fbpx
أوراق لمن يلتقطها 2/2

أوراق لمن يلتقطها 2/2
عمر بن حليس

إننا أصحابُ حقٍ ونحن شعب يبحث عن كيانهودولته وهذا أمرٌ مُسْلّمٌ فيه ,لكن عليناألا نغفل أو نتجاهل أن الآخرين لديهم حقوق عندنا وهذه الحقوق هي المصالح التي تحددجوهر العلاقات بين الدول (الإقليم والعالم )

,لذلك فالتعامل معهم يجب أن يأخذ بالحسبانما أشرنا إليه أن أردنا الوصول إلى ما نريد هذا من ناحية ,ومن ناحية أخرى عليناألا ننجر خلف الشارع لكي لا نكرر أخطاء سبعينات القرن الماضي !!فالتزاوج والموائمةبين العمل الثوري للحراك والعمل السياسي مسألة مهمة ومطلوبة, أما الارتهان للعاطفةوترك الحبل على القارب فهما الطريق نحو الأخطاء الإستراتيجية التي لا ينفع معهاالندم وقتئذ.

 

والحقيقة أقول أن شعورا يتملكني غامرا إيايبالسعادة والطمأنينة وقد رأيت في الآونة الأخيرة تقاربا وأن كان بطيئا بعض الشيء,بين أطياف مختلفة ,هذا الشعور الشخصي ولد بعد الندوة التي نظمها منتدى التنمية السياسي برئاسة الأستاذ/علي سيف حسن التي تم فيها الاستماع وتقديم المداخلات,والنقاشاتلتقرير مجموعة الأزمات الدولية الأخير,

وللأمانة أقول أن ورقة الأستاذعلي سيف “نحو حامل سياسي جامع”جديرة بالاهتمام والدراسة لما حوته منأفكار تضعنا علي أعتاب مرحلة أكثر أمنا واستقرارا، كما أن الندوة الأخرى التي عُقدت تحت عنوان (الحوارالجنوبي الجنوبي ــ التطلّعات والمخاوف ـ وحضرها ممثلين الحراك ولأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ولفيفُ من المثقفين والشباب وقطاع المرأة اعتبرت امتدادلما سبقها وفضلا عن كونها ندوة نوعية منحيث أنها لم تُقدم فيها أوراق واستمع الحاضرون لبعضهم البعض بصدور واسعة، وهذاالأمر في تقديري هو ما جعل بعض المراقبين أو الحضور يقولون ويؤكدون أن ثمة بوادر تلوح في الأُفق تتعلّقبتقريب وجهات النظر بين مختلف الفصائل السياسيّة أو الشبابيّةوذلك هو الكفيل في إمكانية الحديث عن صوت جنوبي غير متنازع والذي من خلاله فقط يمكننا إقناع الآخرين بعدالةقضيتنا وبالتالي الوقوف لمناصرتنا إن هم رأوا ما يقنعهم ــ لذلك فنحن من يفرض علىالآخرين التعاطي مع ملفنا، وهو ما أكد عليه المبعوث الدولي جمال بن عمر, والسفيرالبريطاني.،وما تلاهما من لقاءت أو تصريحات التي تشير مؤكدة أن العالم يتحرك للاستماعلوجهات النظر والإسهام في حل القضية الجنوبية وبما لا يتعارض مع الاستحقاقاتالخارجية المطلوبة.لذلك فالحوار الجنوبي الجنوبي والتحضير لعقد مؤتمر وطني عام لايستثني أحد أراه ضروريا ومهما في آن سيما بعد أن ظهرت القضية إلى السطح ,والمطلوبهو التجانس بين أن الأطراف مجتمعة ,مع التأكيد أنه لا يجوز وليس من المنطقي إجراءحوار يتعلق بالقضية الجنوبية بين قيادة الحزب الاشتراكي في صنعاء وفرعه في محافظةعدن “على سبيل المثال”فمجرد التفكير في إجراء حوار كهذا سيفضي إلي تنافرا كبيرا ,ويلحقالضرر بالجميع ,وبالتالي تباعد المسافة التي راهن ويراهن عليها من لا يريدون مصلحةفي التقارب والاصطفاف.

 

أخيرا..أما آن الأوان لنا التقاط الرسائلوالأوراق والتعامل معها بمنتهي الموضوعية والعقلانية؟

واستثمارها بشكل صحيح يجنبنا الخوض في غمارما لا يجدي نفعا،وعامل الوقت مهمٌ جدا, وهو ملغوم بالتحديات التي من الأهمية بمكاناكتشافها وإبطال مفعولها لاستئناف الرحلة صوب الغد المنشود.

 
ملحوظة:

كُتب الموضوع بُعيد الندوة التي عُقدت في الفترة 14ــ 15 فبيراير المنصرم

فندق ميركيور عدن