fbpx
هل سيتحول الشمال إلى بؤرة صراع مركزها صنعاء؟
كل المؤشرات والتطورات تشير إلى أن اليمن بأكملها أصبحت منطقة صراع مستمر، ضمن متوالية الصراع الإقليمي، كالذي يحدث في سوريا وليبيا والعراق وغيرها.

لكن ما حدث في الشمال من تطورات كان أبرزها مقتل “علي عبدالله صالح” الرجل الذي حكم اليمن 33 عاما، وتسبب في كل ما يجري فيها بتحالفاته المتناقضة، والتي كان آخرها تحالفا قضى عليه، وأدى إلى مجزرة مروعة في أسرته ومناصريه.

بتصوري الشخصي، الأحداث لن تقف هنا، بل ستأخذ أبعادا أخطر وأكثر تأثيراً، خاصة مع إصرار جماعة الحوثيين على استخدام أسلوب القمع والعنف والإذلال لحلفائهم السابقين، وخصومهم الجدد، أعضاء وقيادات حزب “المؤتمر الشعبي العام”.

وتلك الأبعاد لا أقصد بها أي هجوم من قوات علي محسن الاحمر القابعة منذ 3 سنوات في مأرب، بل أقصد أن الحوثيين بقتلهم “صالح” قد زرعوا حقداً دفيناً في صنعاء، ربما سيثور بعد سنوات طويلة، مثلما فعل الجمهوريون في ستينيات القرن الماضي بالملكيين، وظلت النار تحت الرماد حتى عادت للاشتعال بعد خمسين عاما “نصف قرن” من أجل الانتقام.

مع ذلك لا نستبعد أن تأخذ قوات الأحمر والإصلاح في مأرب زمام المبادرة وتقرر دخول صنعاء، ومواجهة الحوثيين في حرب شوارع، غير ما هي عليه الحرب الحالية داخل التباب والقصف المدفعي بعيد المدى.

لكن بالتأكيد أن حرب صنعاء لم تبدأ بعد، وستبدأ حينما تقرر قوات الإصلاح والأحمر دخول صنعاء، والتي إن تمكنت من دخول صنعاء، فلن تستقر لهم الأوضاع، لأن جماعة دينية إيدلوجية متعصبة كالحوثيين لن تستسلم بسرعة، وستتحول إلى عصابات داخل صنعاء.

من هنا، أقول إن احتمال تحول الشمال إلى بؤرة صراع مركزها الأساسي صنعاء هو أقرب للحدوث، كاحتمال تعززه عدد من العوامل الخارجية وتوجهات واضحة، خاصة بعد فشل انتفاضة المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح، والتي كانت تعتبر ورقة إنقاذ صنعاء من الحوثيين، حيث قد تتوحد الآن كل القوى المسلحة – جيش أو جماعات – لخوض معركة صنعاء.

أستطيع القول إن الخيارات ضيقة بشأن صنعاء، فتركها للحوثيين الذين لم يعد أحد متحالفا معهم سياسيا، بعد ما فعلوه بالمؤتمر، خيار صعب للغاية، ويشكل خطرا على السعودية، فيما الخيار الأقل صعوبة هو اقتحام صنعاء من قبل قوات الإصلاح، وهو خيار سيحول صنعاء ساحة حرب مفتوحة، لما سيترافق مع الاقتحام من استدعاء للماضي وخلافاته وأحقاده في الشمال بين القوى المتصارعة، وخاصة بالنسبة للطرفين الدينيين الإيدلوجيين “الإصلاح والحوثيين”.

وبالمقابل، ستبقى أوضاع الجنوب على حالها، لسبب بسيط وهو وجود الشرعية بنفس سياستها وفسادها، بما يجعل الجنوب والشمال يعيشان حربا واحدة، وإن اختلفت عناوينها وصورها.