fbpx
أمواج الديمقراطية والسلام . قد تتحول إلى أمواج الغضب والخصام

سطر الشعب الجنوبي الحر أروع وأقوى الملاحم النضالية السلمية في عاصمة الجنوب عند ما احتفل في ذكرى استقلال الجنوب عن المستعمر البريطاني  في ال30 من نوفمبر المجيد في ساحات المنصورة وكريتر والمعلا  هذه الحشود المليونية التي توجهت إلى مدينة المعلا للصلاة على شهيدة الجنوب فيروز اليافعية . وكانت هذه الحشود من الثائرين والثائرات الجنوبيين المتعطشين للحرية والاستقلال كأنها سيل عارم من البشر وأمواج متتابعة أمتلئت فيها معظم  شوارع عدن  بدأت من ساحة المنصورة وحتى مدينة المعلا بدون انقطاع .

 وقد أراد الثوار الجنوبيين استخدام الأمواج الهادئة القادمة من شواطئ المهرة عبر خليج عدن وحتى باب المندب من مياه البحر الأحمر وهي أمواج الديمقراطية والسلام لمن  عنده أدنى شك أو ريب بما يريده شعب الجنوب لدحض الافتراءات والتأويلات الغير عادله بشان ما يزعمه نظام صنعاء بان الجنوبيين يريدون استمرارية الوحدة مع الشمال وان الحراك الجنوبي ما هو إلا كذبه قامت بها مجموعة بسيطة من الحاقدين على وحدة اليمن فقدت مصالحها وهي خارجة عن إجماع الجنوبيين .

هذه الأمواج الديمقراطية والمسالمة تناشد الراعين والداعمين للمبادرة الخليجية الذين تجاهلوا حجم القضية الجنوبية وأهميتها الدولية والإقليمية والمحلية . توضح لهؤلاء الذين جعلوا منها قضية محلية بسيطة شانها شان القضايا الأخرى مثل قضية زواج القاصرات ومعالجة قضايا الثأر وغيره ,

بينما هم يدركون أن القضية الجنوبية هيا قضية شعب طمست هويته أخرجه نظام صنعاء من وطنه الجنوبي ورمي فيه على قارعة الطريق يستجدي منهم ما يسد حاجته ولا يجدها .

وكان هذا الشعب قبل عام 90م  يمتلك دولة مستقلة ذات سيادة وعلم خاص وجيش وثروات نفطية ومعدنية وحدود معترف بها دوليا مع جيرانه الخليجيين ومع العربية اليمنية وعضوا بالجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وعلاقات دوليه وعربيه .

 لكن الغريب في الأمر أن الخليجيين والأوروبيين والأمم المتحدة يدركون قبل غيرهم من أطراف النزاع أنهم بمبادرتهم هذه ينسجون السماء بخيوط العنكبوت في ما يخص القضية الجنوبية .

ألا يجدر بكم ياسادة العالم  أن تضعون النقاط على الحروف  بإظهار الحقائق واحترام  رأي الشعب الجنوبي والملايين التي خرجت لتقول لكم ولغيركم ها نحن هنا في وطننا الجنوب ولا نرضى بغير التحرير والاستقلال .

انتم تزعمون أنكم تناصرون الشعوب المظلومة واحترام مطالبها العادلة وأنكم من مؤيدين وداعمين لحقوق الإنسان واحترام الديمقراطيات في العالم . أليس الجنوبيين جزء من هذا العالم المتحضر ويستحقون العون والإنصاف منكم ؟

الإصرار على مناقشة القضية الجنوبية كقضية حقوقيه ضمن مؤتمر الحوار اليمني الذي لا يرى النور حتى الآن . يعتبر فعل متعمد وجريمة كبرى مع سبق الإصرار والترصد بحق هذا الشعب الجنوبي المسالم يرتكبها أسياد العالم بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كما يزعمون . وإجهاض متعمد لكل آمال وطموح الملايين التي خرجت تنشد الحرية والسلام  . مع العلم  أن هذا المؤتمر قد لا يرى النور أطلاقا بسبب هيمنة أمراء الحرب والفساد ونهب الثروات وفرض رأي القبيلة والعساكر والبلاطجة على النظام  .

بصريح العبارة اختلط الحابل بالنابل . والمثل الشعبي  يقول :- يا فصيح لمن تصيح .

أرادت هذه الأمواج الهادئة أن تهمس في أذان الجنوبيين الصامتين وبعضا من لازال يعتقد بإمكانية إصلاح مسار الوحدة اليمنية على يد الرئيس عبد ربه منصور وحكومته .  نقول لكم انتم جنوبيين ونحترم آراءكم  . ولكن الحقائق والممارسات على الأرض تجعل من العاقل أن يتنصل من هذه الوحدة التي يسيطر عليها الأكاسرة والقياصرة والأباطرة وأصحاب العمائم الحمراء والبيضاء . هدف هؤلاء الأساسي ضم الجنوب وإلحاقه بالجمهورية العربية اليمنية . لقد حان الوقت أن تقررون اللحاق بركب الثورة  السلمية وبما يصلح شعبنا وجنوبنا الجريح .

أن الملايين التي خرجت وطافت المدن الجنوبية في عدن وحضرموت لهو خير دليل على نضوج القضية الجنوبية واتخذت منحى أخر قد يعجل بتحقيق الطموحات وهذا لا يأتي إلا بتظافر الجنوبيين ووحدتهم واعتمادهم على الله سبحانه وتعالى أولا . ثم على أبنائه جميعا من المهرة وحتى باب المندب . خلاصة القول . على الصامتين أن يخرجون من صمتهم ويلتحقون بركب الثورة الجنوبية لبناء وطن ديمقراطي شوروي يخدم أبناء الجنوب كافة .

ولأول مرة  أصرت هذه الأمواج الهادئة أن تلامس طموح وشجون وعقول وأفكار وتوجهات قادة الحراك الجنوبي بالداخل والخارج حيث أكدت  أن القرار الأول والأخير بشان حل القضية الجنوبية هو قرار الشعب الجنوبي الحر . وعلى القادة الجنوبيين أن يوحدون جهودهم والجلوس تحت سقف البيت الجنوبي لتحريك المياه الراكدة . وأملنا كبير بعد الله من سيادة الرئيس علي سالم البيض أن يقوم هو شخصيا بدعوة كل المكونات السياسية والدينية والمنظمات الجنوبية إلى مؤتمر حوار وطني جنوبي جنوبي بعد الإعداد والتحضير الجيد لانعقاد هذا  المؤتمر . لان نجاحنا وفلاحنا بوحدتنا فقط . وضياعنا وتمزقنا بفرقتنا .  وأتمنى أن لا تضع الشروط المسبقة والعراقيل المصطنعة أمام من يريد الحضور من قبل اللجان المنظمة للمؤتمر .

أخيرا رسالة الشعب الجنوبي موحدة وقوية . وعلى الجميع  فهمها جيدا قبل فوات الأوان خوفا من أن تتحول أمواج السلام والديمقراطية إلى أمواج الغضب التي قد تعصف باليمن بشكل خاص ودول الجوار بشكل عام .   

والله من وراء القصد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .