fbpx
لا بقاء لوحيد .. الذي فقد رشده!

بعد هذا الخميس الدامي, الذي أهرقت فيه دماء الكثيرين من الشهداء والجرحى, في عدن والجنوب عامة, وبعد كل المساوئ اللصيقة به, التي ينوء  بها كاهل عدن وأهلها, بعد كل هذا نتساءل بمرارة: هل يعقل أن يظل (وحيد) الذي فقد (رشده) وجهز لحرب أهل عدن (جنده) ..محافظاً بعد أن سالت الدماء وسقط الجرحى ومزق النسيج الاجتماعي لأبناء عدن, ورقص ومن معه طربا على آلام وجراح ومعاناة الجنوبيين ودمائهم التي لا تزال تُراق في أزقة وحواري وساحات عدن الباسلة حتى اللحظة..

لقد دعونا بالأمس إلى عدم الانجرار إلى مربع العنف ونبهنا العقلاء من عناصر حزب الإصلاح من الجنوبيين أن يتنبهوا لما تخطط له قوى النفوذ القبلية وعلى رأسها (الحُمران) ممن أزعجتهم وحدة الشعب الجنوبي في إطار مكونات  حراكه السلمي  الحضاري كما تجلّت في مهرجاناته المليونية الأخيرة التي أقضت مضاجعهم, ويريدون أن يفتوا عضد هذه اللحمة المتماسكة, بضربها من داخلها, من خلال دفع أعضاء حزب الاصلاح للاصطدام بأخوانهم الجنوبيين.. وجعلهم مجرد أدوات لدور مرسوم لهم لا أكثر…وها قد وقع المحذور.. والخشية من تدهور الأمور نحو الأسواء في استمرار فتنة خبثة يكون الجنوبيون هم أدوات هذه الفتنة ووقودها, فيما تتلذذ لذلك قوى النفوذ والرعب في صنعاء.

إن عدن لا يشرفها هذا بقاء هذا المحافظ بعد اليوم, وعلى الرئيس عبدربه منصور هادي أن يسارع في تكلف البديل المناسب الذي تستحقه عدن, في هذا الظرف الدقيق والحاسم, ومن بين أبنائها المستقلين, ممن يحرصون عليها.. لا ممن يجيرون موقعهم هذا لصالح فئة متنفذة أو حزب معين, كما هو الحال الآن.. وفي عدن من الكفاءات الكثيرة التي يُعتد بها وبقدراتها, حرصا على هذه المدينة التي لها دين في عنقنا جميعا.  

نقول وللأسف الشديد, إن المحافظ (وحيد), الذي فقد صفة (الرشيد) قد حقق لسيده(حميد) ما عجز  عن تحقيقه هو وحمران العيون بأموال الفيد, وبتنوع أساليب الحيلة والكيد.. بغية فل عضد شعبنا الشديد.. وشق وحدة صف الجنوبيين وادخالهم في دوامة الفتنة والاقتتال فيما بينهم البين, وكشف اليوم عن وجهه الحقيقي, وأنه مجرد أداة لا أكثر لأعتى رموز قوى الرعب ومثيري الفتنة من أسياده (آل الأحمر) ورموز الإصلاح المتشددين الذين لم ينسى لهم شعبنا فتاويهم في حرب الاحتلال عام 1994م, وما يجري اليوم في عدن والجنوب إلا امتداداَ لها بصورة أخرى.

كان ينبغي على (وحيد) أن يغلِّب مصلحة عدن وأهلها, وقضية الشعب الجنوبي الرئيسية التي تريد قوى الحرب والاحتلال والفيد أن (تميعها) وتركع شعبنا لمشيئتها ..وكان عليه لو أنه تصرف كمحافظ لعدن وابنا لها أن يرفض وبشدة أي احتقان في الشارع الجنوبي ويون دماء أهله.. وأن يقتدى بالمحافظ طيب الذكر د.عدنان الجفري, الذي رفض استخدام العنف ضد أهله في عدن وفضل الاستقالة.. وشتان بين هذا وذاك.  فقد فضل (وحيد) التابعية لـ(حميد) وحزبه (العتيد) واختار أن يكون سببا في فتنة لعن الله من أيقظها.. وها قد فعلها.. ولا أقل أن يُبعد اليوم من موقعه ويذهب غير مأسوف عليه بعد أن سُفكت الدماء وسقط الشهداء والجرحى وحوَّل ليل عدن إلى ظلام دامس ونهارها المشرق إلى جحيم…والله المستعان.