بعد أكثر من 100 يوم على ظهور وباء كورونا والذي لم تسلم منه حتى الآن سوى بعض الدول في العالم لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وإعلان الحوثيين خلو المناطق التي يسيطرون عليها من الإصابات، أعلنت محافظة حضرموت في الجنوب تسجيل أول حالة إصابة الجمعة الماضية.

أثار الإعلان عن الإصابة مخاوف كبرى في ظل الحرب الدائرة من 5 سنوات، وغياب الحكومة، ما دفع الأهالي والسلطات المحلية في كل إقليم لتدبير حالها وإدارة أزماتها كدولة مستقلة، وأطلق المجتمع المدني في محافظة الضالع مبادرة شعبية للحجر الذاتي”الزم بيتك” من أجل الوقاية المسبقة، لأن انتشار الوباء سوف يمثل كارثة كبرى.
مبادرة شبابية
قال الدكتور ماجد عويس المشرف على المحاجر الصحية التابعة للجنة الإنقاذ الدولية في محافظة الضالع اليمنية، مبادرة الزم بيتك عبارة عن مبادرة شبابية تطوعية اطلقتها مؤسسة انقاذ للتنمية الإنسانية للتثقيف ونشر الوعي الصحي بين أوساط المجتمع ولا سيما في محافظة الضالع التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة بعد الحصار الذي فرض على هذه المحافظة من مختلف الجوانب وأهمها الحرب الظالمة التي تشنها مليشيات الحوثي الاجرامية على المحافظة.
وأضاف المشرف على المحاجر الصحية لـ”سبوتنيك”، هناك غياب كلي لحكومة الشرعية في هذه المحافظة، فالمجاري تغرق المحافظة وأكوام القمامة مكدسة في كل أزقة وشوارع الضالع ما تسبب في نشر العديد من الأمراض والأوبئة، ومن هذا المنطلق وتزامنا مع ظهور فيروس كورونا المستجد في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019 في مدينة ووهان الصينية، وانتشاره إلى العديد من الدول بصورة مقلقة جدا مخلفا العديد من الإصابات والوفيات، وعجزت عن التصدي لهذا الفيروس دول عظمى صاحبة أفضل نظام صحي على مستوى العالم.
وتابع عويس، من أجل ذلك أطلقنا هذه المبادرة للوقوف إلى جانب أهلنا في محافظة الضالع من أجل تقديم التثقيف ونشر الوعي الصحي بين اوساط المجتمع سواء بتوزيع البروشورات، أو عبر مجموعات المبادرة بوسائل التواصل الاجتماعي الواتس آب أو التخطيط للقيام بدورات وحلقات نقاشية توعوية عن فيروس كورونا وطرق انتشاره، وكيفية الوقاية منه، وتصحيح بعض الشائعات المنتشرة بين أوساط المجتمع والتي تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي والتي يتناقلها الناس بطريقة عفوية نتيجة للخوف والرعب الذي يعاني منه الناس بسبب ما يتابعونه من ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات.
الدعم الدولي
وقال المشرف على المحاجر الصحية، نحن على تواصل مستمر مع مكتب الصحة بالمحافظة ومتابعين عن كثب تلك الأعمال التي تبذل من قبل المكتب ممثلة بالدكتور محمد علي عبدالله الدبش مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة لفتح محاجر صحية لعزل الحالات وتجهيزها بالأثاث والمعدات والمستلزمات الطبية لاستقبال الحالات في حال ظهورها، بجانب القيام بالعديد من الدورات التدريبية لموظفي مكاتب الصحة بالمديريات والمحافظة، وتجهيز كافة الطواقم الصحية في مداخل المحافظة والقيام بكافة الإجراءات الاحترازية للاستعداد لأي طارىء في حال انتشر المرض في اليمن، مع القيام بحملات نظافة ورش وتعقيم في بعض المناطق وستستكمل بقية المناطق في القريب العاجل.
وطلب عويس من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني القيام بدورها بمساعدة مكتب الصحة بالمحافظة وتزويده بكل المستلزمات، وكل متطلبات مراكز العزل والقيام بحملات نظافة ورفع مخلفات القمامة من شوارع المحافظة والقيام بالعديد من حملات وحلقات التوعية بالمحافظة.
عزل ذاتي
أما الدكتور علي البحر المدير التنفيذي لمؤسسة انقاذ للتنمية الإنسانية قال إن المبادرة الشبابية التطوعية التي أطلقتها مؤسسة إنقاد للتنمية الإنسانية بتاريخ 28 مارس/آذار الماضي باسم “إلزم بيتك”، كان الهدف منها هو العزل الذاتي تجنبا للإصابة بفيروس كورونا المنتشر في الكثير من دول العالم على نطاق واسع.
وأضاف مدير مؤسسة إنقاذ لـ”سبوتنيك”، بحكم أننا مؤسسة مجتمع محلية، جاءت هذه المبادرة للمشاركة في التوعية المجتمعية، لا سيما والكل يعرف انعدام الأجهزة الخاصة بفحص وتحديد نوع هذا الفيروس المنتشر، في الوقت الذي تظهر فيه بعض أعراضه بين أوساط المجتمع مثل الحرارة المرتفعة والنزلات، والصداع  ونحوها مما اعتاد الأطباء تشخيصه بالزكام أو مرض المكرفس او الكوليرا.
وقاية احترازية
وتابع البحر، بالإضافة إلى عدم وجود حجر صحي مجهز كاستباق لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس في حال ظهوره وانتشاره، فكانت مبادرة “الزم بيتك” لمدة محددة هي الطريقة المناسبة للوقاية الاحترازية قبل انتشار العدو، وفعلا هذه المبادرة لاقت استحسان شريحة واسعة من المجتمع وتم تداولها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب توزيع الملصقات التي بدورها تساعد على نشر التوعية بين أوساط المجتمع.
ودعا مدير مؤسسة إنقاذ، المنظمات الدولية إلى الالتفات إلى هذه المبادرة الشبابية التطوعية وتقديم الدعم اللازم أو تبني هذه المبادرة رسميا.
سلاح التوعية
وقال  القيادي الجنوبي الدكتورعلي الزامكي، الكورونا اجتاحت العالم و يراد لها تجتاح الجنوب و تشل حركة المجتمع وهذا سوف يؤدي إلى  شل حركة قواتكم الجنوبية المتواجدة في الخطوط الأمامية وفي عدن .
وأضاف القيادي الجنوبي عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” موجها حديثه إلى الجنوبيين، “لو اجتاحت الكورونا الجنوب سوف تتوقف كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، وأيضا  قواتكم الجنوبية وهذا ما يخطط له سرا، فالتوعية سلاحكم، والمطار اغلقوه والمنافذ اغلقوها وسكروا الحدود وراقبوا الوضع عن بعد”.
وأكد الزامكي، “أن الحل هو التوعية الصحية في الجنوب من انتشار المرض “كورونا”، إذا انتشر سوف يشل كل الحياة العامة والخاصة  في الجنوب، وهذا ما يخطط له الخصوم، وإذا نجحوا سوف يمنحهم فرصة الحركة دون رقيب أثناء انشغالكم بالضيف الجديد كورونا، وسوف يؤدي إلى شلل عميق في تحركات المقاومة الجنوبية و حينها سوف يسهل عليهم وضع ما يريدونه دون أي اعتراض منكم، يريدون انتشار وتوسع الوباء  حتى يشل الحركة كاملا، وقواتكم الجنوبية سوف تتوقف عن الحركة وبالتالي سوف يسهل عليهم تنفيذ الخطة التي وضعت في ليل كالح”.
أول إصابة
أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة الوباء في اليمن،الجمعة الماضية، عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
وجاء هذا الإعلان للجنة الوطنية العليا عبر تغريدة على “تويتر” جاء فيها: “تم تسجيل أول حالة مؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بمحافظة حضرموت”، مضيفة أن “الحالة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية، وقامت الفرق الطبية والأجهزة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وتابعت قائلة: “سيتم إعلان التفاصيل في مؤتمر صحفي للمتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للطوارئ”.
ووفقاً للأمم المتحدة، لا يزال الوضع في اليمن يشكل أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ويحتاج ما يقرب من 80 في المئة من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، وذلك في ظل الحرب الدائرة بين جماعة “أنصار الله” وبين التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يدعم الحكومة اليمنية في مسعاها لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها الحوثيون منذ 2015.