fbpx
#اعلان_عدن_التأريخي.. وصنع القيادة..!

 

الشعوب الحرة هي الشعوب التي تصنع قياداتها من وسط ثوراتها وصفوفها، وفي اللحظات التاريخية الفاصلة التي يحاول فيها المتسلقين وسارقي الثورات والمقاومات ان يوشكوا على النجاح في اختطاف مسارات الثورة.

 

لم يكن إعلان عدن التاريخي، مجرد لحظة عابرة احتشد فيها شعب الجنوب للاستماع الى كلمات الإعلان والعودة، ومن يظن ذلك فهو مخطئ. كما ان مليونيات الثورة الجنوبية لم تكن يومياً مجرد احتشاد والعودة وانتهى امرها، فليعلم الجميع انه لولا مليونيات الثورة الجنوبية ومسيرات الحراك الجنوبي لما وجدت الحاضنة الشعبية في حرب 2015م ولما تخلقت المقاومة الجنوبية.

كما ان مليونيات الثورة الجنوبية هي من اوجدت الوعي بضرورة المقاومة لغزو مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، بل هي من اوجدت الروح المعنوية والتي غرستها في نفوس الشعب الجنوبي لأكثر من ثمانية أعوام من اندلاع شرارة ثورة الحراك الجنوبي، وتوجت بقيام المقاومة الجنوبية الباسلة.

 

وفي كل المنعطفات، كانت الاختراقات تفشل في كل مرة صنع قيادة جنوبية، وهو ما تسبب بإضعاف الثورة الجنوبية خارجياً، ولكن اليوم الوضع اختلف وباتت الثورة أقوى من ذي قبل وأكثر تلاحم وقوة، وأقل اختراقاً.

 

وبإعلان عدن التأريخي في الـ 4 من مايو 2017م، انتهت موجة التجاذبات فيما يخص تشكيل القيادة الجنوبية الموحدة، واجمع الشعب الجنوبية عبر مليونية ” إعلان عدن التاريخي ” على أن يتولى القيادي الثائر والقائد الأعلى للمقاومة الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي، ان يكون على رئاسة الكيان السياسي الجنوبي ويختار الى جانبه قيادة سياسية لتمثيل الجنوب وفرض إرادة الامر الواقع وإدارة شؤون محافظات الجنوب، التي تعبث بها الحكومة المحسوبة على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، مستغلة تلك الشرعية لإعادة نفوذها المتمثل بنفوذ حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح.

 

إن حماية المكتسبات الثورية التي تحققت في الجنوب، هي ليست مكتسبات جنوبية فقط، بل مكتسبات للتحالف العربي، وإن عبث الحكومة بتلك المكتسبات وترك ملفات الحرب وما قبلها دون حل، بل واستخدام إمكانيات الدولة لشراء الولاءات بما فيها عشرات المليارات التي طبعت في روسيا، وكان يتوجب استخدامها لمعالجة قضايا محافظات الجنوب المحرر، وفي مقدمتها الخدمات وملفات الشهداء والجرحى وتعويض الذين تضررت منازلهم بالحرب.

 

فشل الحكومة والرئاسة في تغيير الواقع بمحافظات الجنوب ومحاولة إعادة انتاج وضع ما قبل الحرب، ساهم كثيراً في إضعاف معارك التحالف العربي في جبهات محافظات الشمال، وهذا هو أحد أسباب تأخير الحسم، مضاف اليه تخاذل جبهات حزب الإصلاح التي يقودها علي محسن الأحمر وهيئة الأركان العامة بقيادة علي محمد المقدشي.

 

وبالعودة لإعلان عدن التأريخي، فقد شكل نقلة نوعية في مسألة صنع القيادة الجنوبية المأمولة التي افرزتها ثورة الجنوب، وهو ما يجب على شعب الجنوب الوقوف بكل ما يملك، لحماية مكتسبات الثورة وتضحياتها التي دفعت منذ العام 2007م، وكذا ما قبل هذا التاريخ منذ ما بعد 1994م.

 

 

 

إعلان عدن، وتفويض القائد اللواء الزبيدي، في رئاسة الكيان السياسي وإعطاءه الصلاحيات لاستكمال الهيكل القيادي للكيان، تعد خطوة محورية وناجحة في لحظة تأريخية مفصلية، وأوضاع خطيرة وقفت فيها ثورة شعب الجنوب حائرة في ظل التداخل العميق المفرز منذ الحرب.

 

من هنا، علينا جميعاً، ان نعي ان المرحلة القادمة فاصلة، كما انها مرحلة خطيرة في ذات الوقت، وتتطلب عملاً سياسياً أكثر منه عملاً ثورياً، وعلينا تحقيق التوازن بين متطلباتنا كشعب يسعى لتحقيق اهداف ثورته دون نقصان أو إجتزاء، وبين اهداف التحالف العربي الذي كنا ولا نزال وسنبقى جزءاً لا يتجزأ منه، بل لا يمكن التجزؤ عنه نتيجة الترابط العميق والمتجذر في المصير المشترك والامن الاستراتيجي، فضلاً عن واحدية الدين واللغة والثقافة والجغرافيا.