fbpx
حتى لا تتحول قضية الجنوب إلى عنصرية !! بقلم / فريدة أحمد
شارك الخبر
حتى لا تتحول قضية الجنوب إلى عنصرية !! بقلم / فريدة أحمد

 

إذا أردت أن تعرف عن إجرام الحراك وعنفه, ما عليك إلاّ أن تشاهد إعلام حزب الإصلاح الفضائي, وإذا أردت أن تعرف المزيد عن تفاصيل تلك القصص, ما عليك إلا أن تزور صفحات الإصلاح في المواقع الإلكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي, ستجد التحريض والفتنة وبث الضغينة لحسابات وتقديرات قد يرون أن من شأنها تمكين سطوتهم على أهم محافظات الجنوب الرئيسية عدن وحضرموت بعد أن أجهزوا على محافظاتهم في الشمال, ومحاولة حرق كرت الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي في الجنوب كونه وُضع في محل من يشرعن لقوات الجيش قتل أبناء بلاده .

لكن الأخطر القادم بعد كل الإجرام والمجازر التي ارتكبتها القوات التابعة للنظام وميليشياته من حزب الإصلاح, هو العنصرية والفتنة العظيمة التي يروّج لها دعاتها من عدة أطراف مستفيدة وقودها الأبرياء من الشعبين في الشمال والجنوب, ثورة الجنوب وحراكها الحامل للقضية الجنوبية, ثورة اخلاقية وسلمية وإن شابها في بعض المرات التهوّر والطيش الشبابي, لكنها حافظت على ألقها رغم المحاولات العديدة لتشويهها وتصوير الأوضاع في الجنوب بالكارثة التي لم تعد تتسع لعيش المسلم الجنوبي إلى جانب أخيه المسلم الشمالي الذي لا ذنب له في كل هذه المعمعة, تحويل قضية الجنوب إلى “قضية عنصرية” بين شعبين يشوّهها ويعمل على تدميرها, ليبرز قضايا أخرى ضئيلة مقابل دفن حقيقة كبرى تتمثل في قضية سامية وعادلة, ما يحاول النظام القديم الجديد وإعلامه إلى جرنا إليه هو مربع خطير.

أقرب للإنحراف والجهل عندما نسمح بأن يتحكم العرق في انفعالاتنا لتمييع المشروع الأساس الذي خرج واستشهد لأجله آلاف الجنوبيين, وكما هو من الظلم أن نستغل انحرافات بعض قيادات الأحزاب مثال – الإصلاح, لنعادي كل من ينتمي إلى مناطقهم من الشمال, من الظلم أيضاً تحميل شعب الجنوب بأكمله مسؤولية تصرفات فردية شبابية ناتجة عن ردات فعل عكسية لممارسات قمعية, كل أفعال مسيئة هي مدانة ومستهجنة أيً كان القائم بها, وإن حاولت أطراف أن تلعب على وترها لإثارة الاحتقان في الشارع.

أما في حال كنا سنعود للبحث في الجينات على الأساس العنصري والعرقي المقيت لوجدنا أن هناك ممن يقود الحراك الجنوبي من أصول شمالية, بل إنه دفع بروحه ودمه فداءً لثورة الجنوب وقضيتها العادلة, إذا التزمنا بقيم الأخلاق الثورية وحافظنا عليها, ستذهب الفتنة ويذهب معها مشعليها وسيبقى الجنوب وقضيته نواة لصنع تاريخ مجيد ومستقبل مشرق تفخر و تعتز به الأجيال على مدار الزمان, ولنتذكر دائماً أن الظلم لا يُرفع بظلم آخر .. رحم الله شهداء الجنوب الأبرار الأطهار وشفى الجرحى وفك أسر المعتقلين .

 

أخبار ذات صله