استحدثت ميليشيات الحوثي الانقلابية مقررا دراسيا جديدا، وفرضت تعديلات وإضافات على مادة الثقافة الإسلامية، أصبحت ضمن المقررات الملزمة على طلاب جامعة صنعاء، كبرى الجامعات اليمنية، وضمنتها أهدافها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني.
وأكدت مصادر أكاديمية وطلابية، أن الحوثيين أدخلوا إضافات جوهرية وتعديلات على مادة الثقافة الإسلامية التي كانت تدرس في جامعة صنعاء منذ عقود، فيما استحدثوا مقرراً جديداً أطلق عليه “الصراع العربي الإسرائيلي”، لتكون المادتان مقررتين في جميع كليات الجامعة.
ويركز المقرر الدراسي المضاف لمادة الثقافة الإسلامية على الترويج للحوثيين، وتمجيد داعميهم في إيران وحزب الله ونظام بشار الأسد في سوريا.
إهانة للعقول
من جانبه، وصف أكاديمي رفيع بجامعة صنعاء، التدخلات الحوثية في المناهج التعليمية بأنها “كارثة بكل المقاييس وإهانة للعقول الأكاديمية والطلابية”، وأشار إلى أن المادة القائمة على مسمى “الصراع العربي الإسرائيلي”، ذات أبعاد طائفية موجهة بشكل قذر لخدمة أجندات ميليشيات الحوثي وأربابها في إيران ولبنان.
وحذر من مغبة التمادي في التدخل الأكاديمي في شؤون جامعة صنعاء والجامعات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عبر مسخ المناهج التعليمية بتلك الطريقة المبتذلة، لافتا إلى أن ذلك سيضعف مخرجاتها أو يتم سحب الاعتراف بها من قبل الهيئات العربية كاتحاد الجامعات العربية.
هذا ورصد موقع يمني (المصدر أونلاين) من خلال قراءة مقرر الثقافة الإسلامية، أهم الإضافات الحوثية عليه، بإفراد حيز كبير منه للحديث عن (الحرب الدائرة في اليمن، ومهاجمة السعودية، والإشارة إلى أن أميركا هي من تشرف على الحرب، والدعم إسرائيلي بريطاني).
مقرر “الصراع” أخرجه قيادي حوثي
أما المادة التي أضافها الحوثيون ومقرة على جميع أقسام وكليات جامعة صنعاء، تتمثل في “الصراع العربي الإسرائيلي”.
وضمت قائمة أسماء المؤلفين للمقرر المستحدث، 13 اسماً بينهم قيادات حوثية لا تحمل أي مؤهل أكاديمي، وأحدهم المدعو يحيى أبوعواضة، مشرف الدائرة الثقافية للحوثيين والمسؤول عن جمع وإخراج ملازم حسين الحوثي، ما يدل بوضوح على المضمون.
واحتوى الكتاب المقرر عيوباً فاضحة يمكن اكتشافها بسهولة، لاعتماده صياغة عامية ركيكة لا تمت للمنهجية الأكاديمية بصلة وتغلب الرأي الفئوي، ووجهة النظر الشخصية دون البحثية.
تمجيد حزب الله
وتناول الكتاب عدة مباحث (مفترضة) تتطرق إلى أهل الكتاب والامبريالية الأميركية والبريطانية، واليهودية والصهيونية، ونشوء الكيان الصهيوني في قلب الأمة، وأبعاد الصراع العربي الإسرائيلي.
ويمجد الكتاب حزب الله اللبناني في أكثر من موضع، إضافة لتمجيد إيران ونظام بشار الأسد (ص 124)، وفي ذات الصفحة يقسم الكتاب الأمة إلى فسطاطين أو اتجاهين بارزين: الأول الداعم لفلسطين والمعادي لإسرائيل، ويتشكل من حزب الله والحركات الفلسطينية وإيران، في مقابل التهجم على الأنظمة الموالية أو المتحالفة مع أميركا وإسرائيل.
يشيد الكتاب أيضاً بالموقف السوري الواضح والصريح في مساندته لحزب الله.