fbpx
الربان عبود زين .. نفس ثائرة أبت الخنوع ومشروع حياة يأبى الاستسلام
شارك الخبر

الربان عبود زين .. نفس ثائرة أبت الخنوع ومشروع حياة يأبى الاستسلام

كتب / سهى عبدالله

إلى ثوار الجنوب وأحراره .. إلينا ..إليكم ..إليهم .. إلى كل من تسكن في قلبه نخوة الكرامة.. وجذوة الحرية .. إلى المشردين في أفكارهم .. إلى المعتقلون داخل ذواتهم ..إلى المسلوبين من إراداتهم .. إلى من تعشعش في قلوبهم هواجس الخوف وتحوم في أفكارهم همسات التردد ..إلى الخانعين الخاضعين ..الى المغرر بهم في غفلة ..إلى كل إنسان يشعر انه يتنفس الهواء .. وينبض قلبه بالحياة .. وأخص بالذكر كل الجنوبيين في مشارق الأرض ومغاربها .. إلى المتحزبين والمتعصبين والمتأقلمين على غير درب الحرية والكرامة والسيادة الوطنية .. أقول لكم جميعاً .. انتفضوا ..قوموا ..ثوروا ..اشتعلوا ..احترقوا .. فلا حلول وسطية في الكرامة والحرية .. ولا منطقة رمادية في مواقف الأحرار .. ولا تغافل او تراجع في مكانة الدول والشعوب في الخارطة العالمية الحديثة .. أفيقوا ..إنهضوا ..إعلموا ..أننا لا نزال محتلون في وطننا الجنوبي… احتلالا فكرياً وهو الأخطر وميدانياً وهو الذي يزول بزوال الاحتلال الفكري .. فقط هنا نقف شعب وأمه كأمله..على بوابات وطننا الجنوب المسلوب .. في الصباح نحلم بوطن الضوء… وفي المساء نغسل الشرايين من نبض الألم والوجع.. لا ماء ولا هواء لا دواء سرقوا كل الوطن ..وطننا الجنوب فقط …نهبوا الثروة.. صادروا الحقوق.. صدروا العبثية .. افسدوا الحياة .. باعوا كل شيء .. إنهم عنصريون حد الثماله.. مناطقيون حد الجنون ..إنفصاليون حد العبث ..فاشيون حد النخاع.. مرتزقة وهمج .. متخلفون .. اخذوا كل شيء حتى الأوكسجين.. قرروا أن يمنعوا وصوله إلينا.. , في وطننا هنا كنا قبل لحظات من الآن .. نلبس رداء من فــرح … ونكتسي نبض الأماني … نسمو معه فيسموا الجميع… نبتسم.. نفرح… نغتسل بالحب … ننام على صوت العدل .. ونصحوا على منظر الخير.. ويد حانية تداعب خصلات شعرنا… تمنحنا الأمان .. واليوم وبعد إنتهاء الحلم الذي كنا نتغنى به .. أصبحنا مشردون.. مطاردون…يريدون إلباسنا رداء الذل والخنوع… ونلتحف بالخوف والفزع… ننام على صوت الرصاص… وكوابيس مرعبة وأشباح… يقتلون أطفالنا بدم بارد .. يفجرون أدمغة نسائنا النائمات بين أحضانهن اطفالنا ، يقتحمون غرف نوم شبابنا ليقتلوهم بتمادي..  سرقوا منا كل شيء ..حتى الأحلام الجميلة.. حتى الأحلام قرروا مصادرتها وسلطوا مخبرين لقراءة ما نفكر به قبل أن نفكر… يريدون إذلالنا… سرقوا حقوقنا .. وصادروا تاريخنا ومكانتنا .. حتى نسمات هوائنا لم تسلم من لصوصيتهم …هناك عدن…لا تزال الدمعة عالقة في أجفانها .. أحرقوا كل شيء جميل فيها ..زهورها .. بنفسجها.. طيورها التي تغرد على أغضان أشجارها.. عبثوا بشواطئها ومناظرها .. ولوثوا نقائها وصفائها ..عدن يا عدن..!!عدن.. أفئدتنا التي تنبض.. ودمائنا التي تسري..وأرواحنا التي تعيش .. لن ننساك يا عدن..فأنتي دائما ثمّة فاصلة …بين النوافذ والرؤية.. وأنتِ فاصلة إنتهائنا! من هناك من حيث تتكسّر الحروف ..على طاولة الأحداق..و تتكسر الكبرياء..على عتبات وطن سليب.. للجنوب.. للحق .. للعدل.. للحرية.. يترنم الربان .. ويحـيك الإبـــداع على سمفونية ومفـــردة جنوبية خالصة… يقطر من دمه عطر التراب .. ويتكلم للأرض.. التي تصرخ لا تتركني.. حتى الشمس تتمزق بين منحنيات الدرب .. ونحن لازلنا تائهون ومشردون في قلب عدن!!! في الجنوب نتذكر أن الحزن فاغرٌ فاه .. عاري من كل شيء .. إلا من الوجع .. وهناك في عدن يهمس لي ..أوصيكِ بـِ قلبي .. فانا أرضك السليبة.. المحتلة.. التي يعبث بها الفاسدون.. من هناك ظهر الربان عبود الجنوب.. عبود الوطن.. عبود النصر.. عبود الانتصار.. عبود الاستقلال.. يغني للوطن.. للحرية للعدل.. للحق.. للتسامح ويغني لشعب الجنوب المضطهد.. عبود الجنوب .. الذي أكد فعلا أن الفن رسالة سامية تعبر عن أمال الشعب وهمومه وحقوقه وأهدافه السامية .. إليك أيها الفارس النبيل..والبلبل الصداح.. والصوت الشجي.. الذي يغرد للوطن للجنوب لشعبه .أليك يا أمل الشباب وروح الكفاح .لقد اثبت اليوم أن صوتك أقوى من مدفع الظلم.. ومن رصاص المحتلين.وأن كلماتك تودي وترعد وتهزم المحتلين . وان الحرية والكرامة والاستقلال هي الطريق التي لا يجوز الحياد عنها ، لقد رسمتها بإبداعك وأدائك وروحك الطاهرة التي عانقت كل جنوبي ..إليك يا ربان الجنوب .. يا شموخ العطاء والفن ، يا بحر العرب وأمواجه.. يا قاهر المحتل وأذنابه ..إليك أنت أرواحنا ونسمات هوائنا وخلجات مشاعرنا وأحاسيسنا وجمال أفراحنا وسعادتنا .. تقرؤك السلام منا  وتحياتنا وقبلاتنا..ولن ننساك حتى إذا نسي النسيان نفسه .. فأنت أعيننا التي نرى بها وإسماعنا التي نسمع بها وسواعدنا التي نشمر لها لنقاوم الإحتلال وأفواهنا التي نقول بها للمحلتين  .. برع برع يا استعمار ، الجنوب او الموت الحرية او الفناء العيش على الأرض بكرامة أو الفناء تحتها  شهداء .. ولا تراجع لا استسلام والنصر قادم ..قادم بإذن الله .

v    الربان عبود زين .. مشروع حياة

لم يكن الدور الذي جسده الشاب المبدع والفنان الثائر والربان الماهر والقلب الحساس ربان الجنوب وذخره الذي لا ينضب المناضل الكبير والقدير الشاب عبود زين السقاف المعروف بـ”الفنان عبود خواجه ” إلا دوراً جباراً لا يضاهيه أي دور ، كما انه لم يكن دوراً وليد اللحظة عندما إنطلق فيها الحراك الجنوبي من العام 2007م ، بل لقد جسد هذا الربان دوره في أول اللحظات وأخذ دوره الثائر منذ أول وهلة على بدء المؤامرة الكبرى لدفن الوحدة اليمنية الموءودة في مهدها من العام 1994م .

لقد كان لربان الجنوب دوره المشهود في أحداث ما قبل غزو الجنوب حينما جسد موقفه بشجاعة في أغاني عديدة ، وقبلها في كلمات كانت أبلغ من كل شيء فحينما قال الربان كلماته الشجاعة التي لم يقلها أي رجل من قيادات الجنوب قبله،  وذلك حينما سئل عن كيفية إخراج الأوبريت فقال أنا أرهق كثير من أجل ذلك حيث يستغرق العمل معي أسبوع متكامل كل يوم 12 ساعة ، لكنه أضاف قائلاً ( أنا مستعد أموت عشان الجنوب وليس أرهق فقط ) فلقد سرت كلماته تلك إلى نفوس الجنوبيين واستقرت في وجدانهم وباتت مبداء يسير على نهجها كل شباب الجنوب ورجاله حتى اليوم .

 مسيرة حياة الربان  

هو عبود بن زين بن محمد سالم السقاف من ابناء الوهط بالمحافظة الثانية لحج ومواليدها حيث ولد في 29نوفمبر 1972 بدأ مشواره الفني في مدرسة الوهط  عام  83 بمناسبة عيد العمال في مدرسة الشهيدة إقبال وقدم  أغنية  “يا عيد عمالنا” وقد كان هناك أساتذة داعمين له في المدرسة منهم الأستاذ محمد عدول والأستاذ مهدي الزيطي والفنان محمد حمدون والأستاذ علوي زين .

هو من أسرة تحب الفن كلها فأخيه الأكبر محمد مسئول في  فرقة الوهط وأخيه علي مغني فردي وكورال بنفس الفرقة وأخيه عدنان عازف كمان متمكن وعازف عود أيضا وأخيه خالد كورال في فرقة الوهط  وأخيه الفريق أول  صلاح  إيقاعي  وأخواله محمد الزجر عازف عود وكمنجه وإسماعيل عازف كمنجه ومغني وكلهم  محبين  للفن الهادف . يظهر الربان وهو صغير السن في فيديو قديم ويعزف له العود الفنان الكبير فيصل علوي في أغنية” ليه يا هذا الجميل” حيث يتفاجاً السامع والمشاهد من روعة الاداء ونغمة الصوت وتراقص الألحان ، وذلككأول أغنية رسمية له كما روى العديد من الناس . له خزينة من الأغاني الرائعة ، غني الربان بكل الوان الفن اللحجي والحضرمي واليافعي  بالاظافة إلى الفن الصنعاني ، كما غنى في الخليج أغاني حديثة لها نكتها وإمتزاجاتها وذلك في حفلات كثيرة وعلى شاشات القنوات الفضائية العالمية .

 

v من أغاني الحياة التي غناها الربان

حينما غنى الربان للحب وللجمال وللوفاء والإخلاص حمل من أجلها إحساسه المرهف ولوعة الفنان الرقيق ، أغاني يعتصر لها وجدان المستمع  وتتلهف أحاسيس العشاق والمحبين ، أغاني تحمل الحياة الجميلة بكل تفاصيلها ( حبيت أنا حبيت حبيت بس ياليت  – يا طير يا ذا المعلي – لوعتي-  يعاتبني – دار الفلك دار – ليه يا هذا الجميل – يا ضارب الرمل – تباني أبكي – ياللي تركت الدمع – تبانا للصفى نصفى – تحملنا المصائب – تعبت حالي – تحاواني – صادق النية – با تبان التحاقيق – حسك تقلي روح – ضيعتني وإياك – غدار – كانوا أحبه – يا نديم الغدر- امنع خيالك – حنانيك – أمرك على الراس ) هذه فقط شيء لا يكاد يذكر من الأغاني التي أداها الربان بالاظافة إلى أغاني خاصة به  وغيرها الكثير من الأغاني الرائعة التي وحدها بصوت الربان تشغف لها الأسماع ويسكن لها الخاطر وتتناغم معها الأحاسيس والمشاعر ، أغاني لا تمل ولا تشعر معها بالكآبة ، إنها أغاني الحب والأمل والعتاب والشوق واللوعة واللقاء ، إنها أغاني الحياة والحياة فقط .

v أغاني الدمار الشامل ضد المحتل

لأن الفنان لا يغني لنفسه ولا يعيش من أجل ذاته ، لأنه فنار القلوب التائهة وملهم الأرواح الحائرة ، لأن الفنان هو مشروع حياة ، مشروع تطور ، مشروع حرية وكرامة وأمل وبناء ونماء ، ولأن الفن هو رسالة ومنهاج للحياة فقد رفض الفنان الربان عبود زين ان يبقي الفن محصور في جانب دون إكماله ، فبادر برسم وإكمال الوجه الآخر للحياة ولرسالة الفن الحقيقية التي غفل عنها وللأسف كثير من الفنانين .

فقد أخذ زين بثقة الرسام المبدع ريشته لينحت في جدار الزمان دوره ورسالته مجابهاً بها كل القوى المتخلفة التي لم تعي رسالة الفنان ودوره  المشرف في الحياة ، فرسم بريشته طريق تسير فيه أرواح الأحرار الجنوبيين كما عزف بها أيضاً إبداع تأوي إليه أفئدة المظلومين . فكتب بريشته حكماً بإعدام المجرمين أعداء الحياة وطغاة الزمن ونفذه بهم عبر ريشته أيضاً فوجه رصاصاتها القاتلة إلى صدورهم المليئة بالحقد الدفين وإلى رؤوسهم المعشعش فيها أفكار التخلف والتدمير واللاحياة ، فكان الثائر الشجاع والمبدع الفنان وملهم أجيال الجنوب الأحرار ، والصوت الشجي والمتميز والقلب النابض بالحرية .

ومن أغانية الثورية التي عزفها بالآلامه وأحلامه بآماله  معاناته وهو يرى أهله وشعبه تفنيهم آلات الدمار وتبيدهم أسلحة الموت ، وتنهب تاريخهم ودولتهم ومكانتهم قوى التخلف والبغي والعدوان ، حيث أطلق صواريخه ورصاصاته منذ أول وهلة كرسائل للمعتدين والبغاة في العديد من الأغاني والتي أهدى إحداها للرئيس السيد علي سالم البيض أثناء أزمة ما قبل غزو الجنوب عام 1994م جاء في إحداها  (آه يا عين ..شيء عندك إجابة لمسكين / كم معذب وكم متعوب ذاق الأمرين /بات متعوب من ذي يلعبوا فوق حبلين

/كل واحد على وجهه مصلح قناعين / وجه طيب على الشاشة وفي طلعته زين / واكتسى وجه الآخر بعدة تلاوين /عين يا عين إصحى شوف حولك ثعابين / كل ثعبان له صورة جميلة ونابين /يعرفوا يخطبوا فينا بخبرة وتمكين / عندهم علم في فن الخطابة وتمرين / بالمظاهر يغروا الأبرياء والمساكين / يلبسوا ملبس القاضي وداخل شياطين / كل واحد طلع في ظهرها قبل يومين

أصبح اليوم له فله وعدة صوالين/عندهم ما ل ما يحصى سوى بالملايين / مال ما يملكه حتى كبار السلاطين / يركبوا الطائرة وحنا على الأرض حافين / يوم في الهند يتمشوا وساعة في برلين / والهدايا تجيئهم خاصة في كراتين /ما درينا من أعداء الوطن او المحبين/قلهم بس منين المال جابوه من فين /ضيعوا حق ذا المسكين ياهوين ياهوين /وأصبح الحق من قاله صديق الزنازين/قولته مر يا خلي وله سيف حدين ) .

وحينما لم يستمع الطغاه في نظام الجمهورية العربية اليمنية لهذه الرسالة الفصيحة والواضحة ، ووقع الفأس في الرأس وحدث حرب غزو الجنوب التي أعلنت يوم 27 ابريل من العام 1994م وتم فيها إقتحام دولة الجنوب وإحتلال العاصمة عدن يوم 7 يوليو1994م .

أطلق ربان الجنوب رسائل عديدة كانت من بينها رسالة بليغة جسد فيها عدد من الشعراء الملهمين الواقع الحالي أنذاك والواقع القادم وهي أغنية (عدن بالمتر باعوها  ، وكذلك أغنية ( قلي مشرد وباقلك اجل  لأن في التشريد تتويج النضال ***** أنا مشرد وابن عمي معتقل من جملة الالآف ذي في الاعتقال ** كم من فدئي وكم من حر بطل بالامس قد بكى جنود الاحتلال ** اصبح مشرد في الوطن ما له محل مصيره التشريد والا الاعتقال ** انا ماجيت اروي الآن قصة ما حصل الكل يعرف ما جرى في ذا المجال ** كانت خيانة من دول كبرى وهل غير الخيانة تستطيع قهر الرجال ** لكنني أقسمت عمري ان أضل حراً ولن اخضع لطابور الظلال ** لا السجن لا التشريد يقدر ان ينل مني ولا التعذيب يثنيني محال .. الخ ) وفي عام 96 صدح الربان بأغنية تقول (أنا محسب حساب الدهر إن مر رضعت المر من عهد الولادة **إلى أن ردد ..حماة النازية في عهد هتلر تجدهم في بلدنا اليوم قادة ..الخ) ، كما غنى في المهجر أغنية ( كلما تكلمت كذبوني وقالوا لي إن عقلي طار *** أنا قد شفت بعيوني ارضي عدن تحترق بالنار..الخ).

تعرض بعدها الفنان المهم والربان الخبير لمضايقات وإستهدافات عديدة ووجهت له ساهم الإهمال من قبل السلطات الجديدة التي إحتلت الجنوب بحرب مدمرة عام 1994م ، حتى انه في إحدى الحفلات التي أقيمت فيما بعد بمحافظة إب اليمنية منع ربان الجنوب من أداء أغنية المحضار (در أنا ماباك در أنت يبست المنيحه لي تدر..الخ) ومنع من تأديتها لما عرف عنه من فنان ثوري يشغف الأسماع ويأسر الأفئدة بوقع صوته المتناغم مع كلمات الشعراء ، فغادر حينها الحفل عائداً إلى عدن منها إلى خارج الوطن .

كما غنى الربان أيضاً  بحضور احد محافظي لحج الذين توالوا على حكم المحافظة أغنية (كم لي وأنا هدي خواطر ثايرة حتى قال في مقطع حتى ولو طلعوة الطايرة اللي ضمارة كذب فايدته بوار ..الخ) .

وكان فنان الجنوب وربانه ومؤسس مشروع الحياة لتأريخ الجنوب الحديث الشاب عبود زين قد شعر باللحظة المناسبة ليعلن إنطلاق ثورة جنوبية تحرق جسد المحتل اليمني وتؤسس لثورة جبارة ومارد قد إنتفض من مكانه ليزلزل بصوته بعد صمت قضاه شعب الجنوب على أمل ” لعل وعسى” ، فانطلقت أغاني الربان الثورية في أوبريت ثوري أشعل فيها حماس شعب الجنوب وأنتفض كرجل واحد في أنحاء الجنوب معلناً ثورة الكرامة والحرية وإستعادة الحق الذي ينهبه المحتلون امام مرأى ومسمع العالم .

فصدحت أصوات الربان ومعه عدد من مبدعي الجنوب تدوي في سماءات الجنوب صباحاً ومساءاً وتغنى بها كل جنوبي كبيراً كان أو صغيراً رجلاً او إمراءة ، وتعرض بسببها كثير من شباب الجنوب للتصفية الجسدية والإنتهاكات الجسيمة لأن الإحتلال كان يعرف أنها بداية الطريق لثورة شعب الجنوب التحررية ومفتاحها الوحيد .

ومما صدح به الفنان الربان  في  اوبريت غنائي أوبريت “التصالح والتسامح الجنوبي” ( اليوم يوم التسامح يوم الصفاء والوئام*** يوم به الخير فاتح **باب الأمل والسلام **بعد العناء والشتات **يا أخوان ما فات مات ، قد ان وقت التصالح يكفي من الانقسام** ردفان للوصل لبت **شبوة وارض الصعيد ** صيرة وشاطئ المكلا **شبوة وشامخ حديد **غيضة مكيراس ضالع **احور وحوطة ويافع** يا حيد شمسان اشهد فاليوم عهداً جديد ) وكذلك أغنية ( والله ورب العرش ما نخضع ** للطاغي الفاسد واعوانه ** لو السماء من فوقنا تولع **والكون يتزلزل ببركانه ** أو يهدمون البيت بالمدفع ** ولا علي يهجم واركانه ** المؤمن الصنديد لا يركع ** إلا لرب الكون سبحانه ** والله بعد اليوم ما نرجع ** لو يفتحوا مليون زنزانه** ياما نصحنا إنسان ما يسمع **كلما نصحنا زاد طغيانه ** ثورة قرعنا الطبل والمرفع ** والشعب يتقدم بفرسانه** الشعب كله قال لك برع** يا من فقد قدره وميزانه ** اليوم يا شعب الجنوب انزع ** حقك وجهز للعمل زانه **  نعيد ثورة والعم يرفع ** من فوق صيره يوم إعلانه..الخ ) .

وكذلك أغنية رسخت شموخ شعب الجنوب وزادت كل فرد جنوبي ثقته بنفسه وهي (جنوبي وافتخر إني جنوبي راسخ الأوتاد** جنوب الماضي والحاضر ومستقبل لك الامجاد ** لك العلياء يا وطني بعزك عزتي تزداد** بدمي افدي ترابك ولا يوطئ عليك اوغاد ..الخ) .

وجسد الفنان عبود بالحانه وأدائه أمل الحياة في ظل الإحتلال على خطى النصر وتحقيق الحرية والاستقلال في أغنية اكثر من رائعة وهي اغنية ( هلت هلت بشاير  هلت هلت بشاير** هلا يا فجرنا المبعد **على محياك ريتك ترجع البسمة** ها قد افقنا التقت يا يوليو الاسود **وقد أفاقت عدن وامتصت اللطمه ** نقسم بمن لا سواه يستحق يعبد **إلا ذبحنا بباب الحرية الظلمة** بكم أحبائنا تشرق شموس الغد** مزحزح الجهل والكابوس والعتمة.. الخ )

ولا ننسى الأغنية الثورية الرائعة جداً والتي كانت جوهرة الجواهر التي قدمها الفنان الربان عبود زين و هي ( لا عاد با وحدة ولا انا وحدوي ** قولوا يساري او من أصحاب اليمين** أنا انفصالي رغم أني الوحدي ** والمدعي الكذاب عبرها سنين **يأخذ من الوحدة فقط خيراتها **والشعب يأكل شحت والا يستدين **واليوم ماتت عظم الله أجركم ** ياذي قتلتوها ادفونها وسط طين ** نحن الجنوب الحر اسماً في العلا ** وأهله رجال الموت لا حن الحنين ** ذقنا المرارة بعد حرب المنتصر **حتى كرهنا العيش منكوس الجبين** والظلم حطمنا ودمر كل شي **وحنا الذي كنا ندوس الطامعين ** أنا جنوبي واضحة باقولها ما دامت الوحدة بلا مبداء ودين ..الخ ) وأغنية آخرى (يا شعب فجعان من السارق فلان اصبحت مدعوس في ارضك مهان ** تحس وتشعر وتفجع من جبان حرام تحيا اليوم مقطوع اللسان..الخ) وكذلك أغنية ( الان لابد يرحل من كرسي الحكم يعزل من قبل تولع جهنم من سفح شامخ عدن ..الخ)

وكان الربان أول من أظهر تنبؤ أحد الشعراء بفناء الطاغية علي عبدالله صالح  بطلب كل الشعب في الشمال والجنوب له بالرحيل وذلك في إحدى أغانية التي غناها بداية إنطلاق الحراك الجنوب عام 2007م عندما قال ( الشعب كله قال لك برع يا من فقد قدره وميزانه ..الخ)

 خاتمة

في الختام لا يسعني إلا ان أقول ان الكتابة والتدوين عن الدور الذي جسده الربان الفنان والرجل الإنسان عبود زين السقاف لا يمكن إلا ان يكتب بأحرف من نور  ، من ذهب ، من لؤلؤ ، ويتحتاج إلى الالاف مؤلفه من المجلدات والكتب ، ولا يمكن ان نفي لهذا الرجل بحقه مهما كتبنا ونسجنا وشرحنا  فهو ملهم أحرار الجنوب وربان مسيرة التحرر ، لقد سبق القادة والشعب وفجر من كل حدب وصوب شرارات الثورة ورسم مبادؤها وسبلها ونهجها وشكلها واخلاقياتها ، فمن هنا من أرض الجنوب ومن شعب الجنوب نبعث له بالتحايا الثورية بتحيات الكرامة والعزة والشموخ ، بتحيات الحرية والإباء ، ونقول لك أيها الربان الفنان لقد آن الآوان وأقترب الموعد ، ففي الأفق تتلألأ صورة الجنوب وتباشير الاستقلال والحرية ، فلك التحية لك السلام لك المحبة لك الاحترام وللجنوب الحرية والاستقلال وللشهداء المجد والخلود وللجرحى الشفاء العاجل وللمعتقلون الحرية ولنا جميعاً مستقبلاً مشرقاً وضاءاً في دولة الجنوب الجديد جنوب الحرية والديمقراطية والأخوة والبناء والفكر السليم المواكب للعصر الحديث والعلم المتطور.

 خاص بيافع نيوز وصحيفة القضية

 

 

 

 

أخبار ذات صله