مقالات للكاتب
مثلما خلدت أرواح ودماء آلاف الشهداء والجرحى تاريخ نضال شعب الجنوب وهي تروي تراب الوطن وتفدي أبنائه بروحها ودمها ,سوف يخلد تاريخ الجنوب العربي يوم 23 سبتمبر 2017 م يوم أشهر المجلس الانتقالي الجمعية الوطنية لبنة أساس لبرلمان جنوبي , وانجاز تاريخي لحلم ظل شعب الجنوب ينشده ويترقبه على طريق لم شمل الجنوب وحشد الطاقات نحو الهدف المنشود .
كلمة جنوبية واحدة وصف جنوبي واحد تحت قيادة جنوبية موحدة يتسع صدرها لكل أبناء شعب الجنوب ويمتد أفقها على مساحة أرضه , وعلى القيادة التاريخية تحمل المسئولية كذلك للأخذ بأيدي كل المناضلين الشرفاء وجمع الكلمة الجنوبية وفق رؤية واقعية لا تقفز على متطلبات الواقع , ولا تستثني من كان لهم دور وطني مشهود على طريق استعادة دولة الجنوب العربي الذي نراها بعون الله قريب , وان شاء الله هم أهلا لذلك وبعدهم شعب الجنوب الذي فوضهم , ساعداُ ومساندا وشاهدا ورقيب .
من بداية انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في 7 / 7 2007 , كتب الكتاب النداء تلو النداء وحرضنا حد الاستجداء, وكان الكثيرون يناشدون القيادات المحنطة أن تلتئم لتوحيد الجنوب نحو الهدف المنشود , لكن رموز تلك القيادات انطلقوا وهم يتخافتون لخطف ثمرة الحراك قبل أن يشتد عودها , رحلات مكوكية من فينا إلى بيروت إلى القاهرة , مؤتمر هنا ومكون هناك ورئيس هنا وخمسة رؤوس خاوية هناك , وكلما لهم تزيد طينتهم العقيمة تكلس , وفرقتهم تمزق , وتأرجح حال الكثير ممن كانوا قيادات ميدانية ذات الشمال وذات الشمات وكلب الفرقة باسط ذراعيه على أبوابهم .
أذكر عندما قابلت الشهيد أحمد سيف اليافعي في الرياض بعد قيادته حرب تحرير عدن واقتحام قاعدة العند , أول ما بادرني قال :
محتفظ بمقالك !!! , قلت أي مقال ؟
رد مباشرة ( لا تبحثوا عن الحامل الجنوبي بين العجائز والمطلقات ) وعنوان المقال كافي لمقصودة !!!.
نعم ظللنا نحلم بمن يوحد الصف الجنوبي على طريق استعادة دولة الجنوب , وتخبط الكثير بين استباق الاستحقاق الذي يجب أن يتشرف به من يحمل راية شعب الجنوب وبين من يستبق روح الأنانية الذاتية وغايته وهدفه بان يكون هو أولا والجنوب وشعبه وتضحيات أبنائه وسيلة لغايته ليس إلا .
ووصل أبناء الجنوب إلى قناعة تامة بان القيادات المحنطة التي زاد رغائها عن أفعالها كانت تجهض حملها في شهورها الأولى .
حتى حان يوم الشرف والفدى الذي ظل ينتظره الصادقون فكانوا على مستوى المسؤولية الميدانية في قيادة المقاومة الجنوبية , ويومها تضافرت أرواح الشهداء ودماء الجرحى وشجاعة اسود الجنوب منذ ساعات التصدي لحرب الاجتياح الثانية في مارس 2015 م حين عانقت الإرادة الجنوبية تراب الوطن بالروح والدم .
وبعون الله وفضله تعالى انطلقت عاصفة الحزم العربي التي لم ولن ينسى كل جنوبي حر ساعة انطلاقها الحازم لدك قوات شيطان اليمن وربيب المجوس .
وما هي إلا أشهر معدودة من التحام الشعب الجنوبي موحد الصف الميداني نداء وفداء , إلا ورايات النصر ترفرف على تراب الجنوب وعلى أهم مدنه وقواعده الإستراتيجية من تحرير العاصمة عدن إلى اقتحام القاعدة العند إلى تحرير محافظات الجنوب ومن ثم مواصلة الزحف وتحقيق الانتصارات العظيمة بدك اكبر قوة كان تتربص بالجنوب في الجبهة الغربية داخل الأراضي اليمنية من معسكر العمري إلى تحرير المخا واقتحام معسكر خالد وأخيرا إلى معسكر أبو موسى الاشعري وعلى مشارف الحديدة اليوم.
رغم ما يبديه ونبديه من تحفظ على الانزلاق في متاهات اليمن من جهة ومن تآمر قوى الأخوان اليمنية وحلمها بالعودة إلى الجنوب والثأر من القوات المسلحة الجنوبية وانتصاراتها في الساحل الغربي لليمن, إلا أن عهد الوفاء لقوات التحالف العربي التي اختلطت دماء شهدائها مع دماء شهداء الجنوب واجب تلازمي , لكنه بالتأكيد لن يثني أبناء الجنوب عن استعادة دولتهم التي لا مجال للمساومة عليها .
واليوم حان للقيادة الجنوبية الفتية أن تكون عند مستوى المسؤولية أمام استحقاقات شعب الجنوب وعهود الوفاء للتحالف العربي ونحن واثقين بأنهم مدركين لذلك وعلى مستوى المسؤولية.
ختاما :
من رحم المقاومة الجنوبية ومن ميادين الشرف ولدت القيادة الجنوبية التي هي اليوم إمام استحقاق شعب الجنوب التاريخي وعلى الطريق الصحيح لجمع الصف الجنوبي نحو الهدف المنشود دولة الجنوب القادمة بإذن الله وبحوله وقوته, والتي نراها قريبا , وما ذلك على الله ببعيد .