طفح الكيل وبلغ السيل الزبا أيها القادة الاحمريون الجنوبيون بالداخل والخارج . هذه العبارة يرددها شعب الجنوب سرا وعلنا كبارا وصغارا رجالا ونساء وحتى من مواطنين الشمال الذين عاشوا على ارض الجنوب وتربوا وترعرعوا فيها منذ القدم . من خلال تصرفاتكم مع شعبكم تمثلون الوجه الأخر من آل الأحمر بالشمال الذين لا يريدون إلا أن يكونوا حكاما وأسيادا على شعب الشمال .
تمارسون الإقصاء وتخونون الآخرين وتحاربون كل من يخرج عن نهجكم وقراراتكم المصونة التي لا تودي ولا تجيب وتعمق الخلاف بين المكونات السياسية والدينية الأخرى وعدمها أفضل من وجودها لأنها تصدر من طرف واحد دون التشاور مع الآخرين ..
تعرفون أنكم أصبحتم تشكلون عبئا ثقيلا على القضية الجنوبية وخطرا محدقا يحيط بها من كل جانب ؟
وأنكم انتم من يعيق الجهود الحقيقية لإيجاد حلول تلبي تطلعات وأمال أبناء الجنوب بإغلاق عقولكم بالأقفال الفولاذية التي لها مفتاح واحد فقط ربما قد خبأه في مكان ما ولم يجده ويضل مغلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؟
سئمت الناس من تلاعبكم في أعصاب الشعب بزيف ادعاءاتكم بأنكم موحدين ومتفقين في جميع الأمور التي تهم دولة الجنوب وشعبها العظيم بعد الله سبحانه وتعالى . وانتم متفرقين ومشتتين في كل وادي تهيمون .
انتم تعرفون أن شعب الجنوب الأبي قد سطر أروع الملاحم السلمية عند ما خرج بالملايين إلى ساحات الحرية والاستقلال في عاصمة دولة الجنوب عدن . ينشد الحرية والاستقلال وكرس مبدأ التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب وانتم من أوقع هذه الفتنة اللعينة بين أبناء الشعب الواحد الذي خرج من اجلها وكنتم سببها ومن أشعلها . هذا الشعب دفن الماضي بكل مآسيه واقسم على ذلك الملايين في ساحات الحرية والصمود ( العروض ) وهو يتطلع إلى بناء دولة حضارية ديمقراطية شوروية لكافة أبناء الشعب بجميع مكوناته وتوجهاته السياسية والإسلامية أساسها العدل والمساواة بين أفراد المجتمع الجنوبي ..
يقيم دولة ذات حاضر ومستقبل ناصع خالي من الأحقاد والمماحكات السياسية التي لازالت تعشش في عقولكم يارفاق الماضي الأسود .
شعب الجنوب قد عمل كل ما هو مطلوب منه وبذل الغالي والنفيس على حساب قوت أبنائه وخرج إلى الشوارع مشيا على الأقدام ورفع الأعلام الجنوبية والشعارات والعلامات وأقام الأهازيج الشعبية والكرنفالية في عموم المحافظات الجنوبية . وأصبحت الجنوب وعاصمتها عدن لقمة سهلة في متناول يديه وأصبح الجنوب على مرمى حجر من هذه الملايين المحتشدة . وانتم قابعون بأماكنكم عاجزون عن فعل أي شي من شانه أن يلبي آمال الشعب تسارعون في أصدر البيانات المتنوعة كل واحد منكم يدعي أن الملايين التي تملئ الساحات هيا تابعة للمكون الذي يتزعمه هذا القائد أو ذاك .
هيهات هيهات يارفاق . من أرد أن يكون شعب الجنوب معه فعلية أن يعمل شي على الواقع لهذا الشعب وأن يحرك المياه الراكدة بالتحرك لإقناع العالم بقضيتنا ومشروعية مطالبنا ومساعدتنا على ذلك ..
وحسب ما نبهنا إلى ذلك من سابق ونحن لكم من الناصحين أن شعب الجنوب قد يعد العدة لإعطاء الكرت الأحمر لقادة الجنوب التاريخيين المحنطين بالمتاحف العالمية والعربية بمليونية خامسة حسب ما ذكره الكاتب الأخ / الحامد عوض الحامد . وما حصل في زحف الجماهير الجنوبية في مليونية رفض القرار ضد المجتمع الدولي والإقليمي للمبادرة الخليجية لهو اكبر دليل على رفض الباطل وعدم الرضوخ للأمر الواقع والجري وراء السراب من أي كائن كان ..
فان شعب الجنوب قد عقد العزم على إبراز الكروت الحمراء لكم مجتمعين أو مفرقين وهو بانتظار صفارة الحكم . وأن النتيجة تكاد أن تكون محسومة فما تبقى لكم من الوقت الضائع إلا اليسير لعل وعسى أن تترجمون أقوالكم إلى أفعال ولو لمرة واحدة في حياتكم لتعديل النتيجة لصالحكم في طي صفحات الماضي البغيض بالتصالح والتسامح فيما بينكم والاعتذار لجماهير شعبنا من أخطائكم السابقة . وترسمون خريطة المستقبل السياسية والاقتصادية للجنوب بوضع النقاط على الحروف برؤية موحدة للقضية الجنوبية . وأن يكون الشعب هو مرجعكم في حال اختلافكم على الرؤى والسبل في كيفية معالجة القضية الجنوبية .
بصراحة شعب الجنوب مل وغضب من عدم تفاعل القادة الجنوبيون لاستثمار زخم الملايين من الجماهير الجنوبية سياسيا وإقليميا ودوليا وحتى محليا لترتيب البيت الجنوبي وهذا اضعف الإيمان .
ولذلك لابد أن تنتهي كل الألاعيب والمسخرة التي نراها تصدر من القادة بين الحين والأخر لا تلبي مطالب وتطلعات الجنوبيين الأحرار . وشعب الجنوب لا يريد أن يكون له أحمريون جدد من أبناء الجنوب وسوف يختار من بين صفوف الشباب من أبنائه لقيادة السفينة الجنوبية إلى بر الأمان بمشيئة الله تعالى .
بعدها نقول للاحمريون الجنوبيون نوما هنيئا وأحلاما سعيدة . شكرا لكم أيها الاحمريون الجنوبيون فقد وجدنا من يقودنا إلى بر الأمان ولا مانع أن تعيشون معنا مواطنين صالحين على ارض الجنوب ولكن في فلك الشباب وليس في ظلالكم القديم .
والله من وراء القصد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
