fbpx
الحراك الجنوبي ,, والمشاركة بالحوار الوطني بصنعاء,!!

  الحراك الجنوبي ,, والمشاركة بالحوار الوطني بصنعاء,!!

الحامد عوض الحامد

بعد ان نجح ابناء الجنوب بحملة رفض الانتخابات بالجنوب بصورة رائعة وسلمية وحضارية, أذهلت الكثير من المراقبين الدوليين, والتي اعتبرها كثيرون بمثابة عملية استفتاء الجنوبيين على فشل مشروع الوحدة مع الشمال, بعد كل ذالك أثير وبقوة السؤال التالي ماذا على الجنوبيين في مرحلة ما بعد يوم 21  فبراير  ؟؟

 لا يزال المشهد غامضا وقاتما, ولكن ما يبدو لنا واضحا اليوم هو مناسبتان من المحتمل حدوثهما في الأسابيع القادمة, الأول: الحوار الوطني في صنعاء والذي لم يحدد موعد أجراءة بعد والذي من المحتمل يدعوا الجنوبيين ” الحراك الجنوبي ” للمشاركة فيه, والثاني: هو مؤتمر حوار جنوبي _ جنوبي ” ,, الأول لا يعنينا ويشكل خطرا على القضية الجنوبية, والثاني يهمنا كثيرا ويشكل طوق النجاة للقضية الجنوبية من الأمواج التي تلاطمها يمين وشمال..

 وأي حوار وطني يعقد بصنعاء ويدعوا الجنوبيين للمشاركة فيه, يجب ان يرفض رفضا قاطعا, وإذا اضطر الجنوبيون للمشاركة بالحوار نتيجة لضغوطات دولية وهذا احتمال وارد جدا, فعلينا أن لا نذهب للحوار إلا بشروط مسبقة أهمها, الأول اعتراف النظام بصنعاء بالقضية الجنوبية كقضية سياسية عادلة, الثاني ان لا تكون هناك أي خطوط حمرا او سقف محدد لحل القضية الجنوبية.. في صنعاء قد يشترط على الجنوبيين وقف نشاطاتهم من مسيرات وفعاليات لضمان اجري مفاوضات لحل القضية الجنوبية

 لماذا الحوار الوطني يشكل خطرا على القضية الجنوبية ؟

  أنا شخصيا لست مطمئنا أبدا لهذا الحوار , لأني أرى ان هذا الحوار يحمل نوايا مبطنة,, ان هذا الحوار لم يأتي إلا لأجل القضية الجنوبية, ليس لإيجاد حلا لها, بل لتمويهها وتميعها وإخراجها عن مضمونها او للالتفاف حولها, هذا مؤتمر الحوار يستهدف القضية الجنوبية القضاء عليها بمعية وسائل أخرى مثل القبضة الحديدية الأمنية التي قد نشاهدها في قادم الأيام تستهدف قمع أنشطة الحراك الجنوبي وخصوصا بالعاصمة عدن, الإخوة بالشمال ليسوا جادين بهذا الحوار, وإلا ما معناه ان نسمعهم اليوم ينادون للتحاور من اجل القضية الجنوبية, وكأن القضية الجنوبية وليدة اللحظة وليست موجودة منذ حرب صيف 94م وبرزت أكثر لسطح منذ 2007م.. الشماليون ليسوا جادين بحوارهم مع الجنوبيون وإلا لما نظروا للقضية الجنوبية ضمن القضايا التي سيتم التحاور بشأنها كمشكلة الحوثي والقاعدة و تقاسم السلطة بين المشترك والمؤتمر وغير ذالك..القضية الجنوبية هي قضية وطن وشعب وثروة وتاريخ وهذا ما يجب على أبناء الشمال وضعة نصب أعينهم شاءوا ام أبو …

  وكمواطن جنوبي أرى انه ليس من مصلحتنا الدخول في أي حوار مع صنعاء, لماذا ؟؟ لان قضيتنا واضحة المعالم واضحة من أسبابها واضحة من الحلول التي يريدها ابناء شعب الجنوب لها, اذا فما الداعي للحوار, برأيي ان دخولنا في أي حوار مع صنعاء سوف يطيل من أمد حل القضية الجنوبية ويؤخر حلها وحسمها,, ان دخولنا في أي حوار يعني دخولنا في دوامة لا نهاية لها ربما من سلسة المفاوضات والمماطلات المعروفة بعالم السياسة, وأي تأخير أكثر لحل القضية الجنوبية قد يثير غثيان وسخط الشباب الجنوبي الذين ربما تكون لهم ردة فعل عكسية وسلبية تجاه حصول أي مهزلة او تلاعب بالقضية الجنوبية خاصة ان الشباب بقي لخمس سنوات متمسكا بنضاله السلمي رغم ما واجهه من قتل وقمع وتشريد وملاحقة واعتقال وغير ذالك.

 أن ما أخشاه أكثر هو أن دخول الجنوبيين في أي حوار مع صنعاء قد يتيح أرضية لظهور قيادات جنوبية بارزة لكنها بنفس الوقت متنفذه ومنتفعة ومن المحتمل ان تظهر هذه القيادة مدعومة ومدفوعة من قبل قوى إقليمية ومن قوى من الشمال, هذه القيادة ربما أو بالتأكيد سوف تساوم الشمال على القضية الجنوبية بأي ثمن وبأي حل وربما حل لا يرتضيه ابناء الجنوب, وبالتالي سوف تصبح ثورتنا مسروقة دون ان نجلي من نضال خمس سنوات ما كنا نسعى إلية وهو تحقيق التحرير والاستقلال, وهذا السيناريو حدث بالشمال عند ما قامت أحزاب اللقاء المشترك بمساومة نظام صالح بدماء شهداء ثورة التغيير ووفرت له الحصانة من المحاكمة فهل هذا شي هين ويمكن ان يتقبله المر على مر التاريخ؟؟

 ونحن كشباب نرى أن الأهم في المرحلة القادمة وهي مرحلة خطيرة وحساسة, ومن اجل ان يحافظ الجنوبيون على قضيتهم ونضالهم عليهم إيجاد إلية عمل مشترك وبشكل موحد, الأهم هو أن يتحاور الجنوبيين مع ذاتهم كأحزاب ونخب وقيادات قبل ان يفكروا بالتحاور مع الآخرين ليعرفوا ماذا يريدون لقضيتهم ؟ وماذا يريد الآخرون منهم ,, , ان عقد مؤتمر جنوبي _ جنوبي يخرج برؤية جنوبية موحدة وقيادة موحدة لقيادة المرحلة القادمة وفي القريب العاجل, انه لضرورة وطنية وتاريخية على الجنوبيين جميعهم القيام بهذا المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم, وإلا سوف يلعنهم التاريخ الجنوبي وتلعنهم الأجيال الحالية والقادمة, أما نحن كشباب نعرف ما علينا ونعرف مسؤولياتنا تجاه قضيتنا فلا شك أننا سوف نستمر بتصعيد نضالنا السلمي بمسيرات ومهرجانات حتى تتحقق أماني وتطلعات شعبنا العظيم, ونتمنى من القيادات الجنوبية ان تعرف مسؤوليتها وما عليها وان تتوحد فكفانا تشتت وكفانا أقصى وتهميش وحبا للقيادة والزعامة..

                 الحامد عوض الحامد

        كاتب وناشط شبابي