fbpx
وين شقاك يا مناضل؟!

نشرت مواقع الكترونية محلية، خبر مفاده توقيع علي سالم البيض رئيس “الشعبة ب” من المجلس الأعلى للحراك الجنوبي – هذه التسمية سمعتها من الناشط عدنان السيد- ، على وثيقة الأسس والثوابت الموقعة من قبل قوى التحرير والاستقلال.
بحسب معلوماتي المتواضعة إن القوى المنضوية في لجنة الحوار الجنوبي التي يشرف على اعمالها كلاً من الدكتور محمد حيدرة مسدوس والدكتور عبدالرحمن الوالي، لم تنته من عملية مناقشة تلك الوثيقة وصياغتها بصورتها النهائية، ليفاجئنا البيض بإعلانها بذات الصيغة التي قدمها فرعه في مجلس الحراك للجنة الحوار.
لجنة الحوار تلك ضمت عدد من المكونات ابرزها:
– المجلس الأعلى للحراك الجنوبي “شعبة البيض”.
– المجلس الأعلى للحراك الجنوبي “شعبة باعوم”
– تيار مثقفون من اجل جنوب جديد.
– حركة النهضة
– التكتل الوطني الديمقراطي
– جبهة التحرير.
الشارع بالتأكيد في إنتظار موقف واضح من تلك المكونات بالاضافة الى المشرفين على عمل اللجنة واقصد هنا “مسدوس والوالي” بهدف إظهار الحقيقة فقط.
الوثيقة المنشورة حوت كثير من عناوين الإقصاء، لكنني سأتوقف عند البند رقم (11) فيها ونصه: “الاتفاق على أن يتم التعامل مع المكونات والقوى السياسية للثورة الجنوبية وتقييمها وفقا لمعايير محددة وواضحة منها قناعات المكون ورصيده النضالي ودوره التاريخي وتأثيره السياسي والثقافي والاجتماعي ، اضافة الى ذلك برنامج سياسي واضح”.
تأملوا جيداً؛ فمعيارهم الحقيقي في التعامل مع المكونات القائمة على الساحة الجنوبية ممن يؤمن بـ”التحرير والاستقلال واستعادة الدولة” رصيدها النضالي الذي سيخضع لمقاييس خاصة لتحديده، فلا ادري هل سيكون للنوعية ام للكمية؟ ام بعدد الشهداء الذين سيتم الزج بهم في عملية سياسية قذرة بهدف رفع الأسهم في بورصة النضال المفترى عليه؟
ثم تأت حكاية التأثير السياسي والثقافي والاجتماعي، وهذه لوحدها معضلة كبرى، فمن له الحق في تقييم تأثير الآخر، ام ان موضوع كهذا سيناط بمكتب “البيض” لتحديدها.
المفاضلة ليس بالبرامج السياسية، فهذه نقطة تأت في آخر المعايير حسب ماهو واضح في ذلك البند.
ليتهم لم ينشروا تلك الوثيقة بصورتها المخزية، التي تضع مستقبل الجنوب مرهون للون واحد يتحكم فيه، ويحدد من هو المناضل ومن هو الذي يستحق المشاركة دون غيره؟
حتى إن خرجت علينا تلك المكونات ببيان تؤكد فيه تأييدها ومباركتها للوثيقة، وتنسبها اليها، فإن لدينا عقول لا زالت تعمل، نستطيع من خلالها تمييز الغث من السمين.