حين تشتعل الثورة الحقه فإن لهيبها لا يخمد حتى تلتهم كل ما وجدت ، او اشتعلت من أجله .
إلا أن ثورة التغيير التي انطلقت قبل عام من قبل مجموعة من الشباب المظلومين ، والمضطهدين في شمال اليمن لم تحقق ما خرجت من اجله ، بعد أن تسلق على ظهور الشباب شركاء النظام السابق ، وصرفوا المليارات ( التي اكتسبوها من ثروات الجنوب ، دون حسيب أو رقيب حين نهبت على قاعدة الغنيمة والفيد ) كي يحرفوها عن مسارها وأهدافها التي وجدت من أجلها . وهكذا نجحوا في ذلك. واختزلوها فقط برحيل رئيس النظام السفاح علي صالح وحصانته من كل الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب في الجنوب والشمال هو ومن كان سندا له فرحل رأس النظام علي صالح ، ومكثوا هم ، ومازالوا جاثمين على صدور الشباب .
إذا لماذا اثأر الشباب في الشمال ؟
أمن أجل إسقاط نظام علي صالح وشركائه من ألأحزاب ألأخرى ؟
أم من اجل رحيل علي عبدالله صالح وبقاء أركان نظامه وبطريقة مستفزة لدماء الشهداء التي سفكت ؟
إذا كانوا طيلة عام كامل وهم يحتشدون الى الساحات ولم يغيروا شيا مما كانوا يحتشدون له فو الله انهم كاذبون على انفسهم ، لانهم جزء من النظام السابق ، عدى القلة القليلة التي اخمد صوتها بعد الانتهاء من توقيع المبادرة الخليجية ومن ثم تنصيب هادي رئيسا لليمن وبصورة هزيلة عبر انتخابات هزلية كلفت الدولة ملايين الريالات ، مع أن الصورة واحدة . إذا لماذا خرجوا الى الساحات ، وعبدربة هو صورة أخرى لعلي صالح كيف لا وهو الذي كان نائبا له لمدة 18 عاما .
لقد تبين لنا أن هدفهم الذي خرجوا من أجله يكمن في إجهاض ثورة الجنوب المطالبة بالحرية والاستقلال ، وإخماد صوت الحراك الجنوبي السلمي لتحرير الجنوب الذي هز أركانهم وبعثر كياناتهم ومع ذلك فقد فشلوا فشلا كبير جدا .
لقد وجه لهم شعب الجنوب الثائر صفعة مؤلمة ، و أرسل لهم رسالة قوية وصلت الى أدنى أصقاع الأرض حين أفشل الانتخابات الهزلية التي كانوا يظنون أنها الوسيلة المثلى لإخماد ثورة الجنوب وقد كان ذلك بحق ، استفتاء على الوحدة (بين الشمال والجنوب ) لقد خسروا الرهان وانتصر الشعب الجنوبي العظيم
