fbpx
زريبة ” الحوار الوطني ” عمر حمدون
شارك الخبر
زريبة ” الحوار الوطني ” عمر حمدون

وصيف المهندس العطاس لعودة شعب الجنوب الى صنعاء ودخول ممثليه الى مايسمى بالحوار الوطني بانها عودة تشبه الدخول الى الزريبة هو توصيف يبقى اهون من ذلك التوصيف الذي قاله شاعر جنوبي حضرمي مجهول حين شبّه ادخال شعب الجنوب في “وحدة اندماجية ” مع شعب الشمال كمن ادخله الى بطن حمار بحيث لم يعد يعرف هذا الشعب الجنوبي كيفية  خروجه من دخوله في هذه ” الوحلة ”  !!!
هذا التوصيف ” الزريبي ” الصادر عن دولة الرئيس العطاس بقدر مايحمل من معاني السخرية والتهكم من هكذا “حوار ” ، بقدر مايعبر ايضا عن معا نى الصدق والحقيقة المؤلمة التي استشعرها وخبرها وعاشها العطاس نفسه حين كان يعتلي اعلى منصب في حكومة “وحدة 22مايو90م الميتة ” ،ناهيك عن خبرة  الشعب الجنوبي ذاته الذي عايش تلك الحقيقة المرّة  ايضا طوال مايزيد عن العشرين عاما ولايزال    ، حقيقة ان هذا الشعب  وممثليه وقادته في تلك الحكومة لم ينظر اليهم الطرف الآخرالاّ كونهم مجرد قطيع ذليل وخاضع و تابع لمالكي” الزريبة ” تبعية مطلقة ، وان حاول بعض افراد ” القطيع ”  التمرد او عدÙ
… اطاعة تعليمات مالكي الزريبة فان التخلص منهم بالقتل و بدم بارد هو الوسيلة المثلى  التي دوّنها التاريخ القريب في سجلاته الحمراء . لاأريد الاسترسال في توصيف تداعي المعاني التي توحيها كلمة ” زريبة” واسقاطاتها على واقع اهلنا وشعبنا الجنوبي بقدر مااريد القول ان العطاس –  بهكذا توصيف فجّره في وجه السيد بن عمر  الداعي الاممي لما يسمى حوارا وطنيا يمنيا في القاهرة مؤخرا-   انما يعكس استحالة ان يعود من خبر الزريبة الى الزريبة ذاتها ،  الاّ اذا ارتضى هذا العائد لنفسه ان يظل مجرد تابع وذليل يعيش بين حيطان الزريبة وفضلاتها وروثها وروائحها الكريهة النتنة
القاتلة ، ولاحول له ولاقوة ،  هكذا يرسل العطاس رسائله للجميع لجماهير الحراك السلمي الجنوبي وقادته  في الداخل مطمئنا لهم من جهة ومحذرا من جهة اخرى – بطريقة غير مباشرة – اؤلئك الجنوبيين الذين قبلوا لانفسهم الادعاء بتمثيلهم لشعب الجنوب وحراكه السلمي  في مايسمى حوار وطني ، بالقول لهم انكم في الحقيقة داخلين الى زريبة ليس الا ، وكذلك هي رسائل للقوى السياسية والجماهيرية والقبلية  في اليمن المراهنة بعضها ان لم تكن جميعها  على امكانية قدرتها على فرض رؤاها وتصوراتها على جماهير الجنوب مستعينة بالدعم الاقليمي والدولي الذي تتوهمه هذه القوى القبلية والعسكريه والسياسية اليمنية  انه يصب في مصلحتها قائلا لهم لايمكن لاحد ان يجرجر  شعب الجنوب رغما عنه للدخول في زريبة الحوار اليمني ، طالما هذا الشعب بغالبيته العظمى يرفض ذلك الحوار .

أخبار ذات صله