fbpx
لقاء دبي خطوة على طريق الحرية والاستقلال

شكل اللقاء الذي عقد في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بين بعضا من القيادات الجنوبية فيما بينها البين أرضية خصبة وجديدة تتماشي مع تطلعات وأمال شعب الجنوب الذي أعلن عن هذه التطلعات وبشكل مباشر من خلال الملايين التي خرجت إلى ساحات الحرية والاستقلال يرفض فيها المشاركة بالحوار الوطني الشمالي . وكذلك التقاء القيادة مع المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر لتحريك المياه الراكدة بين الحراك السلمي الجنوبي وهيئة الأمم المتحدة.

هذه القيادات المعتدلة قد أدركت أن اعتدالها لم يعد يجدي نفعا بسبب الممارسات الغير خلاقة والمجردة من ابسط الحقوق الإنسانية بارتكاب المجازر بدم بارد وممارسة الاعتقالات وسلب الحقوق وطمس الهوية الجنوبية . وكذا المغالطات وسياسة الكذب والخداع التي ينتهجها المتنفذون في صنعاء لتشويه صورة النضال السلمي الجنوبي . وأنها لن تكون نشازا عن ما يريده شعب الجنوب بالمساومة على حقوقه وهويته واستعادة دولته المسلوبة عنوة عام 94م .

أدركت هذه القيادة أنها لا تستطيع استمرارية التحليق خارج السرب الجنوبي وأنها أن فعلت ذلك سيكون مصيرها السقوط . وما أدراك ما السقوط . وخاصة أن منها من يمتلك رصيد نضالي وجماهيري بين صفوف المواطنيين الجنوبيين .

رغم انه لنا عتب كبير على الرئيس علي سالم البيض لانزوائه في بيروت . وعدم مشاركته بهذا اللقاء قد فوت فرصة ثمينة للالتقاء مع أخوانه القادة الجنوبيين الذي كان الشعب الجنوبي ينتظره بفارق الصبر تجسيدا للتصالح والتسامح الذي دشنه أبناء الجنوب بالملايين في عموم ساحات الحرية والكرامة .

اللقاء مع المبعوث الأممي من قيادات الجنوب بحضور البيض ربما كانت ستحل اغلب التباينات والاختلافات بين المكونات والاتفاق على رؤى موحدة وما ذهب أليه القادة الذين حضروا لقاء دبي على وجه الخصوص هو الأقرب إلى ما ينادي به البيض ورفاقه .

ما ذا يريد الرئيس البيض ؟ وما الحكمة من عدم حضوره ؟

هل يريد أن يذهب العالم أليه حسب ما ذكره احد الكتاب إلى بيروت حتى يسترجونه اللقاء بهم لبحث القضية الجنوبية ؟

أم أن الأنانية المفرطة بالانفراد بالقرار الجنوبي وموروث الماضي هي التي منعته من الالتقاء بإخوانه القادة الجنوبيين ؟

هذه الفرصة سنحت للجنوبيين أن يظهرون قضيتهم على العالم ومن خلال القنوات الفضائية العالمية بدون شطب الرقيب أو إلقاء التهم بالتهديد والوعيد واستطاع العطاس وناصر وسالم صالح والجفري وغيرهم من شرح قضيتهم ويقولون للعالم وبصوت مرتفع نحن أصحاب حق القرار أمام المبعوث الأممي الذي شكلت أقوالهم مفاجأة كبرى لأنه ما كان يتوقع أن يتفقون على رأي واحد رغم انه حاول في البداية التلويح بالعقوبات التي تضمنها قرار مجلس الأمن بحق من يعيق المبادرة الخليجية . ولكن كل تلك الأمور ذابت أمام إصرار القادة في دبي على استعادة دولة الجنوب .

وفي نهاية اللقاء حملوا بن عمر رسالة مهمة يحددون فيها الثوابت التي اختارها شعبنا للتفاوض مع حكومة صنعاء بدون خوف أو خجل بأنه هو صاحب القرار الأول والأخير . وما دون ذلك باطل ومن نسخ الخيال .

ومن خلال هذا المقال أطالب إخواني الثوار وحرائر الجنوب أن تكون فعاليتهم يوم 17 و18 مارس سلمية حضارية وحمل الورود ونطلب منهم الابتعاد عن العنف والانجرار إلى ما يخطط ضدنا من الحاقدين والمندسين بين صفوفنا وان نعيد المليونيات السابقة بنفس الزخم والتنظيم وأتباع القادة الميدانيين واللجان المنظمة . حتى نثبت للقاصي والداني حضارتنا وسلمية ثورتنا .

والله من وراء القصد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .