fbpx
استقلال الكويت.. ومحاولات ضَمّه للعراق

د.علي صالح الخلاقي:

في البدء نزجي التحية والتهاني القلبية للكويت الشقيق شعبا وحكومة وأميرا بذكرى عيدهم الوطني الذي يحتفل به في 25 فبراير من كل عام. علماً أن الكويت حصلت على استقلالها عن بريطانيا في 19 يونيو 1961 بعهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، فكان أول احتفال بعيد الاستقلال اقيم في 19 يونيو 1962، وهي المرة الوحيد التي اقيم فيها احتفال بالاستقلال بهذا التاريخ، وفي عام 1963 تم ترحيل عيد الاستقلال (نظرا للحر الشديد في هذه الفترة)، وتم دمجه تاريخ عيد جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح والذي يصادف يوم 25 فبراير من كل عام بداية من عام 1963. ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل في عيد استقلالها في هذا التاريخ.

 

لقد أعلنت الكويت استقلالها من بريطانيا في 19 يونيو 1961م،وبرز اسم الكويت على مسرح الحدث العربي والحدث العالمي ليعلن للعالم أجمع أنه نال حريته، وحصل على استقلاله.

 

لكن أجواء فرحة الكويت باستقلاله لم تدم طويلا فبعد أقل من أسبوع سرعان ما طالب رئيس الوزراء العراقي حينها عبد الكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق، وبدا باستنفار وحشد قواته على الحدود، وكاد أن يجتاح الكويت لولا تدخل الدول الصديقة والشقيقة بناء على طلب أمير الكويت ووصول قوات من عدد من الدول ومن جامعة الدول العربية.

 

وكان الموقف الذي أقدم عليه عبدالكريم قاسم من إعلانه لضم الكويت صادماً لكل عربي خاصة بعد إعلان الكويت لاستقلالها الذي اعترف به هو ، ودون أية مسوغات تبرر هذا الإعلان المتهور..

 

وتكرر ذلك للأسف الشديد مطلع تسعينات القرن العشرين حينما تعرضت الكويت الشقيقة لمأساة أشد وأقسى من تلك التي شهدتها مطلع الستينات، ومن قبل الجار العربي نفسه، حيث اجتاحت القوات العراقية الكويت عام 1990م وأعلن الرئيس العراقي صدام حسين ضمها للعراق، فتكررت المأساة بأبشع صورها، وكأَّن الطغاة لا يتَّعظون من تجارب التاريخ، وقد كانت تلك الحماقة بداية نهاية صدام حسين المأساوية التي لم يحسب حساباً لها، وما زلنا نعيش فصول تداعياتها المؤلمة حتى اليوم.

 

لقد تعاطف الجنوبيون حينها مع الأشقاء في الكويت عند اجتياح قوات صدام لبلادهم على عكس الموقف الرسمي الذي تبناه الرئيس عفاش حينها كتلميذ لصدام ..وعند اجتياح الغزو الشمالي عام 1994م للجنوب..ثم الغزو الأخير 2015م شعرنا مثلهم بمرارة الاحتلال..وها نحن نشاطرهم فرحة عيدهم/عيدنا..