fbpx
«اقتراب»

كل يوم حصيلة جديدة من القتلى والجرحى في جنوب اليمن؛ خاصة عدن وحضرموت. قوات الأمن لا تعرف إلا الرصاص الحي تجاه المدنيين «من شق وطارف», غير عابئة بسقوط ضحايا.
الرئيس هادي مؤخرًا, نُسب إليه توجيهه لقوات الأمن بأن تضرب الأرجل بالرصاص الحي بعد أن تستنفد الضرب بالعصي. (يظن هادي أنه تغير كثيرًا عن صالح!!). وتصوروا أن الرئيس لم يجد ما يقوله إلا هذا الكلام/ التوجيه!!! فكيف لنا أن نتوقع بعد ذلك سلوك جنود الأمن؟!! يبدو أن هادي لا يعي (أو أنه نسي) أن هناك قوات مكافحة الشغب بهراوات المياه والغازات المدمعة لفض الاحتجاجات السياسية السلمية, وهذا يعني أنه يتصرف دون مسئولية واجبة عليه.
في عدن, تعمّد «الإصلاح», ومعه «المؤتمر», التغني بـ«الوحدة» والرقص على أشلاء ودماء الضحايا. كان الفعل جدًا شنيعًا ويفسر أن كل أطراف صنعاء (أصحاب القرار) لا يريدون حلًا لقضية الجنوب.
ثم ماذا ننتظر من الحراك الجنوبي بشأن هذا «الحوار»؟
كانت الدعوة سلمية إلى تنفيذ عصيان مدني مقرونة بـ3 مطالب إلا أنه لا استجابة. محافظ المحافظة لا يزال في منصبه مع أن إقالته هي أقل ما يمكن فعله, ولا يزال معتقلون رهن الاعتقال.
ومهما تكن الأخطاء التي رافقت العصيان المدني (وهي مرفوضة), إلا أن هذا لا يبرر لقوات الأمن استخدام القوة المفرطة بعقلية همجية لا تستشعر أدنى مسئولية.
وأمنياتي من مكونات الحراك الجنوبي (إزاء نظام غير مسئول وحفاظًا على الأبرياء): ضرورة البحث في خيارات أقل كُلفة وأكثر فعالية وسموًا ونبلًا تتوازى وحجم قضية شعب ووطن ودولة «اليمن الديمقراطية الشعبية».

*«اقتراب», يومية «مأرب برس», اليوم الأحد.