ماالذي كان ينتظره نخبة صنعاء ؟!!!
هل كانوا يتوقعون ان يحجز المجتمعون في دبي تذاكر سفر صباح اليوم ليأتون الى صنعاء للمشاركة في الحوار الوطني ؟!!
هل كنتم تظنون ان الامر بجرة قلم وينتهي ؟!!
هل تتوقعون ان قضية الجنوب منحصرة بين اجتماع في القاهرة واخر في دبي ؟!!!
تعولون على الاجتماعات وتتناسون الدماء والتي تسفك كل يوم في محافظة عدن بكل صلف وعنجهية من قبل قوات الامن …
الامر اعظم واكبر ممن مجرد لقاءات سياسية وحوارات في ردهات الفنادق وفي المنتجعات السياحية هنا او هناك …يجب ان يعلم الجميع ان الدماء التي يزعم البعض انها عمدت الوحدة لن تستمر رائحتها طويلا لان هناك دماء تنزف كل يوم باسم الانفصال وستتراكم دماء الانفصال حتى تصبح رائحتها اقوى وكميتها اكثر وحجمها اكبر من دماء الوحدة …
الدماء التي تسيل اليوم تغسل الدما التي سالت بالامس ومثلما عمدت بالدم اليوم تسير باتجاه طمسها ومحوها وغسلها ايضا بالدم … قلنا مرارا وتكرارا بان تعميد الوحدة بالدم حكم عليها بالفناء عاجلاً او اجلاً والدماء مهما طال الزمان وتبدلت الاحوال يظل جرحها في القلوب لاسيما عندما تسفك دماء الابريا ويعقبها استعلاء وغطرسة من الطرف الجاني وهو ماحصل مع وحدتنا الحمراء المعمدة بالدماء ..
يجتمع ابناء الجنوب في الشقيقة الامارات العربية المتحدة ؛يقول بالفم المليان وبالعربي الفصيح انهم لن يدخلوا الحوار كفصيل او جماعة ؛ يقولون لكم انهم دولة ويجب ان يكون حضورهم كدولة ؛ الجنوب ثلثي اليمن واكثر من حيث المساحة واكثر من ذلك من حيث الثروة … فلا يمكن اختزاله ببضع مقاعد في مؤتمر الحوار المسمى وطني في صنعاء ..
الجنوب قضية وشرخ يزداد كل يوم اتساعا مع كل قطرة دم تنزف من طفل او امراة او شاب صغيرا او كبيرا يسقط في شارع من شوارع عدن على ايادي قوات الامن …االجنوب جرح غائر وعميق لم يجد له علاج ناجع ولم يجد له من يتعامل معه بصدق …
ان المعولين على اختلاف اراء الجنوبيين مابين فيدرالية وفك ارتباط وغير ذلك ؛ يعيشون في وهم احتواء القضية الجنوبية وزحلقة المطالبين لها … تتحدثون عن الفيدرالية وفك الارتباط وهي نتيجة لمظالم واستفزازات تراكمت لسنوات طوال وتتناسون الاسباب التي ادت الى ظهور مثل تلكم المطالبات ؛ وكم تمنيت ان اسمع منكم يوما من الايام ايها الوحدويون !!!!وانتم تتوجهون بخطاباتكم الرنانة الى المتنفذين الذي اكلوا اموال الناس بالباطل وتقولوا لهم اعيدوهم واتركوا مااخذتموهم بالباطل بدلا من الضجيج الذي نسمعه كل يوم عن الوحدة الحمراء والروح والدم وشعارات الموت التي لم تعد انفسنا تقبلها ولاتستسيغيها ….
كم تمنيت ان نسمع منك رسائل توجه الى النظام ومطالبته باعطاء اصحاب الحقوق حقوقهم دون نقصان ورد اعتبار اؤلئك الموظفين المدنين والعسكريين الذين تم ترحيلهم بمئات الالاف وجريمتهم انهم من ابناء الجنوب الخاسر في صيف1994م .
لم يعد بامكاننا قبول المزايدات باسم الوحدة..وهي التي تغنينا بها منذو نعومة اظفارنا ..لكنها ليست هذه التي كنا نحلم بها … الوحدة لم تكن صورتها في اذهاننا كهذه التي نعيشها
اليوم …
وحدة اليوم هي وحدة بين كروش المتنفذين وارض الجنوب … وحدة اليوم هي وحدة الجيوب مع ثروات الجنوب …
كل محب لهذا الوطن يجب ان يعلوا صوته لوقف نزيف الدماء لاننا شاء من شاء وابى من ابى نسير في طريق الانفصال بسبب هذه الدماء التي تسيل كل يوم فمن كان يرى انها في سبيل الحفاظ على الوحدة نقول له بل بالعكس هي تدفع باتجاه الانفصال وتعطي المطالبين بالانفصال زخما اكبر ورواجا اكثر وفرصة اجمل للترويج لمايريدونه …
فالمطلوب الحفاظ على صفاء النفوس وتعزيز الالفة والمحبة وليس الاستفزاز وتعزيز الحقد والكراهية
اصوات العقلاء يجب ان تتعالى وتتنادى لتقول بصوت واحد لا للدماء لا للدما لا للدماء فكل قطرة دم تنزف هي دماء يمنية ودماء مسلمة اكانت من ابناء عدن اوصنعاء تعز او لحج حضرموت او الحديدة من شمال اليمن او جنوبه شرقه اوغربه من القطاع العسكري او من المواطنين المدنين …
كلها دماء يجب ان نحافظ عليها ونوقف نزيفها
دمتم بخير وحفظ الله البلاد والعباد
