fbpx
زعماء دين شماليون ورجال دين جنوبيون

زعماء دين شماليون ورجال دين جنوبيون

كتب / أديب السيد

الفرق واضح بين الأثنين ، لا نقول ذلك لأننا جنوبيين ..لا والله ،  فالمواقف هي من تحدد إيجابية هؤلاء أو سلبية أولئك ، وليست أي مواقف بل المواقف العصيبة والظاهرة خصوصاً فيما يخص قضايا المجتمع والأمة الإسلامية .

وما جرى مؤخراً في عدن  من إرسال غير معلن لسلطات صنعاء  لوفد كبيرة من زعماء الدين الشماليين  كي يقنعوا رجال الدين الجنوبيين المنخرطين في ثورة شعب الجنوب التحررية بالعدول عن مواقفهم ما هي إلا وسيلة من وسائل الخداع والحيلة في ظل إستهداف إلق الثورة الجنوبية ومسارها الصحيح بقيادة رجال الدين الجنوبيين والهيئة الشرعية الجنوبية.

الوفد الشمالي قدم بسرية تامة وعقد لقاءات منفردة مع العديد من رجال الدين الجنوبيين في عدن ، وهذا الوفد لم يأتي من اجل تفهم المواقف وخوض الحوار البناء مع رجال الدين الجنوبيين وأخذ الحقيقة ، بل جاء  وهو يحمل إهدف واحد وهو قناع رجال الدين الجنوبيين بأن “الوحدة اليمنية مقدسة ” وأن الخروج عنها يعني خروج عن الشرع والدين .

أنا لم اطلع بالكامل على ما دار في اللقاءات ، لكنني علمت مؤخراً أن زعماء الدين الشماليين خاطبوا الجنوبيين بنفس الأسلوب القديم الذي يؤكد على حرمة الخروج عن ولي الأمر وأن الوحدة اليمنية فريضة شرعية ، فما كان من علماء الدين الجنوبيين إلا ان ردوا كيد أولئك نحورهم وأفشلوا عليهم إستخدام الدين لنهب وسرقة وإحتلال الجنوب كما أفشلت سلمية الحراك الجنوبي إستخدام السلاح ضد الجنوبيين .

طبعاً لم يعد أي ثقل لزعماء الدين الشماليين في الجنوب بعد وصول الثقة والفجوة بينهم وبين الجنوبيين سواء موطنين أو رجال الدين إلى منحدر سحيق خلال عشرين عاماً وأكثر لم يتفوه فيها من يدعون زعماء دين شماليين بأي إنتقاد لساداتهم في سلطات صنعاء جراء الإنتهاكات الجسيمة التي أرتكبت بحق الجنوبيين والتي لا تزال مستمرة حتى اللحظة.

ما يهمنا هنا هو ليس موقف زعماء الدين الشماليين ، بل مواقف رجال الدين الجنوبيين الذين أظهروا أنهم الأجدر والأكثر وعياً وتمسكاً بالدين الإسلامي الصحيح بوقوفهم إلى جانب المظلومين من إخوانهم الجنوبيين ، فقد اناروا طريق الثورة الجنوبية التحررية بوجودهم وأشعلوا إضاءات كانت منطفيه في الحراك الجنوبي .

لكنني أقول هنا أنه لا فرق بين أن يقوم الزنداني عام 89 م ورفاقه بالتحريض والتكفير والدجل بإسم الدين ضد الجنوبيين والحزب الإشتراكي داخل المعسكرات ، وبين ان يقوم هؤلاء الذين هم أصلاً مرسلين من الزنداني وحلفاؤه من هنا وهناك بنفس المهمه لفكفكة الهيئة الشرعية الجنوبية التي تتصدر اليوم ثورة الحراك الجنوبي التحررية .

ونحن نعرف حجم المعاناة التي يحملها رجال الدين الجنوبيين أنفسهم من تلك القوى الظلامية في صنعاء على مدى الفترة السابقة ، ونعرف حجم نواياهم الصادقة والمخلصة للجنوب ولشعبهم وإخوانهم ووطنهم الجنوبي ، ولكن عليهم  اليوم ان يكونوا اكثر حذراً من تلك الجماعات القادمة من صنعاء والتي تحاول إيجاد ثغرات لهم لغزوهم بما يريده زعماء العسكر وسلطات صنعاء ، ورغم ان رد رجال الدين الجنوبيين قد أفشل مهمة زعماء الدين الشماليين وأوضحوا  لهم لماذا ..؟ وكيف ..؟ إلا أن الشماليين  لم ولن يقتنعوا بأي شيء لأنهم مرسلين  لتثبيت الباطل وليس للبحث عن الحق ، وهذا ديدنهم دائماً .

ونحن كمراقبين لكل التحركات لا نستغرب من وصول هذا الوفد الشمالي بسرية تامه إلى عدن ولكن نستغرب من الطريقة الملتوية التي جاءوا بها الى عدن ، ولقد حدث ذلك لأسباب عديدة ، على رأسها أنهم يستهدفون رجال الدين الجنوبيين لأن في حرب 94 الغاشمة كانت حجتهم ان هؤلاء كفار وشيوعيين ويجوز قتالهم ، اما اليوم فماذا سيقولون عن ثورة الجنوب التحررية الحضارية السلمية ورجال الدين الجنوبيين يتصدرون الثورة ويقودون لواءها إلى جانب شباب الجنوب ، لقد أفشلت سلمية الحراك غزوهم العسكري اليوم ، وأفشل رجال الدين الجنوبيين غزوهم الديني وإستخدامهم للدين لإحتلال الجنوب وإعادة السيطرة عليه .

فشكراً لكم يا رجال الدين الجنوبيين وشكراً لكل رجل فيكم وشيخ علم وعالم ، فقد أنرتم طريقنا وأشعلتم شموع حريتنا ، واعدتم لثورتنا بريقها ، فكونوا رجال دين تآمرون بما أمر الله ورسوله وتنهون عما نهى الله ورسوله وإياكم  وما يفعله زعماء الدين الشماليين من بيع ذمتهم وأمانتهم بدراهم من المجرمين واللصوص في سلطات صنعاء .