fbpx
التشوهات الخلقية في قلب الطفل
شارك الخبر

يافع نيوز .  مجله لها

يعتبر العيب الخلقي في القلب أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً والمسبب الأول للوفاة في السنة الأولى من الحياة. وفي كل عام تشخص حالة من ١٠٠ ولا تقل أنواع العيوب الخلقية في القلب عن ٣٥. أما الأسباب فلا تزال مجهولة حتى اليوم. لكن بعكس ما تعتقد الأم التي تشعر بالذنب لولادة طفل يعاني عيباً في القلب، فهي ليست المسؤولة عن مشكلة طفلها ولا ذنب لها في ذلك. لكن رغم أن العلاج صار أسهل، تكمن المشكلة في أن دقة الحالة وكون القلب هو المعني، يجعلان التأخير ممنوعاً وكل لحظة تلعب دوراً في عملية إنقاذ حياة الطفل.

يموت أطفال كثر لعوائق مادية نظراً إلى كلفة الجراحة لدى الحاجة إليها، وهذا ما يعتبر ضرورياً التصدي له ب«الوصول إلى اليوم الذي لا يموت فيه طفل أبداً بسبب عيب خلقي في القلب لعوائق مادية» بحسب شعار جمعية Brave Heart في الجامعة الأميركية في بيروت التي تعنى بتغطية تكاليف علاجات القلب للأطفال المعوزين. طبيب الأطفال اللبناني الاختصاصي في أمراض القلب لدى الأطفال فادي بيطار تحدث عن التفاصيل المتعلقة بالتشوهات الخلقية التي يمكن أن تظهر لدى الطفل وأسبابها وعلاجاتها وطرق التعامل معها في حينها وفي المستقبل، مشدداً على أن نسبة ٧٥ في المئة من الأطفال الذين يولدون مع تشوهات في القلب لا يعيشون أكثر من سنة، فيما يؤمن العلاج لنسبة ٩٥ في المئة من الأطفال المرضى حياة طبيعية. لذلك يعتبر العلاج المبكر وفي حينه أساسياً وأن كانت الجراحة غير ضرورية في كل الحالات.

– ما حقيقة مشكلات القلب التي يمكن أن يتعرّض لها الطفل؟
مشكلات القلب التي يمكن أن يتعرضّ لها الطفل هي عبارة عن تشوّهات خلقية بحيث لا يتكوّن القلب والأوعية الدموية المجاورة بشكل طبيعي قبل الولادة. علماً أن هذه العيوب ليس شائعة كثيراً.

– ما أنواع هذه التشوّهات؟
ثمة أنواع عدة من التشوهات الخلقية في القلب:

  • قصور القلب الاحتقاني حيث لا يضخ القلب كمية كافية من الدم ليحصل الجسم على حاجاته من الغذاء ليعمل بشكل طبيعي. إلا أن القلب لا يتوقف عن العمل في هذه الحالة بل تتجمّع السوائل في الرئتين مما يسبب صعوبة في التنفس. وقد تتجمّع السوائل أيضاً في مواضع مختلفة في الجسم وتسبب أوراماً.
    ولا بد من الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون قصور القلب الاحتقاني يشعرون بالتعب بسهولة ويعانون سرعة في التنفس وقد يعانون أعراضاً عدة في الوقت نفسه.
    قد تعطى في هذه الحالة الأدوية المدرة للبول وقد يطلب اتباع نظام غذائي قليل الملح.
  • مشاكل إيقاع القلب حين ينبض القلب أحياناً بمعدل سريع مما يقلل قدرته على الضخ وقد يؤدي إلى قصور القلب الاحتقاني. كما يمكن أن ينبض ببطء شديد نتيجة مشكلة خلقية. أيضاً قد تظهر هذه المشكلة بعد الجراحة أحياناً مما يستدعي استخدام أداة كهربائية صناعية لتنظيم نبضات القلب.
  • العيوب الحاجزية أي حين يولد الطفل أحياناً مع ثقب في الجدار الفاصل بين جانبي القلب الأيمن والأيسر وهو ما يعرف ب«ثقب في القلب»، وهو الأكثر شيوعاً. ويمكن اليوم من خلال تقنية «الشمسية»أو المظلة ومن خلال التمييل إغلاق ثقب بين الأذينين، دون حاجة إلى جراحة قلب مفتوح.
    علماً أنه إذا كان الثقب بين الأذينين، يعاني الطفل القليل من الأعراض أحياناً أو لا تظهر أعراض إطلاقاً. أما إذا كان الثقب بين البطينين فقد لا تظهر أعراض إلا بعد أسابيع. علماً أنه في هذه الحالة لا ينمو بعض الأطفال بشكل طبيعي وقد يعانون نقصاً في التغذية.
    لكن إذا كان الثقب صغيراً لا يجهد القلب ولا حاجة للجراحة لأنه يقفل تلقائياً. وإلا فلا بد من جراحة القلب المفتوح لإقفاله وتجنب مضاعفات خطيرة. أما نتائج العملية فإيجابية في المدى البعيد، لكن يخضع الطفل لمراقبة منتظمة ليتأكد الطبيب مما إذا كان القلب يعمل بشكل طبيعي.
    وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون عيباً في الحاجز البطيني يكونون أكثر عرضة لالتقاط الجراثيم في جدران القلب والصمامات. لذلك ينصح بتناول المضادات الحيوية قبل معالجة الأسنان أو الخضوع لعمليات معينة تعرّضه لالتقاط الجراثيم.

– هل يجب أن تشعر الأم بالذنب لاعتبارها مسؤولة عن إصابة طفلها بعيوب خلقية في القلب؟
في معظم الحالات تبقى أسباب العيوب الخلقية في قلب الطفل مجهولة. ويجب ألا تشعر الأم بالذنب لأنها ليست مذنبة في ذلك. في حالات نادرة تسبب إصابة الأم بفيروس معيّن كالحصبة الألمانية مشكلات خطيرة منها الخلل في وضع القلب في فترة نموّه. كما أن فيروسات أخرى قد تسبب عيوباً كهذه عند الولادة، إضافةً إلى أن إصابة الأم بالسكري قد يلعب دوراً.

– هل للوراثة دور في هذه الحالة؟
تلعب الوراثة أحياناً دوراً في الإصابة بأمراض القلب الخلقية. فقد يصاب أكثر من طفل في العائلة بعيب خلقي، وتعتبر بعض العائلات أكثر عرضة لظهور هذه التشوهات فيها. إلا أن هذا يحصل في حالات لا تعتبر شائعة. لكن تبقى معظم أسباب العيوب الخلقية في القلب مجهولة.

– مدى شيوع العيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال؟
تولد نسبة ١ في المئة من الأطفال مع عيب في القلب. قد يكون العيب بسيطاً بحيث لا تظهر أعراضه بوضوح. لكن عندما يكون التشوّه مهماً يبدو الطفل متعباً من الولادة. لكن هناك حالات معينة لا تظهر فيها أعراض التشوّه إلا في مرحلة متأخرة من الطفولة. وتجدر الإشارة إلى أن احتمال ولادة طفل مصاب يرتفع لدى الأمهات اللواتي يعانين عيباً خلقياً في القلب.

– هل من إجراءات معينة يجب أن تتخذها الحامل عندما تعرف أن جنينها مصاب؟
على المرأة أن تتبع نظاماً غذائياً صحياً وأن تمتنع عن التدخين كأي حامل. كما أنه يجب أن تستشير الطبيب حول أي دواء تنوي تناوله.

– كيف يتم تشخيص الحالة بعد الولادة؟
يشخص الطبيب عيوب القلب الخلقية الخطيرة في مراحل الطفولة الأولى. لكن بعض العيوب الخطيرة والمهمة قد تظهر في مراحل لاحقة. وفي حالات قليلة لا يكتشف العيب إلا عندما يصبح الطفل مراهقاً أو بالغاً. وتجدر الإشارة إلى أنه عندما تكون مشكلة القلب مهمة، قد يحيل الطبيب الحالة على اختصاصي في التشخيص وفي معالجة مشكلات القلب. ويحدد اختصاصي القلب ما إذا كانت هناك مشكلات مهمة تتطلب مراقبة دقيقة أو حتى جراحة. ولتشخيص الحالة يسجّل الطبيب في المرحلة الأولى المعلومات الطبية المتعلّقة بالطفل ويجري له الفحص السريري.
قد يطلب أيضاً صوراً شعاعية أو تخطيطاً لكهرباء القلب أو صورة صوتية للقلب أو فحوصاً مخبرية. علماً أن الصورة الشعاعية تعطي معلومات عن الرئتين وعن حجم القلب وشكله. وتسمح هذه النتائج مجتمعة للطبيب بتشخيص الحالة وتعطيه معلومات دقيقة عن بنية القلب ووظيفته. أما إذا لم يحصل على نتائج واضحة ودقيقة فقد يطلب إجراء فحوص أكثر دقة في المستشفى لتشخيص الحالة بشكل أفضل من خلال تمييل القلب.

أخبار ذات صله