fbpx
مجلس الأمن الدولي واختبار حقيقة عدالة قضية شعب الجنوب / بقلم: احمد قاسم طماح
شارك الخبر
مجلس الأمن الدولي واختبار  حقيقة عدالة قضية شعب الجنوب / بقلم: احمد قاسم طماح

 

الجنوب  بلد عربي مسلم  يقع في الجزء الجنوبي الغربي لقارة آسيا وجنوب شبه الجزيرة العربية ويمتاز بموقع جغرافي  هام مما جعله محل أطماع القوى الخارجية وفي  عام 1839م احتلته بريطانيا ولا شك أن بريطانيا تعرف حقيقة اسم هذا البلد الذي مكثت فيه 129عام وحصل على استقلاله وكان دولة له علماً ونشيد ودستوراً وقوانين وعضواً فاعل في كل المنظمات الدولية والإقليمية وتمثيلاً دبلوماسياً وحضور  سياسي قوي في كل المحافل الدولية، وبعد ذلك  دخل  في مرحلة مظلمة ووقع ضحية مشاعره القومية والإسلامية بتوحده مع بلد تحكمه العصابات التي غدرت به وشنت حروبها عليه ودمرت كل  مقوماته وتحكمه باسم الوحدة التي لم يكن لها أي أساس تاريخي  حقيقي، وكان وضع بلدنا مثل  وضع كل  دول المنطقة بشكل عام في  تلك الأزمان، فإنكار الوجود الجغرافي والتاريخي لشعب  يخرج إلى الساحات يطالب بحقه تعتبر  سابقة خطيرة  تؤكد على  ضرورة استمرار الصراع في هذا الجزء من المنطقة والعالم أن التعامل بالمعايير المزدوجة مع قضايا الشعوب  والأمم صار شيئاً معروفاً لدى هذه المنظمات التي تمارس سياسة الكيل بمكيالين فقد شجعت ووقفت إلى جانب بلدان كثيرة كأوروبا وآسيا وأفريقيا طالبت بتقرير مصيرها وكانت ضمن نطاق دول قوية فيها الأمن  والأمان والعدل والمساواة والتقدم العلمي أما نحن فنبحث عن استعادة وطن نعيش فوق ترابه كراماً آمنين ونقيم على ربوعه الوئام والسلام ونبحث عن قيام دوله تحمينا من بطش القبائل والعسكر الوافدة من الشمال فلماذا تمنعونا من هذا بارك الله فيكم. أن الجنوب يمر بمرحلة الثورة السلمية التحررية وهي تجربة فريدة من نوعها في تاريخ الثورات ولم تكن هناك أي تجارة سابقة يمكن الاستفادة من خبراتها النضالية ولهذا هي تمشي ببطء وتتعايش بحذر مع الأوضاع القائمة خوفاً من الانزلاق نحو العنف المدمر ورغم كل ما تقدمه من سلميه ومدنية ومطالب عادلة يتم تجاهلها من قبل المنظمات الإقليمية والدولية ولكننا لا نستغرب من سطحية الفهم وركاكة الموقف فقد تعودت هذه المنظمات في تاريخها على التدخل والتعامل مع المواقف القوية والحروب الطاحنة والتهديدات النووية وتجاهلوا سلميتنا وعدالة مطالبنا التي تقف خلفها  الحشود المليونية المسيطرة على الساحات بصدور عارية.

إن إشارة مجلس الأمن في بيانه الأخير هي نقطة البداية وليس النهاية في التعامل مع قضيتنا وهناك مؤثرات عديدة أهمها الانتقال السياسي في الشمال قد أثر على قضيتنا وقد استطاعت النخب السياسية من إقناع المجتمع الإقليمي والدولي بأن مرحلة علي عبدالله صالح كان فيها ظلماً كبيراً للجنوب وتبادلوا الأدوار والتصريحات فيما يخص الجنوب كما أن التعيينات للمحافظين وقادة المناطق والمحاور ومدراء الأمن في الجنوب من أبناء الجنوب كانت بخبث سياسي لدوائر الاحتلال لكي يقولون للعالم أنهم يحكمون أنفسهم وها هم اليوم يقتلون شعب الجنوب بأيادي جنوبية وبهذا الديكور السحري ضغط نظام الاحتلال على المندوب الأممي بالوقوف على مسافة واحدة من الوضعين للشمال والجنوب وأن واحدية الإشارة لعلي سالم البيض وعلي عبدالله صالح تعني واحدية الوطن والثورة بالنسبة لهم دون مراعاة لما يسببه هذا الخلط من تصعيد خطير وفتح شهية قوات الاحتلال في مواجهة إرادة الشعب والتنكيل به واعتبر ذلك بالنسبة لهم شرعية قانونية للتعامل مع الوضع في الجنوب بالطرق المناسبة وهذا ما بدأ فعلاً تنفيذه على الأرض من خلال التحركات والأعمال التالية.

أولاً: عاود الاحتلال التصرف بنفس الطرق والوسائل السابقة ولم يتعلم أبداً من الدروس المستفادة من حروبه وما خلفته من مآسي وآلام وخراب ودمار وأن القوة لن تجدي نفعاً وما حصد من وراءها من نتائج عكسية وما هذا الانتشار إلا مقدمة لحروب شاملة سوف تأتي قبل أو بعد حوارهم الشامل.

ثانياً: جر الحراك إلى مربع العنف وإرباك وضعه وتحقيق التفوق العسكري عليه بسبب عدم التكافؤ في موازين القوى بين الجانبين والرهان على نشوب الصراع بين قوى الحراك بين  المتمسكين بخيار النضال السلمي ومؤيداً لخيار المواجهة المسلحة.

ثالثاً: إجهاض الثورة السلمية التي أثبتت صمودها ونجاحها وتفوقها على كل الجيوش.

رابعاً: فتح شهية القوى السياسية الحاقدة وسارعت لإقامة مهرجانات في المناطق الساخنة ومحاولة الحصول على دعم شعبي مفقود وعمل الإثارة والاستفزاز والاستعداد لتفجير الوضع عسكرياً ومحاولة لفت أنظار الشعب الشمالي إلى خطورة ما يجري في الجنوب والالتفاف على الاستحقاقات التي يطالب بها.

خامساً: ازدياد وتيرة الحرب الإعلامية الممنهجة والشرسة ومحاولة تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي وربط ما يجري في الجنوب من ثورة سلمية عادلة بدوائر الصراع الإقليمي والدولي وهذه الدعايا الإعلامية  المتواصلة هي تحضير لشن الحرب وتطويق الجنوب وحصار ثورته ومنع أي اعتراف خارجي.

سادساً: دعوة رجال الدين في خطبهم إلى وحدة أبناء الشمال لمواجهة المخاطر التي تهدد الوحدة على حد  زعمهم ومحاولة إعادة التحالفات الاستراتيجية التي كانت قائمة بين كتل الحروب والدمار والفساد والتنكيل بأهل الجنوب.

سابعاً: قطع الطريق أمام أي مبادرة إقليمية ودولية لحل القضية الجنوبية وفرض سياسة الأمر الواقع.

ثامناً: إحراج كثير من القيادات العسكرية والأمنية المعينة ووضعهم في مواجهة مباشرة مع أهلهم وناسهم ومحاولة جعل الصراع جنوبي جنوبي تحت إشراف نظام الحكم القبلي والعسكري المستفيد الوحيد من كل الخلافات والصراعات الجنوبية.

تاسعاً: إشارة مجلس الأمن ليست للسيد الرئيس علي سالم البيض فقط وإنما هي إشارة للحشود المليونية بأن يحسموا أمرهم أو يقبلون بالوضع القائم ولهذا وضع جميع الأطراف المتصارعة داخل الحلبة لإثبات القوة والوجود على الأرض. 

أخبار ذات صله