لا يسعني وأنا أكتب دعوتي هذه لترشيد الخطاب وإحترام الإرادة الإنسانية ، إلا ان أبلغ أسفي الشديد لتلك التشنجات واللغة الفجة التي كرست لتوسعة الفجوة المتوسعة أصلاً بين أعضاء حزب الإصلاح اليمني في عدن ونشطاء الثورة الجنوبية “الحراك الجنوبي ” .
تلك التشنجات والخطابات التحريضية ضد الحراك التي إنطلقت عبر وسائل إعلامية محسوبة على حزب الإصلاح ليست جديدة ، بل هي إمتداداً لخطاب فج وتهديدات سابقة ومساعي حثيثة لتزوير إرادة الحراك الجنوبي السلمي بكل برود، وهي عبارة عن تراكم لذلك الشحن الممنهج والسير لإخضاع وإجبار المواطن الجنوبي على قبول واقع لا يريده ولم يعد بوسعه تقبله نهائياً ، وهذا عمل بالطبع لن يكون بسيطاً خاصة وان الجميع يعرفون ما واجهه الحراك الجنوبي خلال أعوام سابقة من هجوم وتزوير شرس كان يقوم به النظام المخلوع السابق النصف حاكم للنظام الجديد ، وفشل فيه .
فقط ما يسعني أن أضعه هنا هو ” عملية صب الزيت على النار ” التي تقوم بها مواقع ووسائل إعلامية إصلاحية تركت نفسها في محل مواجهه مباشرة مع الشعب الجنوبي سواءَ في عدن أو بقية محافظات الجنوب .
أحد الزملاء في حزب الإصلاح هاتفني ، وبدون السلام وتحية الإسلام ، كشر عن أنيابه قائلاً سنقاتل عن الوحدة اليمنية وستسيل الدماء للحفاظ عليها ، وانتم من بقايا المخلوع صالح وبلاطجته ، وكأنني أنا شعب الجنوب وليس أنا “أديب السيد” الفرد الجنوبي الذي أتعرض كواحد من أبناء الشعب الجنوب لصنوف التمييز والعنصرية والتهديد ، طبعاً لم أجاري زميلي في طرحه ، بل حذرته من هذا الخطاب الذي يصنع أعداء في الجنوب لحزب الإصلاح فوق ما هو من قبل من فتاوى التكفير والقتل وغيرها ..إلخ .
وهنا أكرر حديثي بضرورة الحفاظ على وشائخ الأخوة وترشيد الخطاب وإحترام إرادة الشعب الجنوبي والمحافظة على ما تبقى من روابط الأخوة والتراحم والتفهم ، دون اللجوء إلى الشحن اليومي ضد الحراك وثورته السلمية ، كون الوضع يختلف تماماً والناس في الجنوب وضعها غير أي مواطنين آخرين ، لقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر ، فالناس في الجنوب تصارع سلمياً بدافع ” البقاء ، الوجود ، الهوية ، الكرامة ، الحرية ، المستقبل ” وليس للتآمر أو للتناحر أو للصراع على أمور آنية ومتغيره مثلما يفعل البقية من الأحزاب والشخصيات التي تدفع اموالها لدعم الاحتقان والصراع في عدن .
إخواني أبائي زملائي من حزب التجمع اليمني للإصلاح .. كونوا كما تشاءون ، لكن من الأفضل ان تستوعبوا المرحلة ، وان تعرفوا ان الأمر لن يقف عند هذا الحد بل يرسخ لتعقيد الموقف مستقبلاً وتأسيس حالة من التنافر والتباعد الخطير الذي قد يصل بالأمور إلى حرب مستقبلية لا سمح الله ، إن ما تحدثونه في الجنوب قد عجز صالح على تحقيق مآربه من قبل ، وما يحدث فقط هو يخدم نظام صالح الذي يريد ان يستشفي منكم إذا إفترضنا ذلك في الحسابات السياسية ، مع ان المشهد لا يظهر إلا انكم تكرسون نفس نهج النظام في سلوك جامد ، بل وقد تكونا مطية للعب أداور ليست إلا ، أو ورقة يتم استخدامها ورميها كما قال المخلوع سابقاً ، كل شيء جائز ، اما الحراك الجنوبي فهو وجد قبل أن تكونوا ثواراً على حد وصفكم ، وخرج في لحظة صمت عجز فيها الجميع عن النطق في وجه صالح .
ختاماً نتمنى ترشيد الخطاب ، وتحسين الألفاظ ، وإبداء حسن النوايا لذلك والعمل على إحترام إرداة الإنسان الجنوبي المكافح والمظلوم ، آلا وإن الفتنة نائمة ..الفتنة نائمة ..ولعن الله من أيقضها .
