها ومقدراتها ؛ تم اقصاء كامل موظفيها وتم البسط والاستيلاء على جميع ثرواتها واراضيها ..
 
لهذا فمن حق الجنوبين ان يطالبو بان يكون هناك مؤتمر خاص مستقل لا مجال للنقاش فيه الا للقضية الجنوبية وتحت اشراف وضمانات دولية  فليس من المنطقي ان يكون  النظام في صنعاء الخصم والحكم في نفس الوقت ..
 
الجنوب تعلن رفضها  للحوار الذي تذوب فيه القضية الجنوبية وتظهر وكانها قضية هامشية يتم تناولها ضمن اعمال الحوار الوطني … فلابد من عقد مؤتمر موسع يتم فيه نقاش القضية الجنوبية وللجنوبيين الحق في اختيار من يمثلهم ولهم الحق في تقديم مطالبهم دون قيود ولا حدود ولو كان مطلبهم الانفصال فيجب مناقشة الانفصال وهل هو الحل والمخرج المناسب وعلى الجمييع ان يناقش الامر بموضوعية بعيدا عن الخطابات والحماس الذي لن يؤدي الا الى الشر والفساد……
 
حفظ الله البلاد والعباد