fbpx
في حضرة بن عمر …نختلف!

في حضرة بن عمر …نختلف!

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

      كنت في العاصمة اليمنية صنعاء عندما اتصل بي الأستاذ العزيز/ علي باوزير أحد الشخصيات الحضرمية التي قطنت صنعاء  في  نهاية الثمانينات من القرن الماضي وقد عرفته من كبار المدافعين عن القضية الجنوبية منذ بدايتها في العام 1990م  حسب وجهة نظره وقد عانى الأمرين نتيجة ذلك حيث تعرض للاعتقال في منتصف التسعينات وكما عانينا عانى هو الآخر  في وظيفته ومصدر رزقه نتيجة مواقفه الجريئة التي عرف بها   قبل كثير من المدّعين الذين لم يعرفوا القضية إلا بعد أن صارت ساطعة كالشمس في كبد السماء وبعد أن صارت تقام لها الندوات والمؤتمرات في فنادق الخمسة نجوم خارج الحدود .

 ولن أطري أبا ماهر فهو هامة وطنية لا تحتاج لمدح أو ثناء فأعماله ومواقفه تشهد له بذلك .

    على كل حال اتصاله كان لدعوتي لحضور لقاء مجموعة من الجنوبيين مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأستاذ جمال بن عمر   فقلت له ما هي طبيعة اللقاء وما الذي سيطرح فيه وهل سيكون الحديث عن رؤية واحدة قد تم تداولها والاتفاق عليها من حيث توزيع الكلمات حول  محورها .

   قال لا  قل ما بدأ لك لإيصال رأيك ووجهة نظرك.

 حضرنا في الموعد بفندق تاج سبأ الحادية عشرة والنصف صباح الثلاثاء 28/2/2012م فوجدت مجموعة كبيرة من الأخوة الجنوبيين الاكارم منهم من سبقت لي معرفته ومنهم من عرفته للمرة الأولى وكان معظمهم من محافظة لحج ومن مديريتي يافع والضالع تحديدا وهناك عدد من أبين وشخص واحد من عدن وآخر من شبوه وأنا والأستاذ علي من حضرموت وأعني بحضرموت المحافظة الإدارية حسب التقسيم الإداري لعام 1967م الذي فرضته حكومة الجبهة القومية على حضرموت آنذاك . وإلا فالجميع يمثلون حضرموت التاريخية التي كانت كهوية وحقيقة جغرافية لربما   ما كنا في الوضع الذي نعيش فيه الآن .

  وصل السيد بن عمر الثانية عشر ظهرا إلى القاعة الصغيرة بالفندق المخصصة للاجتماع وبعد أن رحب بالحضور . قال كما تعلمون أن مهمته هي الإشراف على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2014 المتضمن تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ومن أهمها مؤتمر الحوار الوطني بعدما تم تنفيذ ما اسماه الانتخابات الرئاسية والتي أبدى أسفه واستيائه لمنعها بالقوة في الجنوب حسب قوله .

وطرح سؤالا واحدا وهو الأهم بالنسبة له هل سيشارك الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني أم لا؟

بالطبع وكالعادة كانت آراء الجميع متفاوتة بل ومختلفة جدا كلا حسب فكره وتوجهه وفهمه أو…..

فقد ظهر جليا أمام بن عمر الاختلاف والتباين لدرجة أن أحد الأخوة مع احترامي له كان معظم كلامه عن  صراع الستينات مرحلة ما قبل الاستقلال عن بريطانيا العظمى.   وآخر كان يضيق بأي طرح من أي شخص ويصر على مقاطعته وكأننا في برنامج الاتجاه المعاكس وآخر لم ينسى تمجيد وذكر على عبدالله صالح وفضله الكبير عليه .

   تلك كانت صورة مصغرة وموجزة عن ذلك اللقاء وان كانت للوهلة الأولى قاتمة لكنها تحكي واقعنا المرير للأسف الشديد . إلا أن هناك أراء وأطروحات وأفكار سديدة ورائعة قالها الكثير من الأخوة الأفاضل ومن لم يحسن في طرحه من وجهة نظري ولم يعرض القضية كما نريد  إنما خانه التعبير ليس إلا .

    ولن أتطرق إلى ما قاله الأخوة الاكارم وما يعنيني  أن انقله إليكم هو ما قلته باختصار في ذلك اللقاء.

أولا : بعد الترحيب بالسيد بن عمر وتفاؤل أبناء الجنوب  

       من أنه سيبذل جهده لعونهم ونصرتهم بدلا من

      خذلانهم .    

ثانيا : أهمية النزول الميداني إلى مدن ومناطق الجنوب منه

        شخصيا أومن يكلفه والجلوس مع شرائح المجتمع

       الجنوبي وقيادات مجلس الحراك ومنظمات المجتمع

       المدني والمجالس الأهلية والشبابية دون مرافقة

       رجال النظام وأمنه ووكلائه المحليين .

ثالثا : إن من التقى بهم في صنعاء أو من سيلتقي بهم ليس

        هناك احد ينكر جنوبيتهم لكن ليسوا هم من يمثل  

        الواقع   على الأرض الجنوبية .

رابعا : للإطلاع على أبعاد القضية وأسبابها وما آلت إليه

         ومعرفة الكثير من الحقائق التي ستعينك في مهمتك

         لا بد من الذهاب إلى القيادات الجنوبية في الخارج

        وبدرجة رئيسية  الرئيس على سالم البيض باعتباره

        من وقع اتفاقية الوحدة 1990م وهو أيضا من أعلن

        فك الارتباط  بعد فشل الوحدة وبعد شن الحرب

        المدمرة على الجنوب في العام 1994م وهو الذي

        أعلن انضمامه للحراك والسير مع الجماهير في

        نضالها السلمي حتى الوصول بها إلى عدن وهو من

       رفعت وترفع جماهير الجنوب صورته في كل

       الفعاليات  والمهرجانات والمسيرات وهناك أيضا

       الكثير ممن يفترض اللقاء بهم من القيادات الجنوبية

       كالرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد ورئيس

       هيئة رئاسة مجلس الشعب الأسبق حيدر العطاس

       وسلاطين الجنوب المتواجدين في جدة وعلى رأسهم

      سلطان حضرموت  غالب بن عوض القعيطي

خامسا : العودة للتاريخ والوثائق كاتفاقية استقلال الجنوب

           عن بريطانيا التي لا ذكر فيها للهوية اليمنية

           للجنوب ومحاضر الجبهة القومية وما طرح من

          عدة تسميات للدولة الجديدة المستقلة ومنها

          جمهورية حضرموت العربية  وكذلك العودة لوثائق

         الدولة العثمانية إضافة إلى تاريخ حضرموت الممتد

         منذ آلاف السنين والضارب جذوره في الأعماق

        حتى اللحظة والى أن تقوم الساعة والذي وصل نوره

       وصداه إلى أصقاع المعمورة ومنها المغرب العربي

       كل ذلك  عليك معرفته  إذا أردت الإلمام بتفاصيل

       القضية .

سادسا :  أن بالإمكان إيجاد شخصيات جنوبية تمثل في

           الحوار المزمع وأن هناك شخصيات قد تتقلد اسم

           الحراك الجنوبي بشكل من الأشكال لكن في النهاية

           ليس لها مكان في الشارع الجنوبي .

           وإذا اردتم فرض الحوار على الجنوبيين بتلك

          الأسماء الجنوبية كما تمت محاولة  فرض

         الانتخابات فالنتيجة واحدة إذن .

سابعا : وإذا أردتم الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة

         كلها ونزع فتيل التوترات الإقليمية وعدم الانجرار

        إلى الصراعات فحل القضية الجنوبية هو الضمان

        الوحيد لذلك .

ذلك تفصيل موجز لما حدث في اللقاء وفي نهاية اللقاء شكر بن عمر الحاضرين وأن ملاحظاتهم ستؤخذ بعين الاعتبار وتمنى للجميع التوفيق

وخلاصة القول أن أبناء الجنوب بوحدتهم ووحدة رؤيتهم ومواقفهم بإمكانهم أن يكونوا الرقم الصعب في كل المعادلات وسيحققون ما يصبون إليه بإذن الله تعالى.

خاتمة:

للشاعر احمد مطر

عجبا !!

ما لهذا الكون يحبو

فوق أهدابي إذن ؟!

ولماذا تبحث الأوطان

في غربة روحي عن وطن ؟!

ولماذا وهبتني أمرها كل المسافات

وألغى عمره كل الزمن ؟!

ها هو المنفى بلاد واسعة !

والمفازات حقول ممرعه!

ودمي موج شقي

وجراحي أشرعه!

وانطفائي يطفئ الليل وبي يشتعل !

وفم النسيان

عن ذكرى حضوري يسأل

هل عرى باصرة الأشياء حولي الحول؟

أم عراني الخبل ؟!

لا..

ولكن خانني الكل

وما خان فؤادي الأمل!