fbpx
وحدة اليمن بين قوسين (معالجات الاسباب خير من الحديث عن النتائج )‎
قضية الجنوب بالاجماع بين كل الفرقاء السياسين تعتبر القضية الشائكة الكبرى على الساحة اليمنية ؛ قد يرى البعض انها بالنسبة له مجرد قضية مفتعلة صنعها فريق من المطالبين بالانفصال ؛ ويرى البعض الاخر انها ايادي خارجية تريد تمزيق اليمن ؛ قد نتفق مع بعض الطرح وقد نختلف مع الاخر وقد نقبل بجزء ونرفض جزء .
لكن في حقيقة الامر ان هناك قضية هي من جعلت كل تلك الافكارتطفو الى السطح فلو قلنا انها ايادي خارجية فالايادي الخارجية تستغل ماهو موجود في الداخل وعلى ارض الواقع وتسخره لصالحها  ؛ ولو قلنا ان هناك من يريد تمزيق اليمن فالامر ايضا ليس بهذه البساطة  ان لم يكن هناك اسباب وعوامل جعلت الناس يشعرون باستياء من الوحدة الموجودة .
 
سالني احدهم ذات يوم  ؛  في صنعاء وكنت مارا عند بوابة جامعة صنعاء لما علم اني جنوبي فاخذني  وقال لي اريد ان اتكلم معك وهو صحفي فرحب بي ورحبت به فقال : انت مع فك الارتباط او الفيدرالية ؟ فاجبته ان السؤال المنطقي الذي ينبغي ان تسالني به هو ماهي الاسباب التي جعلت الجنوبيون يرفضون الوحدة ؟ ثم قلت له ماالفرق ان قلت فيدرالية او فك ارتباط ؟!! طالما والنتيجة واحدة وهي رفض الوحدة الموجودة والقائمة الان ؟!! وهذه هي الحقيقة التي يتجاهلها ابناء الشمال الذين يزعمون انهم حريصون على الوحد  فيناقشون النتائج ويتجاهلون الاسباب ؛ لعل تجاهلهم مقصود في كثير من الاحيان وذلك لانهم يعلمون انهم هم وبني جلدتهم السبب في فشل الوحدة وتشويه الحلم الجميل الذي طالما تغنى به ابناء اليمن لاسيما في الجنوب حيث كانت الوحدة جزء من نشيدهم وشعارهم الوطني ردده الصغار والكبار في كل يوم .
فتجاهل الاسباب والتركيز على النتائج لن يحل قضية ولن يعالج مشكلة 
 
ومهما تظاهرنا بالحرص على الوحدة دون معالجة الاسباب التي ادت الى تصاعد وازدياد الرفض الشعبي الجنوبي لهذه الوحد ؛ فان الامر لن يجدي نفعا طالما والاسباب مازالت موجودة والغطرسة والعنجهية والاستعلاء في التعامل مع المواطنين مازال حاضرا ؛ بل ان الممارسات الاستفزازية ضد ابناء الجنوب تزيد الشرخ اتساعا وتجعل الناس اكثر بغضا لهذا الواقع وهذه الحياة التي نعيشها تحت ظل مايسمى الوحدة ….
 
الحرص على الوحدة يجب ان يوقف نزيف الدم .. والحرص على الوحدة يجب ان يتجلى على شكل معالجات حقيقة للاسباب التي ادت الى هذا الاحتقان ؛ على الجهات المسؤولة ان تقف بحزم وتقطع الطريق على المتربصين  الذين يستغلون المظالم  لتأجيج المشاعر …
 
فالهتافات والشعارات والتغني بالوحدة لن يغني عنها شيئا 
 
دمتم بحفظ الله