fbpx
كلام في السياسة!

حاول بعض الأصدقاء –المؤطّرين ضمن مكونات سياسية- إن يستقطبوني لأكون ضمن أحد المكونات.
طبعاً ليس عيبا إن تكون مؤطَّر ضمن مكون سياسي ..
لكن هروبي في البداية كان كمحاولة منّي لأفهم ماذا يدور وكيف يديرون أنفسهم لعلّيّ أختار أفضل المكونات إيجابية لأكون عضوا فيه كأي مواطن بسيط ..
وخلال متابعتي لهم لم أجد أي جدّية في عملهم مجرد زوبعة وبحث عن شهرة ومناصب لا تهش ولا تنش .. مجرّد تسابق ومكايدة لبعضهم البعض لا قيم ولا مبادئ ولا ضوابط تنظيمية ولا معايير محددة يلتزمون فيها .. كان كلّ همهم إخضاع غيرهم ليكونوا أتباع (أو خرفان وهم رعاتها) ليتفاخروا أمام الآخرين إنهم جمعوا أكثر عدداً من الأشخاص وإنهم هم الوطن وهم الفئة الوطنية أمّا غيرهم الضالون حسب نظرتهم لا علاقة للوطنية بهم وللأسف إن جهود كل فئة أنصبّت لإثبات هذا الشيء ضد الفئة الأخرى!
استهلكوا كثيرا من الجهد والوقت في صراعات بينية تافهة والمؤسف جدا جدا إن أغلب الشباب كان هذا نهجهم وهذا يوحي لك إن مستقبلا مظلم ينتظر الوطن ويجعل الإحباط يتسلل إليك مهما كان تفاؤلك.
خسرتُ أصدقاء وبعضهم أصدقاء مقربين كانوا .. خسرتهم لرغبتي هذه (البقاء خارج السرب المكوناتي) وأيضاً لأنَّي دائما كنت أطرح آراء ناقدة لمكوناتهم وعملهم دون مراعاة لمشاعرهم التي تُجرح لأبسط الأشياء، تلك المشاعر الرقيقة التي تُريدك إن تتغزّل بأصحابها دائما وتقول فيهم مديحا يطرب آذانهم.
هم يريدونك إن تكون قارع طبل فقط!
لا يريدونك أن تكون صادقا تواجههم بعيوبهم إن وجدت ..
لا يريدونك أن تكون صاحب رأي تأخذ وتعطي معهم بنقاش مثمرا لتقنع أو تقتنع بالحجج الصحيحة والسليمة
نعم خسرتُ أصدقاء كثيرون لهذا السبب ولكن بالمحصلّة كسبتُ نفسي
في ظل هذه الفوضى العارمة جاءت النتيجة بهذا الواقع المُحبط والمُقلق جداً ..
تصدّر المشهد بعض الغوغائيون
طلع المداحون والمطبلون وأصبح لهم شأن عظيم لأن الوطنية في مقاييس هذا الزمن تتطلب إن تكون كذلك!
تسلَّقوا السلم سريعا دون عناء وبقي مجموعة كبيرة من الشباب الصادق والمخلص ينظر إليهم البعض كصعاليك “مفسبكين” …. إلخ من تلك الشتائم التي يكيلها لهم المطبلون إن واجهوهم يوما ما بالحقائق
قليلون هم الصادقون الذين حالفهم الحظ ..
طلعوا هم بنفاقهم وكذبهم وتزلفهم لأن معايير الوطنية هذه الأيام تتطلب هذا وبقي شبابا من أصدق وأفضل الشباب يغردون خارج سرب الغربان الناعقة لأنهم ينظرون إلى إن من أولويات الوطنية إن تكون صادقا مع نفسك ومجتمعك وأصدقائك .. طلع المتسلقون وبقي هؤلاء الأنقياء يُنظر إليهم كصعاليك وكم هي الصعلكة بهذه الطريقة مصدر فخراً ما دامت معايير الوطنية هي تلك
أنا شخصياً لا أدعي إنَّي دائما على حق .. أخطئت مرات كثيرة وأسئت التقدير لمواقف كثير وتعلمتُ من تلك الأخطاء ..
أخطئت بحق أشخاص، الأغلب لا أعرفهم وبعضهم أعرفهم وهنا أقول لهم إن مفاهيم كثيرة لديّ تغيّرت وإنّي قد تعلمت من أخطائي فلا تنظرون إليّ بنفس الصورة القديمة التي رُسمت في مخيلتكم .. حينها شكّلتها الظروف والمواقف الخاطئة لكنّها ليست صورتي الحقيقية ..
لا .. لا تفعلوا ذلك أنا لستُ بتلك البشاعة التي صوَّرت لديكم حينها ..
أنا إنسان أخطئ وأتعلم وأتغيّر نحو الأفضل دائما ..
أخطئت ومازلتُ أقع بالأخطاء ولكنّي أحاول دائما إن أصحح أخطائي وأغيّر مواقفي بما تقتضيه الحقيقة لا بما يمليه عليّ أي أحدا .. ولا على حسب إرادة أيا كان ولكنّي بنفس الوقت أقبل النصيحة الصادقة وأتقبل النقد إن كان إيجابيا وأصحح من أفكار ومفاهيم مغلوطة كنتُ أظنها هي الحقيقة والصحيحة
أخطئت كثيراً ولكن راضٍ عن نفسي تماماً لأنني لم أخطئ في هذا الموقف وهذه الرغبة بالذات .. لم أكن ضمن أي مكون من هذه المكونات الهشّة ضيقة الأفكار .. لم أتورّط لأعادي أحد لأنه ضمن ذلك المكون وليس منتميا إلى مكون أنتمي إليه .. أحاول النظر من زاوية وطنية وإنسانية واسعة وليس من منظور مكوناتي أو مناطقي ضيّق .. أتحدث مع الجميع كمواطن بسيط لا منتمي، يهمني إن أقول رأيي فيما أراه صحيحا بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى وسأظل كذلك
كنتُ مؤمن ومازلتُ بأن على الإنسان إن لا يضع عقله جانبا ويقبل إن يوجّهه الآخرين كيفما شاءوا عليه إن يكون حرا بقراره ورأيه مهما كان بسيطا .. عليه إن لا يقبل ذلك تحت أي ادعاءات كانت سواءً وطنية أم غير وطنية .. عليه إن يتدارك أخطائه أيضاً ..
#يوميات_في_السياسة