fbpx
عندما قالت لودر : “كلنا حوس” ..!

 الى روح الشهيد توفيق الجنيدي (حوس) في الذكرى الأولى أستشهاده

كانت الأيام تسير ببطئ على أصوات المدافع والمتفجرات، ثقيلة بثقل المآسي التي تخلفها تفجيرات الغام وقنابل الإرهاب التي طالت مدن محافظة أبين في الدلتا (زنجبار وجعار ) ،وفي المنطقة الوسطى (لودر ومودية والمحفد) منذ منتصف عام 2011م كان الحزن سائد في أبين وفي الجنوب عامة هناك بؤس الحياة وعذابات التشرد وأحزان المكلومين والثكالى يهيمن على الجميع ، ظلما  قاساً بحجم ومعاناة قاسية تفوق الوصف ، وبرغم ما حصل تظهر بوارق الأمل والانتفاض على مرارة الواقع الأليم هو هكذا المشهد وهذا ما حصل في (حاضرة البادية) لودر المنطقة الوسطى في محافظة أبين وهكذا دائما وهي سنة الحياة حين تظهر الرجال في أحلك المواقف صعوبة حينها خرج ملتقى شباب لودر متصدرا المشهد.

كان ملتقى شباب لودر الذي أسس في لودر من خيرة الشباب وقد اختاروا توفيق علي منصور الجنيدي (حوس) رئيسا للملتقى كان ذلك  بعد عودتهم من التشرد الذي تعرضت له مدينتهم أثر معركة خاضها عساكر الاحتلال مع عناصر ما يسمى بـ (انصار الشريعة) كانت لودر حينها تنزف بدم الشهيدين (الشيابي والناصروه ) في 20 /أغسطس 2010م بعد معركة قصيرة لازالت الى اليوم سر لا يعلم الكثير كيف دارت ؟! وماهي نتائجها عدى كونها شردت ما لا يقل عن 80% من سكان المدينة؟!! انتهت هذه المعركة كما بدأت ليفيق سكان لودر بأنهم مشردون في كل مناطق الجنوب من عدن الى شبوة ، ويعودوا وفي نفوسهم قسوة التشرد، ويعلنوا أنه التشرد الأول والأخير وهذا ما ظهر جليا من تصميم الشاب توفيق الجنيدي الملقب بـ (حوس ) الذي كان يواجه انصار الشر بنفسه فقد اشتبك معهم بالأيدي بداية ثم في اشتباكات مسلحة وهذا ما جعل شباب المدينة يتهافتوا الى نصرته ونصرة مدينتهم  وعاهدوه بأن يخوضوا معه النضال المستميت دفاعا عن لودر بعد ان تجرعوا مرارات التشرد ، في هذه الظروف ولد (ملتقى شباب لودر) والذي سرعان ما تم دعمه من تجار المدينة بالمال والسلاح ومن قبائل المنطقة العواذل والنخعين ودثينة بالرجال.

خاضوا شباب الملتقى صراع مرير مع خفافيش الظلام وخسروا الكثير من الشهداء حتى جاءت فاجعة استشهاد الشاب القائد الخلوق الشهيد توفيق الجنيدي (حوس) في 5/ديسمبر 2011م بعد مرور عدة أيام على اصابته بزرع عبوة ناسفة أودت بحياته وأحدى مرافقيه .

كان استشهاد (حوس) الشرارة التي الهبت حماسة شباب لودر وقبائلها وقبائل المنطقة الوسطى جميعا لضرورة التصدي بكل بسالة لأنصار الشر – كما يسمونهم – وحينها أكتست جدران حاضرة البادية (لودر) وشوارعها بشعارات رفعها شباب الملتقى واللجان الشعبية وقوى الحراك الجنوبي وأهالي المنطقة (كلنا حوس) إيذاناً ببدء العد العكسي لسيطرت ووجود هذه الجماعات المرتزقة المشبوهة بأهدافها الاجرامية التي ترمي الى إغراق أبين والجنوب ككل في مستنقع الاقتتال.

هذا الشعار الذي رفعه ابناء لودر كان يقضي برفع درجة الاستعداد للمواجهة الشاملة والتي بدأت حينها بإخراج هذه العناصر الإرهابية واتباعها من لودر كما تم تحذير كل القبائل التي لديها من الأبناء في صفوف هذه الجماعات بأن يردوا أولادهم أو يتخلوا عنهم , و اشتعلت فعلا وخاضها الشباب في المدينة بصمود اسطوري سيظل في ذاكرة التاريخ وفي ذاكرة الاجيال ما بقيت حياة على هذه الدنيا.

كلنا (حوس) قالوها بصدق الثوار المؤمنين بعدالة قضيتهم وكان للكثير منهم شرف الاستشهاد فقد سقط ما لا يقل عن 45 شهيدا وأكثر من 200 جريح على اسوار ومداخل مدينة لودر دفاعا عن العزة والكرامة ليخلدوا في صميم الشرف وينالوا أعلى أوسمة يمنحها الخالق عزة وجل (الشهادة) دفاعا عن الأرض والعرض والعزة والكرامة .. كلنا حوس ..وسنفخر دائما  بترديدها – وما أحوجنا لذلك اليوم – ان نقولها كما قالها  أبناء لودر: “كلنا حوس .. كلنا حوس”